أهدت الصين اليوم الخميس، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية كمية من لقاحات كورونا لتطعيم كافة العاملين في مبني الأمانة العامة للجامعة والمترددين عليها. جري الإعلان عن ذلك خلال - مؤتمر صحفي - عقده اليوم الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي والسفير الصيني لدي مصر لياو ليتشيانج. وقال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع السفير الصيني إن كمية اللقاحات المهداة من الصين تغطي عدد العاملين في الأمانة العامة للجامعة العربية والمترددين علي مبانيها، وبالتالي هي تغطي احتياجات أكثر من ألف شخص. وأضاف أن اللقاحات هي هدية من الجانب الصيني بناء علي تنسيق وطلب مسبق من الأمانة العامة للجامعة العربية، حتي لا نثقل علي الحكومة المصرية التي لديها أولوياتها، مشيرا إلي أن حكومة الصين رأت أنه في إطار علاقات الصداقة مع الجامعة العربية الاستجابة لهذا الطلب. وأشار إلي هذه اللفتة تعكس مدي حرص الصين علي صحة وسلامة العاملين في جامعة الدول العربية، معرباً عن تقديره لهذا الأمر. وقال إن هذه الهدية تم إقرارها منذ عدة أسابيع، وشحنت إلي مصر مؤخراً، وتلقيناها وسوف نقوم باللازم لتطعيم العاملين بالجامعة العربية والمترددين عليها. وأشار السفير حسام زكي أنه تلقي اللقاح الصيني وهو عبارة عن جرعتين، معربا عن الشكر للصين لدعمها المستمر للجامعة العربية، وهو الدعم الذي يعزز العلاقات الوثيقة بين الجانبين مشيرا إلي أن لدي الجانبين العربي والصيني تاريخ كبير من التعاون وهناك أمور مشتركة كثيرة بينها. وقال إنه "فيما يتعلق بمكافحة فيروس كورونا، لم نجد صديقاً أفضل من الصين ليقف إلي بجوارنا في هذا الظرف الصعب الذي مر علي العالم أجمع". وأوضح أن إهداء الصين لهذه اللقاحات للجامعة العربية يظهر أنها حريصة علي الاستمرار في علاقات الصداقة مع العالم العربي وأيضاً حريصة علي تعزيز مكافحة وباء كورونا حتي أن نري ضوءاً في نهاية النفق الذي تسبب به هذا الوباء. وخاطب السفير الصيني قائلاً "ونأمل أن نصل إلي نهاية لهذا الأمر خلال العام الحالي بمساعدتكم ومساعدة كل الأصدقاء". وفيما يتعلق بمتابعة التطورات الصحية البلدان العربية التي تعاني من أزمات داخلية، قال السفير حسام زكي إن الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، يتابع أعمال مجلس وزراء الصحة العرب، والدكتورة هالة زايد وزيرالصحة ورئيسة المكتب التنفيذي للمجلس تقوم بجهد كبير في هذا الصدد، وهناك توجيه حديث من الأمين العام لتكثيف متابعة الوضع الإنساني والصحي في بؤر النزاعات العربية. وأضاف "أنه سوف يكون هناك طرح من الأمانة العامة للجامعة العربية حول هذا الموضوع، دعماً لجهود مجلس وزراء الصحة العرب الذي قام بعدة مبادرات في هذا الشأن منها مع لبنان بعد إنفجار مرفأً بيروت، والسودان بعد كارثة الفيضانات. ومن جهته، أشاد أكد لياو ليتشيانج، سفير الصين بالقاهرة، بالتعاون بين الجانبين الصيني والعربي، مشيرا إلي قرار بلاده تقديم لقاحات ضد فيروس كورونا للأمانة العامة للجامعة العربية. وقال إن هذا يأتي بمثابة تطبيق ملموس للبيان الصيني العربي المشترك لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وخطوة لبناء مستقبل مشترك مزدهر للعلاقات بين الصين وجامعة الدول العربية. وقال إن الجانب الصيني لاينسي أنه في ظل أصعب الأوقات خلال مكافحته للجائحة تلقت الصين رسائل دعم من قبل العديد من رؤوساء الدول العربية، كما أرسل الأمين العام لجامعة الدول العربية أبوالغيط رسالة دعم وزيرالخارجية الصيني وزيرالخارجية الصيني. وأشار إلي أنه من ضمن نتائج اجتماعات مجلسي وزراء الصحة للدول العربية ووزراء الخارجية تعبيرهم عن دعمهم للجهود الصينية لمكافحة فيروس كورونا. وقال "لقد قدمت الدول العربية أكثر من 10 ملايين من الكمامات والمواد الطبية، وصور أبناء الدول العربية وسجلوا الأغاني لتشجيع الصين علي مكافحة فيروس "كورونا". وأشار إلي أن الصين تقاسمت والتقنية الخبرات لمكافحة الجائحة مع الدول العربية وأرسلت 8 فرق طبية للدول العربية، إضافة إلي المواد الطبية مثل الكمامات وأجهزة الاختبار. ولفت إلي التعاون بين الصين ومصر والإمارات والمغرب وغيرها من الدول العربية بخصوص اللقاحات. وأشار إلي أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أكد أن اللقاحات الصينية ستكون منتجاً متاحاً للعالم، وسوف تساهم الصين بتمكين الدول النامية من الوصول للقاحات بسعر مقبول. وقال إنه بناء علي طلب منظمة الصحة العالمية، قررت الصين تقديم الدفعة الأولي من اللقاحات للعالم الثالث وقدرها 10 ملاييين جرعة، مشيرا إلي أن الصين قدمت دفعات كبيرة للدول النامية. وأضاف أن مثل هذه الخطوات الملموسة للتعاون بين الجانبين في مجال مكافحة كورونا، تؤكد علي أنه رغم التغييرات في الأوضاع الدولية، سيظل الصين والدول العربية أصدقاء حقيقيون كما ظهر في مكافحة الجائحة وشركاء في عملية التبادل بين الحضارات المختلفة، مشيرا إلي أن التعاون في مجال مكافحة كورونا مثل تعزيزاً للتعاون بين الجانبين الذي أصبح نموذجاَ للعلاقات بين مختلف الدول ولاسيما دول الجنوب. وأشار إلي أنه من خلال التعاون الصيني العربي لمكافحة كورونا المستجد، سيصبح مستقبل التعاون بين الجانبين أقوي.