وفي نهاية المباراة يقف الفريق الفائز ليشكل ممرًا شرفيًا للاعبي الفريق الخاسر ليعبروا من خلاله وسط التصفيق والابتسامات كي يتسلموا ميداليات المركز الثاني . هكذا تكون الرياضة وهكذا قدم لاعبو الأهلي وطلائع الجيش درسًا للجميع في قيمه الروح الرياضية وروعة التنافس بشرف مع الإيمان الكامل بأن للرياضة وجهين متلازمين لا بد من تقبلهما دائما هما المكسب والخسارة . فاز الأهلي وحقق ثلاثية نادرة للمرة الثانية في تاريخه بعد أن حصد بطولة الدوري المصري ودوري أبطال إفريقيا وكأس مصر ليكون 2020 هو عام السعد بالنسبة للفريق ومجلس إدارته المتماسك ولكل عشاق القلعة الحمراء بفضل الهدوء والالتزام والجدية في التعامل مع البطولات رغم أزمة كورونا وضغط المباريات المتتالية وليثبت الأهلي للجميع أنه نادٍ عظيم يستحق بالفعل لقب نادي القرن في إفريقيا . انقضي موسم رياضي وسيبدأ بعد قليل موسم جديد نرجو أن تسوده روح التنافس الشريف والبعد عن التعصب الأعمى فمازال الفارق كبيرا بين المؤازرة المحمودة لفريق ما وبين التعصب الزائد الذي أصابنا في سنواتنا الأخيرة والذي أشعلته مواقع التواصل ومروجو الفتن وبعض الرياضيين والإعلاميين من أنصار مدرسة الإثارة وافتعال الأزمات من أجل الشهرة ورواج الاسم جماهيريا حتى لو كان بإشعال الخلافات بين جماهير الفرق الكبرى ولاعبيها لتسود روح الكراهية وينقسم البيت الواحد علي نفسه بين أهلي وزمالك أو بين مؤيد ومعارض فيتحول الاختلاف المقبول إلي خلاف مذموم . مشاهد رائعة حملتها مباراة نهائي كأس مصر وروح طيبة نرجو أن تسود في كل دروب الحياة بعد أن أصبحنا أكثر تعصبًا للرأي وأقل تقبلًا للآخر وهو ما يخالف طبيعة المصريين عبر تاريخهم الممتد حين كان التعصب والحمية للوطن فقط هي السائدة دون تقسيم أو تفرقة .. لنعد مثلما كنا ولتعد الجماهير للملاعب قريبا لتزينها وتكتمل بهجة ممارسة الرياضة بعد أن تنحسر أزمة كورونا وبعد أن يتطهر الوسط الرياضي من المنغصات التي أقلقت مضاجع العقلاء من عشاق الرياضة الحقيقية طوال سنين .. لا للتعصب ونعم للتنافس ثم ليعتلِ الأصلح والأجدر كل منصات التتويج فهكذا علمتنا الحياة أنها لا تبوح بأسرارها ولا تمنح خباياها إلا لمن يجتهد ويتميز . مبروك للأهلي كأس مصر . مبروك لطلائع الجيش هذا الفريق الرائع المحترم .. مبروك لمصر خروج المباراة بهذا الشكل الراقي واستكمال جميع استحقاقات ومنافسات 2020 دون توقف رغم أزمة كورونا لتثبت الدولة المصرية أنها قادرة دائمًا رغم كل التحديات .. عظيمة يا مصر .