دعا الخبراء المشاركون في المائدة المستديرة (المرأة العربية وأجندة التنمية المستدامة 2030.. تحديات الرقمنة ما بعد أزمة كورونا) إلي بذل المزيد من الجهد من أجل مواجهة تداعيات جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير علي الفئات الهشة والضعيفة والفقيرة، خاصة النساء. جاء ذلك خلال فعاليات المائدة المستديرة التي نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" وبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"بحضور ما يقرب من 50 من ممثلي وممثلات المؤسسات التنموية المعنية والخبراء والخبيرات والإعلاميين والإعلاميات. وطالب الحضور، بضرورة وضع رؤية مشتركة تقوم علي التهيئة لعالم ما بعد كورونا من خلال تعزيز الشراكة والتعاون الفاعل بين الحكومات والمجتمع المدني، والعمل علي التعافي في التعليم من آثار الجائحة، والحماية من العنف، مع الإسراع من الاستفادة من الرقمنة في تحقيق أجندة التنمية المستدامة. من جهته، أكد الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية أن جائحة كورونا وما أحدثته من أزمة غير مسبوقة قد أظهرت هشاشة النظم الصحية في أكثر بلاد العالم تقدماً، وأبعدت ملايين الأطفال عن مدارسهم، وعرضت الكثير منهم للتسرب والضياع من التعليم، وتسببت كذلك في تعميق فجوة عدم المساواة وغياب العدالة الاجتماعية بين التلاميذ، وأججت مشاعر الخوف والقلق، ومشاعر الشعور بالعجز لدي الأطفال، وزادت من حاجتنا إلي ثورة التكنولوجيا الرقمية. بدورها، أشارت الدكتورة سكينة بوراوي المديرة التنفيذية لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" إلي أن هذه المائدة تُعد الثالثة ضمن سلسلة الفعاليات الوطنية الإلكترونية التي عقدها المركز بالشراكة مع الاتحاد النسائي البحريني والأردن بالشراكة مع مركز دراسات المرأة بالجامعة الأردنية وتتناول موضوع المرأة وأجندة التنمية المستدامة، وتركز علي الرقمنة ما بعد أزمة كورونا. وأوضحت أن تلك الفعاليات تأتي في إطار مشروع إقليمي لتعزيز قدرات أعضاء شبكة "كوثر" العربية للنوع الاجتماعي والتنمية "أنجد" حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030" وينفذ بالشراكة وبدعم من برنامج الخليج العربي للتنمية أجفند. وقالت الدكتورة سكينة بوراوي إن المنطقة العربية زاخرة بتجارب ثرية في اعتماد الرقمنة في مجالات عديدة منها التعليم والتعلم ومناهضة العنف، إلا أن الفرصة مازالت متاحة لتنفيذ المزيد من التجارب الابتكارية المعززة لقيم المساواة بين الجنسين. وأوضحت أن مركز كوثر سيركز في تقريره المقبل، وهو الثامن ضمن سلسلة تقارير تنمية المرأة العربية، علي الرقمنة حيث يشير الواقع إلي أن المنطقة العربية هي الأقل رقمنة في العالم، وأن النساء يملكن نصف مهارات الرقمنة مقارنة بالرجال رغم أهميتها كأداة لتحقيق التنمية المستدامة التي تعني التنمية الإنسانية في كل النواحي. و تناولت المهندسة هدي دحروج رئيسة الإدارة المركزية للتنمية المجتمعية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية قضية "الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة.. آليات النهوض بالمرأة في مصر"، مستعرضة دور التكنولوجيا في تمكين المرأة وفق رؤية مصر 2030 التي تستهدف تطوير مجتمع قائم علي المعرفة يعتمد علي الوصول العادل والميسور إلي المعرفة مع مراعاة الحقوق الرقمية والمساواة والتمكين لكافة فئات المجتمع وخاصة المرأة. وقدمت أيضا مجموعة من التوصيات التي تدعو إلي بناء أنظمة استجابة ومتابعة مستدامة للأزمات وأهمية التنسيق والتكامل بين كافة الشركاء علي المستويين الوطني والدولي، فضلا عن التوسع في برامج التعليم والتشغيل عن بعد، وضرورة تبني مبادئ الاستدامة وإدارة المخاطر والأزمات في السياسات التشغيلية ونماذج الأعمال مع التركيز علي المشروعات الخضراء. من جهته، عرض الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق وأستاذ الهندسة الإلكترونية ورقة عمل حول "تجارب اعتماد الرقمنة في تعليم الفتيات لمواجهة جائحة كورونا"، وركز خلالها علي التعليم ما قبل جائحة كورونا، وما تعرض له من ارتباك أثناء الجائحة، حيث تشير التقديرات إلي أن 24 مليون طفل معرضون لخطر التوقف عن الدراسة، مع ارتفاع نسب العنف وارتفاع نسب عمل الأطفال، وانقطاع الخدمات الداعمة للأطفال ذوي الإعاقة. وقال" إن مصر استجابت لتلك التحديات من خلال تشجيع التحول نحو التعليم الهجين، وإنشاء أكبر مكتبة رقمية لجميع المراحل الدراسية عن طريق بنك المعرفة المصري، مع تعزيز تنمية المهارات الرقمية لتمكين الطلاب والمعلمين من استخدام التكنولوجيا بشكل فعال لدعم العملية التعليمية". من جهتها، عرضت الدكتورة عزة كامل رئيسة مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية Act، موضوع "الآليات الرقمية لمناهضة العنف القائم علي النوع الاجتماعي خلال وما بعد كورونا"، وطالبت بإسناد أدوار قيادية للنساء في الاستجابة لجائحة COVID-19، والنهوض بنظم الحماية الاجتماعية بما في ذلك للنساء، وتقديم الاستشارات وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي عن بعد، وتطوير برامج وأدوات التعلم عن بعد بما في ذلك للنساء والفتيات في الفئات السكانية التي يصعب الوصول إليها. وتضمنت فعاليات المائدة المستديرة تقديم تجربة المجلس العربي للطفولة والتنمية في اعتماد الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة ومواجهة تداعيات جائحة كورونا التي قدمها المهندس محمد رضا فوزي مدير إدارة البحوث والتوثيق وتنمية المعرفة بالمجلس، مستعرضا نموذجه الجديد في التنشئة "نموذج تربية الأمل" من حيث ركائزه وقيمه وتطبيقاته عبر مجموعة من المشروعات الاستراتيجية، كما تطرق إلي جهود المجلس في مواجهة تداعيات جائحة كورونا. وقام أحمد عبد الناظر مدرب وخبير في قضايا السكان والتنمية بمركز "كوثر" بعرض تقرير تنمية المرأة السابع عن المساواة بين الجنسين في أجندة 2030، مشيرا إلي أن المركز قد اختار هذا الموضوع بالتركيز علي دور المجتمع المدني والإعلام لما يشكلانه من معيار أساسي لتقييم مستوي مشاركة البلدان في تنفيذ الأجندة والالتزام بها، موضحا أن التقرير خلص إلي ضرورة مقاربة التنمية وأجندة 2030 من منظور حقوق الإنسان، وجعل قضية المساواة بين الجنسين معيارا أساسيا لنجاح التنمية في مجملها. تأتي هذه المائدة المستديرة في إطار التحالف التنموي الفاعل بين الجهات المنظمة تحت رئاسة الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز، وسعيا نحو التعمق بحثا ومناقشة في تداعيات جائحة كورونا وما أحدثته من تحديات صحية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وتكنولوجية، وتأثيرها علي الفئات المهمشة مثل المرأة والطفل، في ضوء أجندة التنمية المستدامة 2030.