يبدو أن قسوة الزمن وظروف الحياة المريرة التي مر بها أطفال دار الرعاية الاجتماعية بنينبطنطا لم تشفع لهم ولم تكن كافية لكي ترحمهم من غدر الزمان وقساوته ورغم تحملهم تبعات قرارات سابقة تعود لنحو 6 سنوات بنقلهم من مقرهم الأساسي بشارع سعيد بطنطا المعروف بالملجأ لمقر مؤقت بشارع لقمان الحكيم بمنطقة قحافة لا يستوعب أنشطتهم اليومية على أمل أن يتم هدم المقر القديم وإعادة إنشائه مرة اخرى في غضون شهور أو على الأقل ترميمه لكن طالت المدة ومرت السنوات وتبددت وعود المسئولين حتى رضي هؤلاء الأطفال بالأمر الواقع إلا أنه وكما يقال المثل " رضينا بالهم والهم مارضيش بينا " فقد صدر قرار مؤخراً من قبل محافظ الغربية الدكتور طارق رحمي بإغلاق المقر المؤقت للدار بمنطقة قحافة لعدم مناسبته وتوزيع نزلاء الدار على أماكن أخرى أكثر صلاحية بعد تقسيمهم إلى فئات عمرية مختلفة وهو ما يهدد بتشريد هؤلاء الأطفال وتسربهم لعدم تخصيص مكان بديل يأويهم . ويجيء قرار محافظ الغربية بناء على المذكرة التي تقدم بها محمد سعيد رئيس الوحدة العامة لحماية الطفل عقب قيام أحد الصبية النزلاء بالدار باعتدائه جنسياً على طفل آخر وتحرير محضر بالواقعة برقم 75 لسنة 2020 جنح أحداث ثان طنطا ونقل المتهم لدار رعاية الأحداث بالمحلة وعرض المجني عليه على الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليه . في التقرير التالي نرصد أزمة دار الرعاية الاجتماعية بنينبطنطا أو الملجأ العباسي وهو مبني تابع لمديرية التضامن الاجتماعي بالغربية حيث يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1934 بعد قيام أحد فاعلي الخير بالتنازل عنه والتبرع به لإيواء الأطفال الأيتام واللقطاء وعلي مدار السنوات الطويلة الماضية استوعب الكثير من الأطفال وفي عام 1999 تم اسناد مهمة الإشراف على المؤسسة لإحدى الجمعيات الخيرية العاملة في نفس المجال وظل الأطفال ينتفعون بخدمات المؤسسة في هذا المقر حتى صدر قرار بإزالة المبنى في عام 2004 نظراً لخطورته وفقاً لما جاء بتقرير الإدارة الهندسية بحي ثان طنطا لكن ظل القرار حبيس الأدراج ولم ينفذ لعدم وجود بديل لإيواء الأطفال وعدم وجود بند مالي لهدم وبناء المبني من جديد وهو ما أدى لعدم تنفيذ القرار وظل الأطفال يمارسون أنشطتهم في الدار وينتفعون بكافة الخدمات حتي عام 2014 حيث أصدرت مديرية الشئون الاجتماعية في ذلك الوقت قراراً بإزالة المبني تنفيذاً للقرار الصادر من رئاسة حي ثان طنطا لكونه غير صالح لإيواء الأبناء ويمثل خطراً عليهم وتوالت المكاتبات بين مديرية الشئون الاجتماعية وجمعية الوفاء الخيرية المسند إليها إدارة الدار للمطالبة بسرعة تدبير مكان آخر بديل والإسراع في إخلاء المبني وتم نقل الأطفال لدار الرعاية الاجتماعية بالمحلة لكنهم رفضوا الاستمرار هناك فتم تخصيص مقر أخر مؤقت بديل بطنطا لحين هدم وبناء المقر القديم علي أمل أن يتم الهدم سريعاً إلا أنه لم يتم تنفيذ قرار الإزالة وظل المبني قائماً كما هو رغم نقل الأطفال للمقر المؤقت الذي لا يستوعب أنشطتهم التي كانت تمارس من قبل من أعمال نجارة وحداده ونقش وزخرفة وغيرها لتدريبهم على هذه الحرف حتى يستطيعوا فيما بعد العمل في الورش والمحلات فضلاً عن تحمل المؤسسة لتكاليف كبيرة نتيجة ايجار المبنى الجديد المؤقت بالإضافة لقلة التبرعات المالية والعينية وعدم وجود إخصائي نفسي وإخصائي تغذية لمتابعة الأطفال وهو ما أدى لحدوث فجوة كبيرة لدى الأطفال ومؤخراً قام أحد الصبية بالدار بالاعتداء الجنسي على طفل آخر وتم ضبطه وإحالته للنيابة وتم ايداعه دار رعاية أحداث المحلة مما دعا رئيس الوحدة العامة لحماية الطفل محمد سعيد لتقديم مذكرة عاجلة لمحافظ الغربية الدكتور طارق رحمي والذي أصدر قراراً بإغلاق المقر المؤقت للدار بمنطقة قحافة لعدم مناسبته وتوزيع نزلاء الدار على أماكن أخرى أكثر صلاحية بعد تقسيمهم إلى فئات عمرية مختلفة وهو ما يهدد بتشريد هؤلاء الأطفال وتسريبهم لعدم تخصيص مكان بديل يأويهم ورغم تقديم العديد من الشكاوى لمديرية التضامن الاجتماعي ومحافظ الغربية إلا أنه لم يتم اتخاذ أي اجراء حيال ذلك. والغريب أنه تم استغلال المبنى القديم كمقر لموظفي إدارة تضامن ثان طنطا حتي الآن في حين تم نقل الأطفال من مكانهم دون وضع خطة زمنية لهدم المبنى لعودتهم مرة أخرى . وكشف مصدر مسئول بمديرية التضامن الاجتماعي أن سبب عدم هدم المبني حتي الآن هو عدم توافر بند مالي لهذا الغرض وهو ما تسبب في عدم تنفيذ القرار حتى الآن مما يهدد بحدوث كارثة نتيجة انهيار المبنى في أي لحظة مشيراً أنه تم استغلال المبنى كمقر للموظفين بشكل مؤقت وسيتم نقلهم لمكان آخر . التقينا بمديرة دار الرعاية الاجتماعية نجلاء عجيبة والتي أكدت أنه رغم عدم صلاحية المكان الحالي لاستيعاب هؤلاء الأطفال إلا أننا استطعنا تقويمهم مرة أخري وتعديل سلوكياتهم بقدر الإمكان للتغيير من سلوكياتهم وكذلك تم دمج الأبناء في انشطة متعددة ومنها السباحة وكذا كرة القدم وتم التعاقد مع نادي براعم للأطفال المتميزين لكرة القدم وإحضار مشرفة ثقافية متخصصة للأبناء الصغار في المكان المخصص لهم وإحضار داعية من الأوقاف لوعظ الأبناء وإرشادهم وجميع الأبناء في مراحل تعليمية مختلفة إلا أن أحدهم كان يعاني من مرض نفسي ويميل للشذوذ فتم إبعاده عن الأبناء عقب الاعتداء على أحد الأطفال بالدار لكن لا يعني ذلك أن يعاقب باقي الأطفال بتوزيعهم على أكثر من دار ولابد من عودتهم لمكانهم الأصلي أو تخصيص مقر دائم لهم يستطيعون ممارسة أنشطتهم بشكل سليم .