نشرت مديرية الأوقاف بقنا تحت إشراف فضيلة الشيخ محمد الطراوي وكيل وزارة الأوقاف البيان الختامي للمؤتمر الدولي الحادي والثلاثون للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية والذي انعقد بالقاهرة يومي السبت والأحد هذا نصه: بسم الله الرحمن الرحيم البيان الختامي والتوصيات بحضور كوكبة من علماء الدين، والمفكرين، والمثقفين، والبرلمانيين، والإعلاميين، والكتاب، من المسلمين وغيرهم من مختلف دول العالم، انعقد المؤتمر الدولي الحادي والثلاثون للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية بالقاهرة يومي السبت والأحد 29 رجب - 1شعبان 1442ه الموافقين 13- 14 مارس 2021م برعاية سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حفظه الله) تحت عنوان: "حوار الأديان والثقافات ". وقد أشاد المشاركون بتجربة مصر الرائدة في الحوار ونشر ثقافة التسامح في ظل القيادة الحكيمة لسيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي، كما أشادوا بما قدمه سيادته من مبادرات لتشجيع الحوار بين شعوب العالم وترسيخ وتعزيز أسس التسامح، وإحلال السلام العالمي. هذا وقد أشاد المشاركون بمستوي تنظيم المؤتمر، وقدرة الدولة المصرية علي تنظيم الفعاليات الكبري بكل كفاءة واقتدار، ولا سيما في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها العالم كله في مواجهة كورونا، مثمنين التزام المؤتمر بالإجراءات الاحترازية وإجراءات التباعد الاجتماعي. وباستقراء بحوث المؤتمر، وبعد يومين متتابعين من العمل العلمي المتواصل في تسع جلسات علمية وعدد غير قليل من ورش العمل انتهي المشاركون إلي إصدار "وثيقة القاهرة للحوار" وتأسيس مركز حوار الأديان والثقافات بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية بالقاهرة، ليكون منارة إشعاع في ترسيخ أسس الحوار والتعايش السلمي بين البشر جميعا. "وثيقة القاهرة للحوار" 1. إن الحوار البناء يَهدِف إلي التفاهم والتلاقي علي مساحات مشتركة وأهداف إنسانية عامة، لا تمييز فيها علي أساس الدين أو اللون أو الجنس أو القبلية. 2. إعلاء قيمة الحوار مطلبٌ أكدت عليه جميعُ الشرائع السماوية، وجميعُ الحضارات والثقافات الرشيدة باعتباره صمام أمان للجميع. 3. ضرورة العمل علي نشر لغة الحوار ومراعاة ضوابطه عبر وسائل الإعلام المختلفة. 4. ترسيخُ مبدأ الرأي والرأي الآخر، وعدمِ التعصب الأعمي والاستعلاء بالرأي علي حساب الرأي الآخر. 5. إحلال لغة الحوار محل لغة الصدام والاحتراب، يسهم في تحقيق الأمن المجتمعي والسلام العالمي. 6. ضرورة العمل علي تعزيز الحوار الديني والثقافي والحضاري علي جميع المستويات الوطنية والدولية. 7. التأكيد علي أن الحوار بين الأفراد، يعادله التفاهم بين المؤسسات، والتفاوض بين الدول، وتحقيق ذلك علي أرض الواقع يدعم السلام المجتمعي والعالمي. 8. التأكيد علي أن وحي السماء ما نزل إلا ليرسم للإنسان طريق السعادة في الدنيا والآخرة، ويعلمه قيم الرحمة والحق والخير، ويحفظ دمه وماله وعرضه، وأن من خرج عن ذلك فقد خرج عن فهم صحيح الدين. 9. التأكيد علي أن أوطاننا أمانة في أعناقنا يجب أن نحافظ عليها - أفرادًا ومؤسسات، وشعوبًا وحكومات - وبكل ما أوتينا من قوة وأدوات وفكر. 10. التأكيد علي أهمية دور الإعلام في دعم قيم التسامح ونبذ العنف وأهمية التغطية الإعلامية المهنية للأحداث، وضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي دولي يوفق بين ضرورات حرية التعبير والرأي وبين مقتضيات احترام الثقافات والأديان. 11. التأكيد علي الرفض المطلق للتطرف والإرهاب وللكراهية والتعصب ورفض التوظيف السياسي لأي من ذلك كأداة لتفتيت الدول وهدمها أو لحصد الأصوات وكسب الانتخابات، والتأكيد علي رفض ربط التطرف والإرهاب بأي دين، ورفض الزج بالأديان والمقدسات في ساحات الصراعات الانتخابية والسياسية والتحذير من أن مخاطر الإساءة للمقدسات والرموز الدينية هي تهديد للأمن والسلم الدولي، ولا ينجم عنها سوي المزيد من العنف والتطرف وتأجيج المشاعر وخلق العداوات. 12. التأكيد علي أن الهدف من الحوار بين الثقافات ليس محاولة تغيير ثقافة أو هيمنة ثقافة علي باقي الثقافات، ولكن أن نصبح أكثر فهمًا ومعرفة واحترامًا لثقافاتنا المتنوعة. 13. التأكيد علي أن لغة الحوار البناء تقوم علي انتقاء الألفاظ والأسلوب الراقي الذي يجمع ولا يفرق ويحتوي ولا ينفر. 14. الحوار البناء هو الذي ينأي بالمتحاورين عن كل أشكال الجمود والاستعلاء، ويحمل كلا منهما علي احترام رأي الآخر وتقديره والتسامح تجاهه. 15. التأكيد علي مراعاة البعد الإنساني للحوار، بحيث يُبني علي الموضوعية دون المساس بالأشخاص أو التشهير بهم أو السخرية منهم. 16. التأكيد علي أهمية دور المرأة في ترسيخ ثقافة الحوار، والاستفادة من جهودها الدعوية والثقافية في هذا المجال، مع تثمين اهتمام وزارة الأوقاف المصرية بالمرأة وحسن إعدادها وتأهيلها واعظة وقيادية. 17. إن احترام المقدسات والرموز الدينية يسهم بقوة في صنع السلام العالمي ويدعم حوار الأديان والحضارات والثقافات، أما النيل من مقدسات الآخرين ورموزهم الدينية فلا يُذكي إلا مشاعر الكراهية والعنف، والتطرف والإرهاب. 18. تأصيل قيم الحوار والتسامح انطلاقا من المشتركات الإنسانية والدينية، مع احترام الخصوصية الثقافية والدينية للآخرين، وكذلك احترام عاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم المستقرة. 19. إدانة التوظيف السياسي للأديان، والضرب بيد من حديد علي أيدي النفعيين والمتاجرين بالقيم والمبادئ الدينية والإنسانية. 20. قيام المؤسسات التشريعية بإصدار قانون لتجريم ازدراء الأديان والإساءة للمقدسات الدينية ورموزها، وإدراج ذلك في الدساتير الوطنية والمواثيق الدولية. 21. التأكيد علي أهمية دور البرلمانيين كممثلين للشعوب في تعزيز الحوار بين الثقافات، وفي إصدار تشريعات تجرم التحريض علي التطرف والإرهاب والتحريض علي الكراهية والتعصب، وإصدار قوانين تجرم الإساءة للأديان والرموز والمقدسات الدينية كجريمة تدخل في خانة التمييز العنصري والديني، والمحظورة بموجب المادة (20) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والتي تنص علي: "تُحْظَرُ بالقانون أية دعوة إلي الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضًا علي التمييز أو العداوة أو العنف". 22. التأكيد علي دور البرلمانات التشريعي والرقابي في ترسيخ دولة المواطنة التي لا تميز بين المواطنين علي أساس الدين أو العرق أو اللون، وتؤمن بالتنوع وتحترم التعددية وتعدها ثراءً للمجتمع. 23. ضرورة التعاون المشترك بين المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية لتعزيز قيم الحوار وآدابه وضوابطه، وتفنيد ضلالات الجماعات المتطرفة تجاهه وفق استراتيجية تشاركية دقيقة ومحددة علي المستويات الوطنية والدولية. 24. تعزيز دور التبادل الثقافي بين الدول، لدعم لغة الحوار وتعزيز أسس العيش المشترك والسلام العالمي. 25. العمل علي تدعيم مناهج التعليم في مراحله المختلفة بما يعزز أسس ومفاهيم الحوار وضوابطه، وغرسها في نفوس الدارسين منذ الصغر. 26. إنشاء مراكز بحثية متخصصة في مختلف دول العالم تهتم بقضية الحوار، والتصدي للأفكار التي تعمل علي هدم أسسه. 27. تكثيف جهود العلماء والمفكرين والمثقفين في مواجهة ظواهر الكراهية والتمييز العنصري لبناء حضارة إنسانية آمنة، والوصول بعملية الحوار إلي هدفها المنشود. 28. الإفادة من وسائل الاتصال الحديثة وتوظيفها التوظيف الأمثل في إرساء ركائز مشتركة للحوار بين الثقافات المختلفة. 29. ضرورة التحول بنشر ثقافة الحوار وترسيخ قيم التسامح واحترام الآخر والخروج بالحوار بين الثقافات من ثقافة النخبة إلي ثقافة عامة في جميع المجتمعات، مع تعزيز أنماط التعليم التي لا ترسخ لأحادية الرأي أو ترفض الحوار مع الآخر. 30. العمل علي إصدار ميثاق دولي يجرم الإساءة للمقدسات والرموز الدينية ويتصدي لخطاب الكراهية والعنصرية باعتبارهما جرائم تهدد السلم والأمن الدوليين. 31. الإشادة بإنشاء المركز الدولي لحوار الأديان والثقافات بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية بالقاهرة والتأكيد علي دعمه ودعم هذه الوثيقة علي المستوي الدولي.