ذكرت مجلة "الايكونوميست" البريطانية، أن تفشي وباء كورونا تسبب في إثارة حالة من الذعر داخل بابوا غينيا الجديدة، الواقعة في النصف الشرقي من جزيرة بابوا في جنوب غرب المحيط الهادي بالقرب من إندونيسيا، ولم يقتصر الشعور بالذعر علي سكانها فقط بل انتشر إلي جيرانها أيضا، نتيجة لتسجيل عدد كبير من الإصابات بالفيروس خلال شهر فقط. وأوضحت المجلة في تقرير، اليوم /السبت/ - أنه "علي الرغم من أن عدد حالات الإصابة المسجلة بفيروس كورونا في بابوا غينيا الجديدة يعتبر هزيلا حيث يبلغ قرابة ألفي حالة إصابة فقط، وعدد حالات الوفاة يُقدر بالعشرات، إلا أن المثير للقلق هو أن أكثر من نصف عدد تلك الحالات سُجل خلال الشهر الماضي فقط". وأشارت إلي أن بابوا غينيا الجديدة تعتبر واحدة من الدول التي لم تجر سوي القليل من الفحوصات للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد من عدمه. وجاء في التقرير أن بالرغم من أن العاصمة بورت موريسبي توصف بأنها بؤرة لتفشي الوباء في بابوا غينيا الجديدة، إلا أنه تم تسجيل حالات إصابة في 19 إقليما من أقاليم البلاد البالغ عددها 22 إقليما، ومن المحتمل أن يكون المرض قد انتشر من الجزء الإندونيسي في جزيرة غينيا الجديدة التي عانت مؤخرا من تزايد حالات الإصابة بالفيروس. وأضاف التقرير "أن الإقليمين الغربي وغرب سيبيك يأتيان بعد العاصمة بورت موريسبي من حيث حالات الإصابة بالفيروس، ومع ذلك فإنه يتردد أن فيروس كورونا المستجد انتشر في المناطق النائية والمناطق التي يصعب الوصول إليها في البلاد أيضا". وأشار إلي أن "الأمر الذي يثير الشعور بالقلق هو أن بابوا غينيا الجديدة تفتقر إلي التجهيزات اللازمة لمكافحة الوباء، وكثير من السكان المحليين يعانون من أمراض أخري تزيد من إمكانية التعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا مثل المصابين بداء السكري والسل". وأوضحت "الايكونوميست" في تقريرها "أن عدد الأطباء في بابوا غينيا الجديدة يبلغ 500 طبيب فقط، بينما يقل عدد الممرضين والممرضات عن أربعة آلاف، وأن عدد الأسرة في المستشفيات لا يزيد علي خمسة آلاف سرير، وأن ما لا يقل عن 60 عاملا في مستشفي بورت موريسبي العام ثبتت إيجابية إصابتهم بالفيروس، مما تسبب في إثارة حالة من الذعر". وتابع تقرير المجلة البريطانية أن الشعور بالذعر امتد إلي استراليا المجاورة، حيث جري إعلان حالة الطواريء بمستشفي في مدينة كيرنس بولاية كوينزلاند الشمالية، وذلك بعد اكتشاف حالات إصابة بين عمال استراليين عائدين من أحد مناجم بابوا غينيا الجديدة". وذكرت السلطات الصحية في ولاية "كوينزلاند" الإسترالية، أنها أجرت مؤخرا 500 مسحة لعائدين من بابوا غينيا الجديدة، وثبت أن نصفها كانت إيجابية، مما زاد من الشعور بالانزعاج. وقال رئيس وزراء الولاية جيمس ماراب إن تزايد حالات الإصابة بالمرض كان مذهلا، وأن ربع سكان بابوا غينيا ربما يكونوا مصابين بالفيروس. وأضاف أن استراليا تتميز بأن لديها موارد للحد من انتشار العدوي، وتخطط لبدء حملة تطعيم للوقاية من كورونا، وتقوم في الوقت نفسه بإرسال أطباء وتقدم تبرعات إلي بابوا غينيا الجديدة. غير أن مجلة "الايكونوميست" اختتمت تقريرها بالقول "إن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، لأن بابوا غينيا الجديدة لديها حدود بحرية يسهل اختراقها جهة الشرق حيث تقع جزر سولومون التي توصف بأنها أقل تجهيزا من بابوا غينيا لمكافحة وباء كورونا".