بداية لابد أن نوقن بأن العالم الآن في أوج حالة الحرب بين الخير والشر.. بين عباد الله وعباد الشيطان.. بين أتباع أنبياء الله وأتباع المسيخ الدجال .. بين أهل الحق وأهل الباطل .. بين المتقون والماسون .. وعلى كل فرد أن يتجه للفريق أو الطريق الذي يختاره، وأن يتحمل اختياره أمام الله . الماسونية تلك الحركة العلمانية الإلحادية السرية المحاربة لكل الأديان تخدم اليهود بطريق غير مباشر، فهي القوة الخفية للعالم التي تهييء الظروف والأوضاع لليهود، وتهدف لإقامة نظام عالمي جديد يؤسس لفكرة أن تكون إسرائيل اليهودية التلمودية هي سيدة العالم كله، وتسيطر عليه وخاصة على المنطقة من النيل للفرات، والماسونية يهودية مبطنة تظهر شعارات إنسانية عامة، وقد ينطوى تحت لوائها غير اليهود من المخدوعين أوالنفعيين لتنفيذ مخططات الماسون بالعالم. وبذلك تتضح فكرة النظام العالمي الجديد المخطط بأن لا سيادة دول، لا أديان، لا وحدة مجتمعية، لا حدود، لا هوية كأحد نتائج العولمة السلبية وأخطرتلك النتائج في ذراعها الإعلامي الخاضع لسيطرة الماسونية، حيث يمسك الماسون بخيوط الإعلام العالمي جيداً، فتسير هذه القوة في السيطرة بالتوازي مع القوة الغاشمة العسكرية في فرض العولمة على الآخرين من أجل ترسيخ معتقدات وأنماط السلوك الماسوني، وقد رأينا المشروع الصهيوأميركي في منطقة الشرق الأوسط منذ سقوط العراق 2001 مروراً بما يسمونه خداعاً "الربيع العربي" بالمنطقة 2011 وحتى الآن ويتطور طبقاً لتطور الوعي والحرب ضده بالمنطقة. الماسون متعطشون لمزيد من الطاقات السلبية ولمزيد من الدماء كي يُعجل ذلك بظهور معبودهم الدجال فينشرون الأوبئة ويؤججون الفتن والصراعات والحروب ويأمرون فيطيعهم معظم الحكام نظراً لتحكمهم في المال والسلطة والإعلام ويجتهدون في التشكيك في الأديان كي يبعد الناس عن الله ويقتربون أكثر من الشيطان، إذن هي الحرب بين عباد الله وعباد الشيطان كما أوضحت سابقاً ولكن كيف نواجه تلك الحرب وننتصرفيها عسكرياً وإقتصادياً وفكرياً وإعلامياً؟ أولاً: لنعلم أن كيد الشيطان ضعيفاً مهما ظهر هائلاً، وعلينا أن نكون الفريق المتوكل على الله والمستعين بالله لمواجهة أهل الكفر والشر والشيطان وذلك بتنمية قوة الإيمان بالله والتقرب لله عز وجل والثقة بالله وبأنفسنا، ويتم ذلك بطرق كثيرة منها طاعة الله بالتوحد خلف راية الحق وبإعداد السلاح والقوة لمحاربتهم وبالحرب الناعمة عن طريق الوعي وبقوة الإيمان من أجل النصر، فما النصر إلا من عند الله. فلن ينجينا من أفعال عباد الدجال سوى الرجوع إلى الله وتقوى الله وكذلك التقرب من جلالته بالذكر والصلاة والصيام والزكاة والصدقات، ولن يحارب الشر إلا الخير وأعمال الصالحات، ولن يقتل كل مايصدرون لنا الماسون عباد الدجال من طاقات سلبية والتي تبث للجميع عن طريق البرمجه العقليه التي تقوم بها قواهم الناعمة إلا بالإيمان وبالطاقة الإيجابية، ولعلك تلاحظ أن هناك أستسلاماً وعدم مبالاة ويأس تام من الجميع بل والشعور بالخمول غيرالطبيعي، وتلاحظ الإعلانات والمسلسلات كلها طاقات سلبية .. حرق وقتل ومرض وظلم وتغييب، لن نحاربها إلا بالطاقات الإيجابية النورانية ، ولن نهزمهم إلا بالتوحد وبالقوى العسكرية والتسليح وبالقوى الناعمة كما أمرنا الله " وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة"، مع الثقة بالله فالإيمان بالله هو السبيل للنجاة. المؤمن المجاهد والمقاتل في سبيل الله لابد في النهاية أن ينصره الله مهما كانت قوى أعداءه، "فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" علينا أيضاً بالذكر دائماً "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، وبالتسبيح ، فسبحان من نجى سيدنا يونس وهو ببطن الحوت "فالتقمه الحوت وهو مُليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون" (الصافات). في تلك الحرب هم يريدون أن يختلط الحق بالباطل ويختفي أصحاب الحقوق وأن لا يطفو علي السطح إلا جنود الدجال وعملائهم، أما كل من يحاول إعلاء كلمه الحق إما أن يدبر له مكيده أو فضيحة أو يتم مساومته حتي يختفي تماماً من المشهد.، ويريدون استهداف الأجيال القادمه بتسخير وسائل التكنولوجيا والمسلسلات المُفسدة والهابطه لنشر العنف والطاقه السلبيه واستهداف عقول الشباب ومحو هويته. الآن هم يريدون حصار مصر العصية عليهم من الغرب عن طريق ليبيا وعن طريق تقسيم دول المغرب العربي وتوغل الموساد بالجزائروالمغرب وليبيا وتونس لمحاصرة مصر من الغرب الأمرالذي سيدفع الجيش المصري للتدخل العسكري لمنع هذا المخطط ولحماية الأمن القومي المصري والعربي من الغرب ،وكذلك من الجنوب عن طريق إثيوبيا والسودان وتهديد الأمن المائي والقومي لمصر وكما توقعت في مقال سابق إثيوبيا ترفض كل محاولات التفاوض من مصر للوصول لحل سلمي حول سد النهضة.. حتى الضغوط تتحايل عليها .. وهذا أمر طبيعي لأن مشكلتنا ليست مع إثيوبيا .. مشكلتنا مع العدو الحقيقي المتخفي وراء إثيوبيا وما تفعله .. هم يريدون إما تعطيش أو إغراق مصر أو تورطها في حرب.. فيغلقون النهر من منبعه بالتحكم في رئيسها وبالحرب الناعمة الخبيثة ... إنه العدو الأزلي الصهيوني لمصر وللمنطقة.. ولكنهم يمكرون والله خيرالماكرين وسيجعل كيدهم في نحروهم .. وتقوم مصر بجهود كبيرة للحفاظ على أمنها المائي سلمياً، ولكن علينا الإستعداد فربما نضطر للحرب في إثيوبيا. ليس هذا فحسب ابحث أيضاً عمن وراء وباء كورونا والحروب البيولوجية .. ومن وراء الإرهاب في سينا .. ووراء ما فعلته وتفعله تركيا وقطر في ليبيا ، من وراء كل محاولات إيذاء مصر،إنه نفس العدو، ومن الشمال والشرق عن طريق سيناء باستخدام أهم عملاءهم تركيا ليذهب إردوغان بمرتزقته ودواعشه في سورياوالعراق وليبيا لاستكمال تنفيذ الهدف الصهيوني من النيل للفرات ، وطبعا معه أميركا وبريطانيا وقطر وإسرائيل نفسها وعدد من الدول العميلة الصهيونية. ولكن مهما مكر الأعداء فسرالنصر في الايمان الذي له تأثير عظيم على المقاتل، والإيمان عند الجيش المصري، وهو شعار النصر، فالذي لديه يقين بالله يكون مُقدم مقبل غير مدبر ويقويه إيمانه وشجاعته بأن كلاهما خير النصر أو الشهادة .. هي ميتة واحدة، وهنا تكمن أهمية الإيمان بالقضاء والقدر والإيمان بأهمية الإستشهاد في سبيل الله، وكل التحية لأرواح شهداء تلقت صدورهم سهام أعداء الوطن وسمومه الموجهة للوطن وللشعب والمجد لشهداء الكنانة. إيمان المقاتل وتقربه إلى الله يجعل الله يساعده "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" بالإيمان تعيش راضياً وبالإيمان تموت راضياً، وقوة الإيمان بالله لا يعادلها قوة وتهزم كل الشدائد مهما كانت، وكما قال رسول الله (ص) فإذا كان الله معنا فمن علينا؟ وحتى للنجاة من الفيروسات والأوبئة أحد أدوات حروب الجيل السادس نجد الإيمان هو الحل فالنظافة من الإيمان والنظافة الشخصية هي أهم طرق الوقاية من الفيروسات مثل التطهير المستمر وحفظ المسافات بين الناس للوقاية والإيمان بالقضاء والقدر وبأن لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا يقضي على حالة الهلع ويطمئن القلب ويشعره بالرضا وبالتالي يقوي المناعة النفسية. الإيمان يخلق الإحساس بالأمان، ولا يوجد أمان بدون الإيمان، فكما قال الشاعر محمد إقبال "إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحيي دينه. الإيمان مأخوذة من (أمن) ويعني تحقق الإطمئنان في الإنسان، ويستعمل في تصديق الخبر بعد تحقق الاطمئنان من صحته او كذبه وزوال الخوف والقلق ، والإيمان بالله هو التصديق والإقرار بوجود الله تعالى وبالأنبياء وما أنزل إليهم، كما يشمل القيام بأعمال الصالحات، وهو اليقين والعلم بمعرفة الله، وهو ما وقر بالقلب وصدقه العمل الإيمان ضرورة في حياة الإنسان، وقد أمرنا الله بالإيمان بقوله تعالى: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)، وكذلك أن النصر والفلاح يأتي من الإيمان (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)، كما وعد الله المؤمنين بأن يكون وليهم وأن يكون لهم الجنة (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، وكذلك قوله تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلُيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا). وحذر الله تعالى من عدم الإيمان كقوله: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)، كما وعد الله المؤمنين بالأمن (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا). ووعد الله بتأييد المؤمنين (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). أيضاً علينا بإقامة العدل والقضاء على الفساد وعلينا بالعمل الصالح فالعمل الصالح يقترن دائماً بالإيمان (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ). والإيمان ليس مجرد الإسلام بل لابد أن يدخل القلب ويظهر بالعمل(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ).، فالإيمان أمر قلبي إلهي بالهداية وليس بالإكراه (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ). والإيمان يقترن بالثقة بالله والتوكل عليه مع الطاعة والأخذ بالأسباب، فالمؤمنون يتوكلون على الله بقلب عامر بذكر الله وبثقة بأن الله نعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ). الإيمان بالله إيماناً صادقاً يجعلك تشعر بتجلّي عظمة الله وصفاته وذاته الإلهية في نفسك، وينفتح قلبك على نعم الله التي وهبك إياها وأن تعلق روحك بالله، فعند ذكر الله تعالى يخشع عقلك ويخضع قلبك لعظمة جلالته سبحانه (إنَّما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تُلِيَت عليهم آياته زادتهُم إيماناً)، ومن أجل أن يحيينا الله حياة كريمة علينا كمؤمنين أن نستجيب لله وللرسول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ). وقدم الله الدليل العقلي على التوحيد بالله وبطلان الشرك: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22]، ويقيم عليهم الدليل العقلي على أنهم مخلوقون مربوبون وأن الله ربهم وخالقهم فقال: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ 35 أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ 36 أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ} [الطور: 35 - 37]، وهنا إعمال العقل ليقرالإيمان في القلوب. والله سبحانه بيده كل شيء وقدير على كل شيء لذلك علينا الإستعانة بجلالته وحده، ويقول سبحانه : {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ 3 ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} [الملك: 3، 4]، وقال: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإذَا هِيَ تَمُورُ 16 أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ 17 وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ 18 أَوَ لَمْ يَرَوْا إلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إلَّا الرَّحْمَنُ إنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ 19} [الملك: 16 - 19]، وقال تعالى في السياق نفسه: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} [الملك: 21]، وفي آخر السورة قال: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ} [الملك: 30]، وقال في سورة أخرى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ 58أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} [الواقعة: 58، 59]، وقال في السورة نفسها: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ 63 أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ 64 لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ 65 إنَّا لَمُغْرَمُونَ 66 بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ 67 أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ 68 أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ 69 لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ 70 أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ 71 أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ 72 نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ} [الواقعة: 63 - 73]، كل تلك الأسئلة تقود إجابتها إلى غرس الإيمان في القلوب وتقويته. وأركان الإيمان ستة لا يتم إيمان العبد إلا بها وهي: الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، وهي أسس العقيدة الإسلامية، والفرق بينها وبين أركان الإسلام أن أركان الإسلام أعمال ظاهرة تقوم بها الجوارح، من صلاة وزكاة وصيام وحج،وأركان الإيمان أعمال باطنة محلها القلب، من إيمان بالله وملائكته... الخ. وقد يكون الشخص مسلما وليس مؤمنا كما قال تعالى: [قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ] (الحجرات:14). بمعنى أن الإيمان هو التصديق مع طمأنينة القلب والوثوق الكامل بالله تعالى، واتفاق القلب واللسان والجوارح وهذه المرتبة لم تصلوا إليها بعد، ولكن قولوا أسلمنا وانقدنا إليك طائعين. والإيمانُ لغةً: نوعٌ من التصديق مما يؤتمن عليه المُخْبِر لأنَّه مما لا يدركه المُخْبَر بحسه، واصطلاحاً: قولٌ باللسان، واعتقادٌ بالجنان، وعملٌ بالأركان. وفي حديثُ جبريل (عليه السلام) حين سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإِيمَان، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «الإِيمَان أَنْ تُؤْمِنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ». كذلك لابد من تطهير البلاد من الفساد فالله لا يحب الفساد، والإحسان بجمع تظلمات الناس ورفع الظلم عنهم إرضاء لله عز وجل، احفظ الله يحفظك وتجده تجاهك. ختاماً مصر هذه الأرض الطيبة كنانة الله في أرضه وأخصها الله في كتابه الكريم بالأمن الذي يقترن دائماً بالإيمان حينما قال عز وجل " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، أتمنى أن تقود مصر أم الدنيا تحت راية الإيمان بالله الحرب ضد عباد الشيطان، فمع الله النصر والفلاح دائماً ولو بعد حين. إيمان شوقي مذيعة بالتليفزيون المصري 9/12/2020