تحتفل محافظة قنا، في الثالث من مارس من كل عام، بعيد قنا القومي، وهو ذكري المواجهة الباسلة والشرسة من أبناء قرية البارود للأسطول الفرنسي في معركة طاحنة حدثت في قرية البارود التابعة لمركز فقط، من حوالي 220عامًا، وتحديدًا في 1799. ميلادية حيث خرجت قرية البارود عن بكرة أبيها في ملحمة تاريخية مستخدمين العصوات شاهرين الأسلحة التقليدية، وواجهوا الأسطول الفرنسي بأسلحته الفتاكة فإجبروا المحتل الغاصب علي التراجع وإبطال مخطط الاستعمار العفن تفاصيل المواجهة: عندما عزم نابليون بونابرت غزو الصعيد قام بوضع خطة عسكرية لاتخر الماء، بداية من قرية سمهود التابعة لمركز أبوتشت شمال محافظة قنا، حيث نفذت قوات الأسطول الفرنسي ضربة عسكرية ناجحة في 22 مارس 1799 في معركة سمهود ونجحت في القضاء علي المماليك بقيادة الجنرال "ديزيه " وهزمت قوات مراد بك هزيمة ساحقة. وبذلك انتهي تواجد للمماليك علي ساحة القتال بعدها اشتعلت المقاومة المصرية إلا أن الأسطول الفرنسي واصل تفوقه في مركز فرشوط والوقف وفي قرية دندرة الواقعة علي ضفاف النيل غرب المحافظة والتي اتخذ أهالي القرية حيلة زكية نجحوا فيها في صد الهجوم الفرنسي حيث جمع الأهالي الأحطاب ومخلفات الزروع " التبن " وأشعلوها" علي ضفاف النيل وعندما مر الأسطول الفرنسي تصاعدت الأدخنة وظنوا انها قرية مليئة بالأوبئة والأمراض ولم يتمكنوا من دخولها. ونفس الحيلة استخدمها عمدة قرية دنفيق بمركز نقادة جنوبقنا، وواصل الأسطول الفرنسي تقدمه ونجح في هزيمة المماليك في أرمنت واسنا بعدها أيقن الأسطول الفرنسي وظن أنه حقق هدفه من القضاء علي دور المماليك ظنا منه أنه لن يلقي أي مقاومة من الشعب المصري. واشتعلت المقاومة الشعبية بقري قنا، علي ضفاف النيل فتحول الموقف الي جهنم الي جحيم ذاقت قوات القائد "ديزيه " الخسائر الفادحة في معركة قنا في 12 فبراير 1799 بمعركة أبو مناع في 17 فبراير ومعركة إسنا في 25 فبراير وهو ما جعل قائد الحملة يطلب العون من نابليون لتكون نهاية الأسطول الفرنسي علي يد قرية صغيرة وهي قرية "البارود" حيث نجح أهالي القرية في ملحمة بطولية سجلتها ذاكرة التاريخ في القضاء علي الأسطول الفرنسي المكون من اثني عشرة سفينة تتقدمها السفينة الحربية إيتاليا والاستيلاء علي ذخائر الجيش ومؤنته. حيث خرج أهالي نجع البارود بالعصا والنبابيت وانقضوا علي سفن الأسطول والسفينة ايتاليا والتي كان يقودها الاميرال " موراندي" والذي كان مشهود له بكفاءته في القتال البحري واشترك أهالي البارود في هذه المعركة بأعز ابنائها واشجعهم وهم علي قلتهم كانوا بدون عتاد ويحاربون اسطولا مجهزا يقوده قادة عسكريون محنكون ولم يتراجع أي شخص منهم وكان يدفعه ايمانه القوي بالله ورسوله وحبه العميق وانتماءه العريق لهذه الارض الطيبة فنزل الكثير منهم يسبحون في النيل ويهاجمون السفن حتي استطاعوا ان يستولوا علي بعضها ومنها سفينة القيادة "ايتاليا" والتي كان يقودها "موراندي" القائد الفرنسي العنيد الذي امر رجاله بتفجير السفينة بعد صعود المجاهدين علي ظهرها فتناثرت أجساد الشهداء الابطال لتروي الوادي الجليل. واشتدت المعركة وزاد أبناء القرية شجاعة وحماسًا، ولم ينجو من جنود الحملة رجلا واحدا وكانوا حوالي خمسمائة من الضباط والجنود الفرنسيين والبحارة وعندما بلغت أخبار الهزيمة الساحقة مسامع نابليون حزن حزنا شديدا واعتبرها أكبر هزيمة مني بها جيشه في حملته علي اصعيد مصر، واستطاع أبناء البارود أن يكتبوا ملحمتهم بحروف من نور في صفحات التاريخ وأصبح الاحفاد يرتلوا تلك الملاحم في المدارس والجامعات والمعارض في كل وقت وحين تحيه وتقدير لكل شهداء معركة البارود الذين اتوا من المغرب وبلاد الحجاز لمساندة المصريين ضد الحملة الفرنسية علي النحو التالي: الشيخ محمد الجبلاني، حسن باشا عبيد الله حفيد الشيخ مبارك الحجازي من حجازة جد ال الشيخ بحجازة قوص، السيد محمد حسين أبو كلبة من بندر قنا، السيد أحمد علي الدغيمي من الأشراف القبلية، والسيد حمدان حامد البطيخي من الأشراف البحرية. السيد حسن عبد الجواد من عائلة السعيدات بالجبلاو وكان عمره لا يتجاوز السادس عشر عاماً وأُصيب عمه محمد النقيب الجبلاوي. و حسن عمار حمد لله من السمطا بمركز دشنا، واستشهد محمد أحمد علي السباعي من مراكش، وعمر حسنين البشبيشي من دمياط، وعامر عمران أبو صقر من بلبيس شرقية، والأمير محمد علي العناني من آل عنان الأمارة العمريين بالقاهرة، وفراج نور الدين علاء الدين أصيل من المشاودة بجرجا، والشيخ محمد حسن أبو عسكر من كيمان المطاعنة بأسنا، والشيخ محمد أبو شربل الهواري شيخ البلد في قرية الزنيقة بدشنا، و الشيخ محمد المشنب من أخميم، والحاج محمد علي الدريسي من البراهمة، والحاج حسين أبو شاهين من أبنود، كما استشهد سيدنا الشيخ محمد الأسد من أبنود، وعمار بن الشيخ محمد الجالس من الشيخية وناصر وشهرته المنصور ابن امير مكةالمكرمة. و أسماء المصابين في المعركة: الحاج محمد حسن جوهر، والشيخ علي تمساح الهولولي من حجازة، وعمر محمد بقا، قائم نقيب الأشراف بالإقليم، وحسن حمد بك حامد البطيخي من الأشراف البحرية، وحمد محمد جاهين المخدمي من المخادمة من الأشراف البحرية، وعمار بك العقيلي من نجع المعنا، كما أصيب طايع عبد الصغير من السمطا، عميرة الصغير بن أحمد علي عميرة الكبير من السمطا، وأحمد علي دخيل شيخ بلدة القناوية وكان معه ابنه دخيل. و كبير مشايخ دشنا الحاج محمد عبد الرحيم يحيي محمد أحمد الهواري، من نجع البرج والتي تُعرف الآن بأبو مناع قبلي، وكانت شهرته الحاج محمد الملتزم، واُصيب حسن عمر أبو خليصي الأنصاري من دشنا، ومحمد بن البليوشي من فاو دشنا، وعمر حسن بهيج الهواري من الوقف، وعمار أبو شنب من شنهور، وأحمد عمر العبادي من الجملية، وحسين محمد البتيتي من اسنا، وحسنين أبو جبل من قفط، وعلي القويضي من قفط، والحاج أبو الحسن من أولاد الأمير حمد العلقاوي بقفط، ومحمد حسن الشريف من أحفاد السيد علي السمهودي الحسني من أشراف قفط، وحمادي ناصر عبد الله ناصر من البلاص من مركز قنا، وحسان أحمد عمر من العليقات بقوص، وحسين عمر عوض الله من الكلابين شرق بإسنا، وخضر المحرزي من كيميان المطاعنه، وعلي أحمد عمر من جراجوس، وعكاشة الجعفري من طود السلامين شرقي أرمنت، وسعد مسعود المجنون من أرمنت، وعنبر أبو العباس حفيد سيدي كمال الدين الأخميمي من أشراف أخميم، وداويش النواريزي الحميدي من قبيلة الحميدات، وشهرته دويش الهواري، والحاج علي أبو قريع من الترامسة، والسيد علي حفيد الأمير اليوسف الشريف الحسيني، الوافد من المغرب، من قرية دندرة، والسيد الشافعي السيدالشافعي حفيد السيد ابو بكر الحداد من الكلابية بإسنا، ومحمد أحمد عمران من نجع كرم عمران، والسيد مرعي محمد يونس، وحفيد السيد بدر االدين، غزالي قرواش الشويخي، والحاج إبراهيم أحمد علي الجزايري وابن عمه الشيخ عمار حسين علي من نجع الجزيرية والتي تقع بين البراهمة والكلاحين ويقيم احفاده بالجزيرية بقنا، وأحمد علي الخواجة من بندر قوص، ومحمد علي الجزايري من عائلية الجزايرية من قوص، وعبد الجواد أحمد الكرواني، وشهرته الحداد وهو شيخ بلد الأشراف القبلية، والسيد أحمد الحسين الحجاجي الشريف من الاقصر وهو من أحفاد السيد يوسف أبو الحجاج الأقصري.