أطلق نخبة من أساتذة أمراض السكر في الجامعات المصرية المختلفة، بالتعاون مع احدي شركات الادوية، حملة «سكرك مظبوط»، وهي حملة توعوية تُقدم النصائح الطبية والعلاجية الهامة لمرضي السكري، البالغ عددهم قرابة 9 مليون مواطن ومواطنة، وذلك ضمن المسئولية المجتمعية للأطباء والشركة للمساهمة في الحد من أعداد المصابين بمرضي السكري في مصر، ومساعدة المرضي الحاليين علي أن يعيشوا حياتهم بصورة أفضل. انطلقت أولي فعاليات حملة «سكرك مظبوط» بفعالية طبية نُظمت في قلعة صلاح الدين بالقاهرة، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية لمجابهة مخاطر فيروس كورونا المستجد، بحضور عدد من الأطباء، والفنانة سوسن بدر، التي أبدت دعمها للحملة، من أجل دعم أهدافها النبيلة في تحسين حياة المصريين، حسبما قالت علي هامش انطلاق الفعاليات. اهتمت أولي فعاليات «الحملة» بالحديث عن شهر رمضان المُعظم، بمناسبة قرب حلوله، حيث أكد الأطباء ضرورة عدم صيام مرضي السكري الذين يعتمدون في علاجاتهم علي أخذ الأنسولين، حتي لا يحدث لهم نقص سكر وهبوط حاد ضد يسبب لهم مشاكل كبيرة، خصوصاً مع حاجة هؤلاء المرضي للشرب وتناول الطعام عقب أخذ جرعات الأنسولين، مؤكدين أن قدرة المريض علي الصوم من عدمه يُحددها الطبيب المُعالج، وإذا سمح له بالصوم يتم تنظيم العلاجات، مع ضرورة الإفطار بشكل فوري لو شعر المريض بدوخة أو رعشة أو صداع شديد. وقالت الدكتورة ابتسام زكريا، أستاذ أمراض الباطنة والسكر بكلية الطب في جامعة القاهرة، إن مريض السكر لو أراد صيام شهر رمضان المعظم، فلابد أن يكون «مظبط السكر»، استعداداً للشهر الكريم، مؤكدة أن هناك قطاع من المرضي لا يسمح لهم بالصيام حتي لا تحدث لهم مضاعفات خطيرة، كما أنه إذا قرر الطبيب المعالج السماح بالصيام وحدث «هبوط»، لابد وأن يتم كسر الصيام، وشرب الماء بكميات كبيرة. وحذرت «زكريا»، خلال مشاركتها في فعاليات إطلاق الحملة ب«القلعة»، من إصرار المريض علي الصيام حال عدم سماح الطبيب له بذلك، موضحة أن هذا الأمر قد يؤدي ل«غيبوبة سكر»، وفي بعض الحالات جلطات، ومن ثم يجب الامتثال لتعليمات الطبيب المعالج له بشكل فوري. ونصحت أستاذ أمراض الباطنة والسكر ب«طب القاهرة»، بقياس مريض السكر لمستوي السكر في الدم أكثر من مرة خلال صيامه، الأولي بعد استيقاظه من النوم، والثانية ظهراً، والثالثة قبل الإفطار بنحو ساعتين، مضيفة: «لو القياس كان أقل من 60 خلال أي وقت من اليوم فيجب أن يبادر بالإفطار فوراً، وإذا كان 70 صباحاً فلا يصوم، أو إذا كان أكثر من 300»، موضحة أن تلك التعليمات عامة لكل مريض سكر، وكل حالة يصف لها الطبيب المعالج أفضل نظام لها خلال «الشهر الكريم». وأشارت إلي أن الطبيب المعالج ينظر في الجرعات العلاجية وتنظيمها لمرضي السكري لو سمحت حالتهم الصحية بالصوم، عبر أدوية تضم المادة الفعالة «ميتفورمين» بمفردها، أو مزيج المواد الفعالة «فيلداجليبتين ميتفورمين»، لافتة إلي أن المزيج الأخير من أفضل الأدوية التي تأخذ المريض في رمضان، حيث لا تجعل المريض يعاني من الجفاف، أو غيبوبة السكر عبر انخفاض السكر بالدم، كما لا يحتاج العلاجات تغيير الجرعة العلاجية خلال شهر رمضان. ووافق الدكتورة ابتسام زكريا، في حديثها الدكتور محمد رضا حلاوة، أستاذ أمراض الباطنة والسكر في كلية الطب بجامعة عين شمس، وعضو اللجنة القومية للسكر، مؤكداً أن التوعية بمرض السكر هو أمر هام للغاية، خصوصاً مع تواجد أعداد كبيرة من المصابين بالمرض دون علمهم، مشيراً إلي أهمية الاهتمام بالمواطنين المتواجدين في مرحلة «ما قبل السكر» حتي نقي أكبر عدد ممكن منهم من الإصابة بمرض السكري، ومضاعفاته. وأضاف «حلاوة»، خلال إطلاق حملة «سكرك مظبوط»، أن هناك أمر خاطئ وهو توقف مرضي السكري عن أخذ علاجاتهم سواء خلال شهر رمضان المعظم، أو إذا شعروا بتحسن، مضيفاً: «مريض السكر بياخد علاجه طول العمر»، ويجب علي الجميع سواء كانوا مصابين بمرض السكري أو لا الاهتمام بتناول نظام صحي وغذائي سليم، وممارسة الرياضة، والاهتمام بمواجهة السمنة أو البدانة. وأشار إلي أن مضاعفات مرض السكري متعددة وخطيرة، منها الإصابة بمرض التهاب الأعصاب الطرفية، ووجود مشاكل في القدمين، والكلي، والعين، وشرايين الجسم، والقلب. بينما قال الدكتور خالد الحديدي، أستاذ أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء بكلية الطب بجامعة بني سويف، إنه للأسف عدد مرضي السكري في ازدياد ليس في مصر فقط ولكن حول العالم بسبب عدم الوعي بالمرض، ومن ثم وصلت مصر للمركز الثامن عالمياً من حيث الإصابات بالسكر، مؤكداً علي أهمية التوعية سواء للمرضي الحاليين بأهمية الانتظام علي علاجاتهم، و«تظبيط سكرهم»، أو الاهتمام بالمواطنين في مرحلة «ما قبل السكر»، وهو أمر يهتم به العالم أجمع، مثمناً إطلاق حملة «سكرك مظبوط»، ودورها المنتظر في تحسين حياة مرضي السكري، ومنع الإصابات الجديدة. وقال إن المواطنين في مرحلة «ما قبل السكر»، يتم تحديدهم عبر أكبر من طريقة من بينها تحليل «السكر التراكمي»، فإذا كان المواطن أقل من 5.7 فهو لا يعاني مرض السكر، وإذا كان من هذه القيمة حتي ما قبل 6.5 فهو في مرحلة «ما قبل السكر»، ويجب الاهتمام به، وما بعد تلك القيمة فهو مريض سكر بالفعل. ونصح «الحديدي» المواطنين في مرحلة «ما قبل السكر»، بالعمل علي إنقاص وزنهم، حتي لو كان 7% فقط من الوزن، مع الاهتمام بممارسة الرياضة حتي لو كانت «المشي» لمدة 30 دقيقة لمدة 5 أيام في الأسبوع، والاهتمام بالنظام الصحي السليم، والبعض قد يحتاج لاستخدام علاجات مما يحسن حالة المصابين ب«السكري». وشددت الدكتورة إيمان رشدي، أستاذ أمراض الباطنة والسكري بكلية الطب بجامعة القاهرة، علي ضرورة اهتمام المريض بالمتابعة الدورية مع الطبيب في عيادته، حتي ولو يشعر بتعب أو تراجع في حالته الصحية، موضحة أن المتابعة الدورية واجبة علي الأقل كل 3 أشهر، ويتم قياس كل 3 أشهر السكر التراكمي، مع إجراء فحص دوري للعين كل عام علي الأقل، وفحص القدم حتي نتجنب أي مشاكل لالتهاب الأعصاب الطرقية، مشيرة إلي أن المتابعة المبكرة تمنع المضاعفات والمشكلات الكبيرة قبل حدوثها. من جانبه، أكد الدكتور جورج ماهر، مدير عام بشركة «إيڨا فارما»، أن حرص الشركة علي إطلاق «سكرك مظبوط» يأتي في إطار مسئوليتها المجتمعية كإحدي الشركات الوطنية الكبري، مشيراً إلي أن الحملة لن تقتصر علي تلك الفعالية فقط، ولكن ستستمر لفترة طويلة. وأوضح «ماهر»، خلال فعالية إطلاق «سكرك مظبوط»، أن «الحملة» ستتضمن عقد دورات تدريبية لأطباء للتدريب علي مواجهة مرض السكري والعمل علي تجنب المضاعفات التي تحدث منه، بالإضافة لتنظيم حملات توعوية لمرضي السكري عبر مختلف وسائل الإعلام التقليدية، والإعلام الإلكتروني، بالإضافة إلي إطلاق قوافل طبية للمرضي في مختلف المحافظات.