أكد محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، أهمية رفع الوعي البيئي لدي المواطنين في التعامل مع المخلفات وتداعياتها علي الصحة العامة والبيئة في ضوء الأهمية القصوي التي توليها الدولة لتحسين الأوضاع البيئية والمعيشية والصحية للمواطنين علي النحو الحضاري الذي يليق بمصر وعرض قصص النجاح المختلفة في مجال تدوير المخلفات. وقال شعراوي - في بيان اليوم /الأربعاء/ - إن البرنامج الثالث من منظومة النظافة والخاص بالدعم المؤسسي، يتضمن حملات التوعية والدور الإيجابي للمبادرات المجتمعية التي تساهم في إشراك المواطنين في تطبيق منظومة النظافة لضمان نجاحها واستمراريتها. وأشار إلي قيام الوزارة بتشجيع ورعاية عدة مبادرات مجتمعية لتفعيل منظومة النظافة من بينها "لوكيشن فيو" وهي عبارة عن مبادرة للنحت والرسم باستخدام المخلفات، ومبادرة "معاً لنرتقي" للرسم والتجميل وعمل جداريات، ومبادرة "ملتزمون يا وطن" ومبادرة "حنجملها"، إضافة إلي مبادرة "صوتك مسموع" التي نفذتها الوزارة لتلقي شكاوي المواطنين في عدة قطاعات من بينها قطاع النظافة والمخلفات. ووجه الأجهزة التنفيذية بالمحافظات بالتواصل مع منظمات المجتمع المدني لتعميم التجارب الناجحة في مراكزها وقراها لتفعيل المشاركة المجتمعية لنظافة الأحياء والقري المصرية من خلال قاطنيها. ولفت الوزير إلي أن مبادرة "حنجملها.. مشروع مجلس إدارة الشارع والتي ينفذها المجلس الوطني للشباب تهدف إلي توعية وتثقيف وتدريب أفراد المجتمع علي أهمية النظافة وترسيخ مفهوم التكافل الاجتماعي والمسئولية المجتمعية وجعلهما أسلوب حياة يحافظ بها المواطنين علي الوحدة الأولية في بناء الدولة متمثلة في الشارع الذي يقطنه ويعكس كل مظاهر الجمال والتحضر والإسهام في تحقيق تنمية مستدامة وشاملة من خلال رؤية مصر 2030. وأوضح وزير التنمية المحلية أن فكرة مجلس إدارة الشارع لا يعتمد علي أي مورد أو مساعدة مادية من الدولة ويأتي موردها الأساسي من عملية فصل المخلفات الصلبة من المنبع والتي يتم تنفيذها عن طريق بيع ما يتم جمعه من مخلفات صلبة من كل منزل بالشارع. وأضاف أنه يتم التنظيم لعملية البيع والمتابعة عن طريق تكوين مجلس إدارة لكل شارع يضم سكانه من كل الفئات وينظم كل احتياجات الشارع من خدمات عامة تتضمن النظافة والإنارة والتشجير والدهانات وزراعة الأسطح من خلال موارد صندوق يشرف عليه المجلس ويحقق إيراده من خلال بيع المخلفات الصلبة التي يتم تجميعها وبيعها من سكان الشارع. وأشار شعراوي إلي أن المبادرة تركز علي التوعية والتثقيف لكل ما يخص حماية البيئة والنظافة وتعظيم قيمة المخلفات الصلبة والفصل من المنبع والاستفادة منها لصالح المواطنين والقضاء علي مظاهر القبح في الشوارع وتجميلها وتغيير ثقافة المواطن والطفل وجعل النظافة أسلوب حياة يتحقق عن طريق بيع المخلفات الصلبة. وأوضح الوزير أن المبادرة تتضمن عدة محاور اجتماعية واقتصادية وبيئية وصحية وثقافية.. مشيراً إلي أن المحور الاجتماعي للمبادرة يركز علي خلق روح الرضا عند المواطن نتيجة وجود منظومة هو مشارك بها وتحويل الشارع إلي مؤسسة تكاملية تهتم ببعضها البعض وزيادة الترابط والتواصل بين المواطنين بشكل كبير والتعارف والتفاعل بين السكان بالشارع الواحد خاصة الشباب ووجود كشافة الشارع للأطفال والاهتمام بهم وإشراكهم مع الكبار مما سيخلق لهم سلوك قويم ويغير أي سلوك غير مستحب لديهم ويوجد نوع من المسئولية المبكرة لديهم بحيث يخلق جيل مختلف وأفضل سلوكياً. وأضاف الوزير أن آليات تنفيذ المبادرة تركز علي توعية مسئولي الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني لنقلها لأعضائها وتوسيع دائرة التوعية في المدارس والشوارع والتواصل المباشر مع المواطنين وتكوين مجالس إدارة الشارع وخلق كوادر من أعضاء مجالس الإدارة لنقل التجربة إلي المناطق المجاورة والإشراف علي تنفيذها والتوعية أيضاً من خلال تجمعات الأشخاص ذوي الإعاقة وإدماجهم في المجتمع والتنسيق مع الشباب ومؤسسات المجتمع المدني بنطاق عمل المبادرة. وأكد وزير التنمية المحلية أنه تم تنفيذ مبادرة (حنجملها) في 19 حيا ب16 محافظة هي (أسوان وأسيوط والفيوم وبني سويف والجيزة والقاهرة والقليوبية والدقهلية وكفر الشيخ والبحيرة والسويس وبورسعيد وشمال سيناء وقنا وسوهاج والإسماعيلية) من خلال تكوين مجالس إدارة الشارع في 39 شارعا وبالتنسيق مع 16 مؤسسة مجتمع مدني وجمعية أهلية.. مشيرا إلي أن معدل تجميع المخلفات الصلبة في إجمالي الشوارع التي تم فيها تشكيل مجلس إدارة الشارع بلغ 1500 كيلو في المتوسط يومياً بإجمالي حوالي 45 طنا في الشهر.