المتأمل لتاريخ الكوميديا فى التراث العربي وحاضرنا يتأكد أننا نهوى في منحدر قاتل في العادات والتقاليد بل ومحو للهوية الدينية والوطنية وحول هذا الأمر يحدثنا الدكتور ناصر عبد المجيد السلاموني رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية قائلاً:قديما كان يوجد متخصصون في إضحاك الملوك والأمراء يمتازون بعذوبة اللسان وفصاحة اللغة وغزارة الثقافة واحترام العادات والتقاليد والحرص على استخلاص العبر والعظات فكان فن الفكاهة وكتبه المحفورة في التراث العربي بصورها المختلفة. ويضيف:انتقل الفن من بلاط الملوك والأمراء والأثرياء إلى الشعب بطوائفه المختلفة الطبقات الاجتماعية حتى وجدنا القاص والمنشد ومن يصاحب الحيوانات الأليفة والراقص وأصحاب الدفوف يتجولون في الشوارع يتكسبون من إسعاد الناس وإضحاكهم وإخراجهم مماهم فيه من هم وحزن وكآبة بالأحاجى والألغاز والأناشيد والمواويل والقصص والنكات حتى عرف عن المصرى أنه ابن نكته وينشد في السراء والضراء. وحول العادات المصرية التراثية يقول المصري قرر إسعاد نفسه ومن حوله بالغناء والفكاهةوما زالت المعابد وأوراق البردى والمتاحف تحفظ اختراعاته للآلات الموسيقية التى أخذها العالم منه ويستخدمها حتى الآن بل وكل الآلات الموسيقية من أصل مصري. أقول ذلك وانظر إلى شاشات القنوات الفضائية فاأتحسر على ما وصلنا إليه من مضمون وأداء تافه وتعزيز لسلوكيات البلطجة وأخلاق السوقة وعدم احترام من قام بهذه الأعمال التى يقال عنها فنية لعادات وتقاليد المجتمع بل حتى عدم احترامه لتعاليم الأديان. ففى مجال التمثيل شاهد أى عمل كوميدي حاليا تجد استخفاف بعقل المشاهد و ماالهدف إلا اضحاكه فقط بطريقة الأداء أو إلقاء النكات سيئة الألفاظ والايحاءات فلا محتوى ولاهدف سوى كسب المال فقط وفي بعض الأعمال الأخرى نشر للأخلاق السوقة وحكاوي البلطجية وتعزيز قيم العنف وعدم احترام سماحة وعادات المجتمع المصري العريق بأصالته والكريم بطيبته وأخلاقه. وحول رسالة الفن المطلوبة أكد أن رسالة الفن هامه ودوره قوي في معالجة قضايا المجتمع وتصحيح لما يدعو إليه المفسدون، أين البطل القدوة لنا ولشبابنا في أخلاقه و أعماله أو حتى هيئته. وإذا تركنا التمثيل واتجهنا إلى الغناء فنجد أصواتا لا أنزل الله بها من سلطان وتذكرنى بأنكر الأصوات، بل وهيئاتهم وعراهم المبتذل وأشكال رؤوسهم وهي تتقافز على الأرض وكلام لاتكاد تفهمه من شدة أصوات آلات يقال عنها موسيقية وكلمات معظمها يدعو إلى كل شر من قطيعة الرحم وهجر الصحاب وسيئ القول والعمل. هذا حالنا.. الكوميديا كارثة والدراما لتتناسب بعضها مع العادات والتقاليد والأخلاق والغناء منه ماهو سيئ للغايه والتمثيل حدث ولاحرج!! ليست الصفحة سوداء ولكن نريد أن تتكاثر نجومها فتصبح أو تعود مصر قائدة الفن الهادف والأخلاق التى تبنى وتعمر المجتمع.