يقول المثل الشعبى «زى الفريك.. ما بحبش شريك» هذا ما ينطبق الآن على جماعة الإخوان المسلمين التى تقتفى أثر الحزب الوطنى الديمقراطى بكل دقة وإنما برداء إسلامى!! وهو ما جعل كثيراً من المصريين -وأنا منهم- يشعرون بالصدمة، حيث المفاجأة بأننا أمام مرشحين اثنين لانتخابات الرئاسة أحدهما ينتمى إلى المؤسسة العسكرية ويؤكد خيار الدولة المدنية والآخر يتحدث بخطاب جماعة الإخوان، ولكن قبل الجولة الأولى من الانتخابات تجلت رغبة الإخوان وحلفائهم فى الاستحواذ على كل مفاصل الدولة، ومن أبرز ما يضع علامات استفهام مشروعة هو التلكؤ والتسويف فى إصدار دستور يتضمن كل ما نادى به ثوار يناير، وتتطلع إليه جموع الشعب، دستور يكفل المساواة بين أبناء الوطن بغض النظر عن معتقدهم الدينى ويعزز مبدأ حرية الفكر والتعبير والاعتقاد لانتشال الوطن من خطر الفتن الطائفية وخنق ملكات الإبداع والتفكير والانطلاق به نحو آفاق رحبة يستحقها، وقد ظهر جلياً أن الجماعة تصم آذانها عن صرخات الناس: دستور يا أسيادنا -ولكن لا حياة لمن تنادى- فالدستور «مغلق» حتى يفوز المرشح الإخوانى فى الرئاسة لفرض رؤية الإسلام السياسى على كل المصريين، والسؤال: هل من حق الإخوان وحلفائهم التصرف، ليس بصفتهم شريكاً فى الثورة كما يقولون، ولكن كأنهم هم وحدهم الذين قاموا بالثورة وكل من سقط شهيداً أو أصيب أو فقد بصره، مثل «الشهيد الحى» البطل أحمد حرارة، هو منهم! كلنا نعرف أن الشعب الذى تطلع إلى الانعتاق من أسر نظام جثم على أنفاسه أكثر من ثلاثة عقود، كان الإخوان خلالها فى أبرز مكان فى الصورة، أحياناً مثل برلمان عام 2005، هذا الشعب حدد مطالبه فى العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية؛ لكن هذه المطالب المشروعة تركت جانباً وتعطلت التشريعات الخاصة بها، بانتظار انتخاب الرئيس لتكتمل الحلقة: مجلسا الشعب والشورى، الحكومة، الرئيس، الدستور!! فهل بعد ذلك يمكن الحديث عن فرق بين النظام القديم والنظام الذى تبنيه الآن جماعة الإخوان وحلفاؤها؟ المثير للدهشة أننا كنا نختلف مع الحزب الحاكم، فيصفنا بكل الشرور وهو ما يفعله الآن «الإسلاميون» بعد إضافة التكفير والتخوين، ولا تشى تصريحاتهم بأى أمل فى قبول الرأى الآخر أو الاختلاف معه؛ لأنهم أضافوا إلى ممارساتهم المطابقة لممارسات الحزب الوطنى، صفة القداسة. فأنت لا يحق لك أن ترفض تحويل مصر إلى «ولاية» فى دولة الخلافة ولا دويلة فى اتحاد الدول «العربية» وعاصمتها القدس! نحن نتمسك بدولة عاصمتها القاهرة الساحرة، دولة تتفتح فيها مائة زهرة وتتضارب فيها مائة مدرسة فكرية، وليس دولة يحكمها الفريك بدون شريك، فكلنا شارك فى الثورة.