لاشك أن الواعظات الأزهر الشريف دورا كبيرا في الآونة الأخيرة في تنمية المجتمع وتصحيح المفاهيم الخاطئة إيمانا من رسالة الأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي المعتدل وإذكاء روح التسامح والرحمة بين أفراد المجتمع ودعم قضايا المرأة باعتبارها أحد أهم ركائز الأسرة والتي من شأنها تعزيز الإستقرار والسلم الاجتماعي وبناء أجيال صالحة تبني وتعمر دون ظواهر سلبية أو أمراض اجتماعية!! وحول هذا الأمر تحدثنا فضيلة الدكتورة إلهام شاهين مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات. تقول د. إلهام شاهين :إن كانت التوعية والإرشاد الديني دور الواعظة الأول إلا أنه ليس الدور الوحيد، بل يمتد دور الواعظات ليشمل التوعية النفسية والاجتماعية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ومكافحة الظواهر السلبية التي تسللت إلى المجتمع عن طريق الثقافات الواردة إلينا عن طريق الإعلام الغير الهادف، ووسائل التواصل التي ساهمت في سرعة انتشار هذه الظواهر التي أثرت بالسلب على المجتمع خاصة النشء والشباب، وهنا يبرز دور الواعظات اللاتي تصل رسالتهن الدعوية إلى كل أفراد الأسرة عن طريق الأمهات، ومكافحة هذه الظواهر مثل عقوق الوالدين، وعدم احترام الكبير، والعنف والتشدد وغيرها من الأمراض الاجتماعية التي تفشت في المجتمع. وهنا لا يقتصر دور الواعظة على التواصل المباشر بل ينتقل إلى التواصل الإلكتروني؛ لأن الفضاء الإلكتروني أوسع وأكثر انتشارا من الفضاء المباشر كما أنه يصل لأكبر عدد من الجمهور ممن قد لا تصل الواعظة إليهم مباشرة، وتتعدد الوسائل التي تستخدمها الواعظة لمواجهة هذه الظواهر فبجانب الدروس والمحاضرات التي تعقدها الواعظات يقمن بكتابة المقالات التي تنشر على الصحف الورقية والإلكترونية، وبإعداد الفيديوهات والبوسترات التي تنشر على وسائل التواصل، والمواقع الإلكترونية والتي تقدم الواعظة فيها رسائل موجهة ومختصرة تبرز فيها خطورة هذه الظواهر وكيفية التخلص منها. وكيف يتم أعدادهم وتثقيفهم بمعطيات العصر؟ إن الدين الإسلامي ليس دينا جامدًا لا يتفاعل مع متغيرات الحياة ومستجدات العصر بل من مميزات هذا الدين أنه متجدد يواكب الأزمنة بمختلف الثقافات؛ لذا يجب على المختصين بالدعوة أن يعملوا جاهدين على إعادة الرونق لهذا الدين الحنيف وتبليغه في أيسر صورة، وهنا تأتي مسؤوليتنا في إعداد برامج تدريبية وورش عمل تساهم في إمداد الواعظة بكل متطلبات العصر، فالدعوة في عصرنا الحالي ليست كسابقيه تقتصر على إلقاء الدروس في المساجد، ومن أهم متطلبات العصر في الدعوة التسلح بكامل العلوم والمهارات المساعدة بجانب العلوم الشرعية كمهارات الكتابة الصحفية وكافة المهارات الإعلامية التي تساعد في إيصال الرسالة الدعوية لأكبر عدد من المدعوين وبشكل جاذب ومؤثر، وكذلك مهارات التواصل والتنمية البشرية. كيف يمكن للواعظة أن تقتحم مجالا قد يصعب عليها كداعية سابقا اقتحامه نظرا للأعراف الاجتماعية الصعبة وصعوبة التعامل مع بعض فئات المجتمع؟ بناء على المعايير التي تم اختيار الواعظة على أساسها، والكثير من التدريبات التي أثقلت مهارتها، وممارستها العملية التي أكسبتها المزيد من الخبرات, فالواعظات ملمات بالكثير من القضايا التي تجعلهن قادرات على القيام بمهامهن الدعوية، وإذا حدث وتعرضت الواعظة لمسألة لا تجيدها فلا عيب في ذلك؛ لأن من الأمانة الدعوية عدم التحدث فيما لا يجيده الداعية, وهنا يأتي دورنا حيث قمنا بتكليف فريق العمل برصد كل الفتاوى والقضايا المستحدثة التي تُعرض على الواعظات لنقوم بمعالجتها والإجابة عليها عن طريق متخصصين في دورات تدريبية وورش عمل. وبالنسبة لتقبل المجتمع للوعظ النسائي، فإن الفكرة وإن كانت مستغربة من المجتمع إلا أنها كانت مقبولة من الغالبية، ومن لم يتقبلها في البداية ألفها بعد ذلك لما رأى من الواعظات من حسن طرح وتقبل لكل الطوائف والأفكار السائدة في المجتمع، وعرض منهجهن الوسطي بأسلوب يتسم باليٌسر. والأكثرية عبرت عن سعادتها بوجود واعظات أزهريات يحطن بما يُشكل على النساء من أحكام، فقديمًا كانت المرأة عندما تريد معرفة مايعن لها من الأمور الفقهية والأحكام الشرعية المتعلقة بها، لابد أن يكون هناك واسطة إما زوجها أوأبوها أو أخوها وربما ذهبت إلى زوجة العالم لتنقل لزوجها الأسئلة وتعود إليها بالإجابة ومن هنا يبرز دور واعظات الأزهر الشريف اللاتي ينتشرن انتشاراً واسعاً في شتى الأماكن فالمرأة بحاجة إلى توعية دينية شاملة أينما وجدت سواء فى العمل أو مراكز الشباب والنوادى والجمعيات اعترافًا بدورها فهي ليست نصف المجتمع فحسب بل المجتمع بأثره لمالها من تأثير بالغ فى النشء الذين هم بناة المجتمع فى المستقبل وتبدأ مسيرة الواعظة من المسجد. حيث يتم شرح الأحكام الفقهية والأمور الشرعية شرحاً مبسطاً حتى تكون المرأة على قدر من العلم والدراية بدينها الوسطى الحنيف بعيداً عن الغلو والتطرف .