يشهد حزب مصر القوية الذى يترأسه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح موجة من الانشقاقات والإستقالات الجماعية هذه الأيام على مستوى عديد من الأمانات كان اخرها اعلان ما يقرب من 50 عضو بامانة اسيوط نيتهم التقدم باستقالات جماعية مكتوبة ومسببة خلال الايام القليلة القادمة . تاتى هذه الاستقالات الجماعية لتحدث موجة من الاضطرابات الشديدة التى قد تعصف باستقرار الحزب فى الفترة القادمة نظرا لتعدد وانتشار هذه الاستقالات بشكل كبير فى امانات مختلفة على مستوى الجمهورية مما يعكس حالة من عدم الرضا تجاه سياسات الحزب فى الاونة الاخيرة. وكانت أبرز المواقف التى اعترض عليها أعضاء الحزب هى تعليق مشاركته فى «خارطة الطريق» التى أعلن عنها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، فضلاً عن مطالبة «أبوالفتوح» المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، بالإستقالة بعد أحداث «الحرس الجمهورى» بقرار انفرادى دون الرجوع للقاعدة العريضة من الأعضاء لاستطلاع رأيهم فى قرار الحزب بهذا الشأن. يقول عبد الجواد الهلالى عضو هيئة مكتب الحزب باسيوط وأمين لجنة التنمية المحلية والمرشح لعضوية المكتب السياسى للحزب أنه جارى التنسيق مع مجموعة كبيرة من أعضاء الحزب بأسيوط يبلغ عددهم ما يقارب ال 50 عضواً تمهيداً للتقدم باستقالات جماعية من الحزب اعتراضا على السياسة العامة التى انتهجها الحزب فى الفترة الأخيرة واحتجاجاً على طريقة إدارة أمانة الحزب بأسيوط حيث يغلب عليها طابع الغموض والشللية مما يعد هدماً لأحد الأركان الأساسية التى يقام عليها أى عمل حزبى وهى الديمقراطية والمؤسسية فى الإدارة. ويؤكد الهلالى أن الحزب دأب فى الفترة الأخيرة على اتخاذ مواقف انفعالية ومفاجئة دون الرجوع للقاعدة الممثلة فى الأعضاء على مستوى المحافظات منها على سبيل المثال تأجيل انتخابات المكتب السياسى للحزب بقرار فردى ديكتاتورى من رئيس الحزب رغم معارضة ذلك لقرار الهيئة العليا وهى اعلى سلطة بالحزب. ومن جانبه يؤكد باسم المشاط عضو الحزب بأسيوط وعضو لجنة المصالحة وتسيير الاعمال بامانة اسيوط انه يعتزم التقدم باستقالته النهائية من عضوية الحزب رفضا منه لطريقة التعامل مع الأزمة الحالية فى البلاد و احتجاجاً على انسحاب الحزب من حوار خارطة الطريق دون استشارة الأعضاء وموقفه من أحداث الحرس الجمهورى التى انبرى فيها رئيس الحزب باتخاذ موقف متسرع وانفعالى دون الانتظار لما تسفر عنه نتيجة التحقيقات فى الواقعة. ويقول المشاط أنه فوجئ بأن الحزب تحول إلى بوابة خلفية للإخوان وأنه يأخذ الآن منحى المدافع الأول والأوحد عن قيادات الإخوان ويحاول بشتى الطرق عقد صفقة خروج آمن لقياداته وهو ما يعكس الازدواجية الشديدة التى يدار بها الحزب وتلون شديد فى مواقفه. وأضاف المشاط أنه اكتشف انه كان واهما عندما فكر فى ان الحزب من الممكن أن يحتوى جميع الأطياف والألوان السياسية والفئات المختلفة للشعب المصرى وعلى رأسهم الأقباط إلا أن التجربة أثبتت عكس ذلك تماماً حيث تبين اتجاه الحزب لإقصاء الكوادر القبطية من تولى أى مناصب قيادية بالحزب - إلا النادر جداً - والاكتفاء باسناد المناصب القيادية بالحزب إلى أهل الثقة فقط وهو ما يظهر بوضوح من عدم تواجد أى عضو قبطى من أعضاء الحزب ممثل فى الهيئة العليا للحزب وأن الاتجاه السائد هو محاولة وضع الأقباط الأعضاء بالحزب كديكور فقط لحفظ واجهة الحزب السياسية ليس إلا وهو ما يتنافى مع أبسط قواعد العمل الحزبى والسياسى الذى يكفل للجميع حق تقلد المناصب. واختتم المشاط قوله أنهم الآن بصدد تعليق وتجميد عضويتهم فى الحزب خلال الفترة القادمة وعدم المشاركة فى أى فاعليات أو اجتماعات خاصة بالحزب تمهيداً لإجراء بعض المشاورات مع الاخوة الزملاء أعضاء الحزب من القوصية للتنسيق لتقديم استقالة جماعية مسببة ومدعمة بالأسباب والاسانيد التى دفعتهم لاتخاذ مثل هذا الإجراء وذلك خلال الفترة القادمة وبعد إنهاء بعض المتعلقات الخاصة بارتباطات معينة عالقة مع هيئة مكتب الحزب باسيوط.