أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، أن دعوته باعتماد لبنان مبدأ الحياد، تجنب البلاد الأحلاف والنزاعات والحروب الإقليمية والدولية، وتمكنها من تحصين سيادتها الداخلية والخارجية بقواها العسكرية الذاتية، علي نحو يستعيد معه لبنان انفتاحه علي بلدان الشرق والغرب. وقال بطريرك الموارنة - في كلمة له خلال قداس عظة الأحد - إن اللبنانيين احتشدوا أمس أمام الصرح البطريركي، دعما للمطالبة بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية من الأممالمتحدة، بسبب عجز القوي السياسية اللبنانية عن اللقاء والتفاهم والحوار لمعالجة حالة الشلل في المؤسسات الدستورية وخزينتها واقتصادها وماليتها. وأضاف: "الدولة تفككت أوصالها ووقع الشعب اللبناني الضحية جوعا وفقرا وبطالة وقهرا وحرمانا، فكان لا بد للمجتمع اللبناني أن يشخص هو بنفسه أسباب هذا الانهيار وطرق معالجته بالاستناد إلي 3 ثوابت هي وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف) والدستور وميثاق العيش المشترك استعدادا لهذا المؤتمر". وكان البطريرك الماروني قد أطلق أمس سلسلة من المواقف الداعية إلي اعتماد لبنان مبدأ الحياد في الصراعات الإقليمية وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية من الأممالمتحدة، وذلك في رسالة غير مباشرة إلي "حزب الله" بضرورة التوقف عن الانخراط في النزاعات العسكرية الإقليمية في الشرق الأوسط كونها تنعكس سلبا علي لبنان ككل. وأوضح بطريرك الموارنة في كلمته أن دعوة المؤتمر الدولي تستهدف إنقاذ لبنان المعرض لأخطار محدقة جراء تعدد أزماته الاقتصادية والمعيشية وفي ضوء حالة الجمود السياسي وعدم الاتفاق بين القوي السياسية علي تشكيل حكومة منذ قرابة 7 أشهر، مشيرا إلي أن لبنان يتجه نحو "الفوضي والانهيار" ما لم يحظ برعاية من أصدقائه من المجتمعين العربي والدولي.