هناك دائما شعرة صغيرة تفصل بين التجميل والكذب، وهناك خيط رفيع يربط بين المبالغة والتدليس، وتبكى العيون دمًا عندما نرى ونسمع شركاء الوطن المتدثرين بالرداء الإسلامى وهم يستحلون الكذب والتدليس أداة من أدوات التجميل التى تم استخدامها طوال حملة الانتخابات الرئاسية لتسويق مرشح الإخوان لرئاسة الجمهورية، ويتم استخدامها حاليًا لتجميل وجه مندوب الجماعة الجالس فى مقعد الرئيس بعد أن أصابته حرائق الأزمات وأنهكته رياح الفشل، وأمواج الإخفاق.. وها نحن على عتبات العام الثانى من حكم الإخوان لمصر، نتذكر ونتذاكر ما كان فى سنة خلت وقد حكم مصر فيها التنظيم الإخوانى بعد أن عبر إلى قصر الرئاسة ممتطيًا خدعة المشروع الإسلامى، فكانت أيام العام الأول من حكمه صفحات سوداء فى سجل التجربة الإسلامية، وها نحن فى شهر يونية 2013 نتذكر ما كان فى عام مضى.. فقد بدأ «الإخوان» فى يونية 2012 فى تكثيف مساحيق الكذب وألوان التدليس التى تم استخدامها لتجميل مبعوث الجماعة محمد مرسى فى الجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، وقامت الدعاية الإخوانية فى جولتيها الأولى والثانية على كذب تفضحه النظرات الثاقبة والبصائر الناقدة، وتصدرت خدعة المشروع الإسلامى واجهة المشهد الانتخابى، وصنع «الإخوان» قناع الحاكم الإسلامى، ودفعوا برأس المرشح محمد مرسى فى هذا القناع دفعًا حتى يحصد أصوات الإسلاميين من جميع الفصائل والأحزاب والقوى الإسلامية، وأسرف التنظيم الإخوانى فى استخدام اسم الإسلام فى حملات الترويج والتسويق لمرشح جاء من الصفوف الخلفية، وتم تقسيم المصريين بين مؤمن يختار مرسى رئيسًا يحمل المشروع الإسلامى الذى صار حكرًا على الإخوان وحلفائهم، ولم يترك «الإخوان» لغيره من المرشحين سوى صفة أعداء الإسلام ومن أعطاهم صوته فقد كفر ونافق وفسق!! وأتذكر اللقاء الإعلامى الأول الذى نظمه «الإخوان» للدكتور محمد مرسى كمرشح رئاسى يوم 21 ابريل 2012 وفى بداية اللقاء تحدث الدكتور أحمد عبد العاطى منسق الحملة الإنتخابية -مدير مكتب رئيس الجمهورية حاليًا–ووصف الدكتور مرسى بصفة المرشح الإسلامى الوحيد لرئاسة مصر، وكان من الطبيعى وقتها أن يكون موضوع السؤال الأول للدكتور مرسى هو: ماذا تعنى بالمرشح الإسلامى الوحيد فى وجود مرشحين مثل الدكتور سليم العوا والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح؟!!، وكعادته فى المراوغة لم يقدم مرسى إجابة مفيدة، فوقف أحد الصحفيين وأعاد عليه السؤال فلم يجب أيضا ودخل فى موضوع آخر، وعندما جاء دور كاتب هذه السطور فى طرح سؤال على الدكتور مرسى قلت له: ماذا تعنى بالمرشح الإسلامى الوحيد؟! وماذا عن الدكتور سليم العوا والدكتور أبو الفتوح، ولماذا لم تجب عن سؤال الصحفيين؟!! فقال لى: أنا أجبت عن السؤال وأنا أتحدث عن نفسى لا أتحدث عن غيرى.. المهم أنه لم يقدم إجابة مفيدة؟!! واستمرت حملته الانتخابية مستخدمة الشعارات الإسلامية والوعود بالدولة الإسلامية والقوانين الإسلامية والحياة الإسلامية حتى خيل للناس من سحر الدعايات الخادعة والوعود الوهمية أن التصويت لمحمد مرسى سيبعث عمر بن عبد العزيز حاكمًا لمصر!! وتسارعت الأيام وتفلتت الأشهر من قبضة التنظيم الإخوانى واقترب العام الثانى دون أن تحصد مصر شيئًا من سراب الوعود الإسلامية، وتأكد لأصحاب البصر والبصيرة أن المشروع الإسلامى والرئيس الإسلامى والمرجعية الاسلامية ما هى إلا أسماء وصفات خادعة ضلت الطريق إلى مسمياتها فى قاموس النظام الإخوانى الحاكم، وأصبحت هذه الشعارات كلمات ممنوعة من الصرف إلا عند نظمها فى هتافات ترهيب المعارضين وعند نثرها فى معلقات ترغيب المؤيدين، فالمعارضة متهمة بمعاداة المشروع الإسلامى الذى لا وجود له على أرض الواقع، والمؤيدون والأنصار يحملون فوق كاهلهم راية الجهاد من أجل الدفاع عن الرئيس الإسلامى الذى لا تظهر إسلاميته إلا عندما يمارس هوايته فى الخطابة فى المساجد بين أهله وعشيرته، وعندما يتنقل مصليًا فى هذا المسجد وذاك على نفقة الدولة وتحت أضواء المصورين وهتافات المؤيدين الذين تحشدهم الجماعة لترطيب أسماع مندوبها فى قصر الرئاسة بهتافات الثناء وأهازيج التأييد..!! إنكار فريضة الزكاة!!! وعندما حان وقت التطبيق العملى لما يسمى بالمشروع الإسلامى، كان «الإخوان» أول من تصدى وأنكر ركنًا رئيسًا من أركان المشروع الإسلامى، ألا وهو فريضة الزكاة، فلا يوجد رئيس يستحق لقب )الإسلامى( أو تنظيم إسلامى يحكم دولة ويتجاهل بل يتعمد أن يجعل الزكاة فى مؤخرة القوانين التى يسعى لإصدارها، وكان من المتوقع أن يكون «الإخوان» أول من ينادى بأن يتم النص فى دستورهم الجديد على صياغة مادة خاصة بالزكاة وكان البعض يتوقع أن يسعى التنظيم الإخوانى الحاكم لإصدار قانون ينظم هذه الفريضة ويعمل على تأسيس ديوان أو مؤسسة حكومية تتولى شئون الزكاة فى مصر خاصة أن عائد أموال الزكاة فى مصر يتجاوز سبعة عشر مليار جنيه سنويًا تحتاج إليها خزائن الدولة فى أزمتها الاقتصادية الطاحنة، والأهم من ذلك كله أن الزكاة فريضة على المسلمين مثل الصلاة والصوم. لكن المفاجأة كانت فى حديث «الإخوان» صراحة عن حذف مادة الزكاة من دستورهم الجديد.. وقد كان «الإخوان» يتعمدون مع سبق الإصرار والترصد الابتعاد عن فكرة إنشاء مؤسسة حكومية للزكاة، تجلب هذه الأموال إلى خزانة الدولة!! والذى يعود إلى اجتماعات قيادات «الإخوان» التى أسفرت عن وضع البرنامج الانتخابى للمرشح الرئاسى الدكتور محمد مرسى، يجد أنهم اختاروا بعناية فائقة أن يبتعدوا عن هذه الفكرة، وعندما نراجع النسخة الورقية المطبوعة من البرنامج الانتخابى للدكتور مرسى والذى صدر فى كتاب يحمل رقم إيداع 8706 لسنة 2012 نجد الآتى: جاء فى صفحة 21: «.. تفعيل الزكاة والوقف والصدقات بما يتيح فرص عمل للفقراء ويقدم لهم إمكانات الدعم المالى والتدريب وامتلاك أدوات الحرف حتى يخرجوا من دائرة الفقر إلى ساحات العمل والإنتاج»، وفى ص 77 وتحت عنوان: الزكاة والأوقاف وتحت قائمة الأهداف ورد النص التالى: «استخدام أموال الزكاة والوقف فى خدمة المجتمع وحماية الفقراء ودعم النشاط الاقتصادى وتحت قائمة الآليات ورد النص التالى: «إنشاء مؤسسة أهلية للزكاة» و«إنشاء مجموعة من صناديق استثمار الوقف» ولعلنا نلاحظ أن ما جاء فى برنامج مرسى عن الزكاة يقتصر على )تفعيل( دون الإشارة إلى تشريع ملزم للمسلمين، وفى الموضع الثانى تحدث البرنامج عن )مؤسسة أهلية للزكاة( دون الإشارة إلى ديوان أو مؤسسة حكومية تختص بجمع الزكاة وإدارة أموالها، وعندما بدأت الجمعية التأسيسية للدستور أعمالها تحت هيمنة التنظيم الإخوانى الحاكم.. اقترح حزب النور )السلفى( إضافة مادة الزكاة للدستور وكانت هذه المادة تحمل رقم 45 فى مشروع الدستور وكانت تنص على: «إيجاد مؤسسة عامة تقوم بتحصيل الزكاة من المكلفين بها وفق أحكام الشريعة، وفوجئ أعضاء الجميعة التأسيسية باعتراض جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية على إضافة نص مادة «الزكاة» ضمن المواد المستحدثة، ويثبت محضر اجتماع محرر بخط اليد بتاريخ الأربعاء 3 أكتوبر 2013 ويحمل عدة توقيعات من بينها توقيعات لقيادات إخوانية أن أعضاء الجمعية التأسيسية قد وافقوا على المحضر وفيه النص التالى : «مادة 54 الخاصة بالزكاة.. تحذف هذه المادة» وشهدت جلسة المناقشة التى انتهت إلى حذف هذه المادة خلافًا حادًا حولها وطالب ممثلو حزب النور بالإبقاء عليها بينما أصر «الإخوان» على حذفها وقال المستشار حسام الغريانى، رئيس الجمعية، إن النص المقترح «هيجيب مشاكل زى الرز»، وتبين أن سبب الانقسام بين الأعضاء، هو فكرة تسلم وزارة المالية أموال الزكاة، وكان من بين المطالبين بحذف النص على الزكاة من الدستور القيادى الإخوانى الدكتور عصام العريان، وفسر البعض تجاهل الإخوان فريضة الزكاة بقولهم إن تأسيس ديوان حكومى للزكاة يجعل يد الدولة مهيمنة على جميع هذه الأموال، ويحرم جماعة «الإخوان» من السيطرة على أصوات الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات الذين ينتظرون المساعدات الشهرية والموسمية النقدية والعينية، التى تجعل جماعة «الإخوان» مهيمنة على كتلة تصويتية تقدرها الجماعة بستة ملايين صوت حسب أحدث التقديرات. واللافت للنظر أن السفارة الأمريكية فى مصر أبلغت الإدارة الأمريكية فى فبراير 2011 أن «الإخوان المسلمين» وضعوا خطة لفرض 2.5% على كل مسلم لتطبيق شريعة الزكاة إجباريًا على المسلمين المصريين، وذلك حال فوزهم فى الإنتخابات البرلمانية القادمة وهذا ما كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز.. وكان هذا مطلب من مطالب قواعد الإخوان، لكن القيادات كان لها رأى آخر يتوافق مع المخاوف الأمريكية ومخاوف القيادات من فقدان السيطرة على أصوات البسطاء!! تناقض إخوانى حول القروض!! ومن عجائب الحكم الإخوانى الإسلامى خلال سنة أولى حكم، أن التنظيم الحاكم أفتى بجواز الحصول على قروض كانوا يصفونها من قبل بالربوية، ولا تزال المفاوضات دائرة بين سلطة الإخوان وصندوق النقد الدولى للحصول قرض يبلغ 4.8 مليار دولار، وشهد مندوب «الإخوان» فى قصر الرئاسة توقيع العديد من الاتفاقيات للحصول على قروض بفائدة، وما كان بالأمس ربا أصبح اليوم مصروفات إدارية، وتبادل النشطاء على الفيسبوك فيديو للدكتور محمد مرسى وهو يتحدث فى مجلس الشعب عام 2005 ويصف قرض الحكومة وقتها بالربا الواضح وتأكيدًا على قوله ذكر قول الله تعالى: «يمحق الله الربا ويربى الصدقات»!! مرسى يحرف القرآن!! وفى إطار عمليات تصنيع القناع الإسلامى وعمليات تكبير حجم «العياط» ليملأ مقعد الرئيس كان «إخوان الشاطر» يتحدثون عن الدكتور مرسى الحافظ والمحفظ للقرآن والعالم بعلوم التفسير والحديث وسيكون القرآن هو منهجه فى الحكم، وكانت صدمة المسلمين والإسلاميين فى مرسى العياط، وهو يقع فى الخطأ الفادح ذاته الذى سقط فيه الرئيس السابق حسنى مبارك أثناء كلمة شهيرة فى احتفالية بجامعة القاهرة فى السنوات الأولى من حكمه عندما قرأ قول الله عز وجل.. «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء..» فرفع اسم الجلالة على أنه فاعل، ويومها قام التليفزيون المصرى بحذف النص من كلمة الرئيس عند إعادة بث الخطاب مساء اليوم ذاته، لكن عندما وقع محمد مرسى فى هذا الخطأ أخذته العزة بالإثم، وأخطأ فى تلاوة الآية أصابته عدوى التبرير المستشريه بين بعض أعضاء الجماعة، وقام بتبرير خطيئته، وفسر النص القرآنى تفسيرًا لا يحتمل وصفًا سوى أنه تحريف للقرآن الكريم حيث قال إن «معنى خشية الله للعلماء هو خشية التقدير وليست خشية الخوف» ويومها ثار كثير من علماء الأزهر وقالوا إن قراءة مرسى للقرآن ما أنزل الله بها من سلطان، وأن تجاوزه فى التفسير قول فى كتاب الله بغير علم، ويومها دافعت كتائب التبرير الإخوانى عن مرسى ولم يغضبوا لكتاب الله، ومما جاء فى تبريراتهم أن «مرسى من عامة الشعب ومن الطبيعى ان يخطئ فى تفسير آية»، وأن ما حصل ليس نهاية العالم. ونصح أحدهم المعارضين بالاهتمام بمن يتعمدون الإساءة إلى الإسلام عن عمد وليس دون قصد، مطالبًا بالالتفات إلى آخرين «يعيثون فسادًا بالأرض»!! أمير المؤمنين صديقًا لإسرائيل!! ومع هتافات «على القدس رايحين شهداء بالملايين» كان «الإخوان» يحاولون تسويق رئيسهم على أنه أمير المؤمنين الذى سيقود الجيش المصرى ويقاتل إسرائيل، وينهى دولتها ليقيم الخلافة الإسلامية، وقدم الإخوان محمد مرسى على أنه من أبطال مقاومة الصهيونية العالمية وقالوا إنه سياسى من الطراز الأول واستدلوا على ذلك باختياره عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، ومع أن هذا القول المضحك لا تكفيه كل الكلمات الساخرة لكننا لن نتوقف عنده وسنأخذ عين القارئ الكريم إلى مضابط مجلس الشعب المصرى عام 2002 لنجد أن الدكتور محمد مرسى العياط أول قيادى إخوانى يعترف بحل الدولتين أى دولة لإسرائيل ودولة لفلسطين، وهذا ما ورد على لسانه فى مضبطة مجلس الشعب المصرى بجلسة 13 مارس 2002، حيث قال: «إننا لابد أن نميز بين الجهد الذى يبذل فى مجال القضية الفلسطينية والواقع المأسوى الموجود داخل الأراضى الفلسطينية, حيث لا تلتزم إسرائيل بقرارات التقسيم وقرارات الأممالمتحدة بضرورة إقامة دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية»، وأضاف: «أن علينا أن نقف بصدق مع الفلسطينيين فى الدفاع عن أنفسهم ووقف الانتهاكات الإسرائيلية..» كما كان محمد مرسى أول قيادى إخوانى يعترف باتفاقية كامب ديفيد التى ثار الإخوان على الرئيس الراحل أنور السادات من أجلها، فتحدث عدة مرات فى مجلس الشعب عن اتفاقيات السلام دون أن يعارضها أو يطابل بإلغائها، مع أن «الإخوان» عقدوا المؤتمرات والندوات وخرجوا فى المظاهرات للتنديد باتفاقيات كامب ديفيد وطالبوا فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك بإلغائها، وجاء اليوم الذى صعد فيه «الإخوان» إلى عرش مصر، وشاهد العالم أجمع مندوب «الإخوان» الجالس فى مقعد الرئيس، وهو يراسل ويخاطب رئيس إسرائيل بصفة الصديق والعزيز، وسارع مندوب «الإخوان» عقب جلوسه فى مقعد الرئيس وأرسل سفيرًا مصريًا إلى إسرائيل، وكان هذا اعترافًا من «الإخوان» بالدولة اليهودية، وهذا ما يخالف المبادئ الرئيسة فى الفكر الإخوانى التى تنص على أن «الرضا بقيام دولة إسرائيل كفر وارتداد» حسب فتوى للحاج أمين الحسينى مفتى فلسطين السابق، وهو من قيادات إخوان فلسطين، وكان الجهاد لتحرير كامل التراب الفسلطينى هو قمة الأمنيات الإخوانية التى يبذل من أجلها أعضاء الإخوان كل غال وثمين، وعلى القدس رايحين شهداء بالملايين!! تجديد تصاريح الكباريهات !! وتوالت خطايا التنظيم الإخوانى الحاكم وظهرت أوهام مشروعه المسمى بالإسلامى وكانت الطامة الكبرى فى قرار تجديد تراخيص الملاهى الليلية )الكباريهات( لمدة ثلاث سنوات بدلاً من سنتين بما يحمله مثل هذا الترخيص من موافقات لبيع وتوزيع وتداول الخمور، وموافقات على كل ما هو خليع ووضيع، وصدر هذا القرار من حكوم قنديل الشاطر صاحبة المشروع الإسلامى وزعيمة الشرعية والشريعة، والمعلوم أن الملاهى الليلية فى الفنادق لا تحتاج لترخيص لأنها تعمل تحت ترخيص الفنادق، أما الكباريهات التى تعمل خارج الفنادق فقد صرح لها الإخوان بالعمل لمدة 3 سنوات!! وبعد هذا الفعل الإخوانى الفاضح، شن السلفيون هجومًا حادًا ضد جماعة «الإخوان» ووجه ياسر برهامى–نائب رئيس الدعوة السلفية–انتقادات لاذعة للجماعة ولرئيس النظام الحاكم محمد مرسي، متهمًا إياهم بأنهم لا يمثلون الإسلام فى شىء، وقال برهامى خلال مؤتمر موسع عقدته الدعوة السلفية بالإسكندرية يوم السبت 18 مايو 2013 عن تحرير القدس، لن يكون بالشعارات ولكن بالتغيير الحقيقى النابع من إرادة فى تطبيق شرع الله، وتابع موجها حديثه لجماعة «الإخوان»: مش تمدولى فى تصاريح الكباريهات 3 سنين وبعدين تطلعوا فى الفضائيات تقولوا عالقدس رايحين شهداء بالملايين؟! والله ما انتو فالحين–بحسب تعبيره–وأضاف: أى تناقض هذا وأى فصيل ينجح وسط هذه التناقضات التى يعلنها على الناس لكسب عواطفهم، بينما أفعاله الحقيقية والعملية تكون على النقيض تماما، بحسب قوله.. وقال القيادى السلفى الشيخ أحمد فريد إن «الإخوان المسلمين» كانوا يقولون إن الله غايتهم لكن اتضح من تجربتهم فى الحكم، أن الحكم نفسه هو الذى يمثل غايتهم، وتابع: صدعوا رؤوسنا بأن الرسول قدوتهم وأن القرآن دستورهم وأن الجهاد سبيلهم فإذا بهم يتحالفون مع الشيعة أعداء الإسلام!! إخوان دوللى شاهين!! وكم من المضحكات المبكيات فى عام الحكم الإخوانى صاحب المشروع الإسلامى.. وقد رأينا جماعة الإخوان وهى توافق على قيام جناحها السياسى حزب الحرية والعدالة بالمشاركة فى رعاية وتنظيم حفل مهرجان الغردقة السياحى الذى أقيم فى يناير 2013 وشاركت فيه بالغناء الفنانة اللبنانية دوللى شاهين وكانت ترتدى ملابس مثيرة تتراقص بها على منصة الاحتفال وخلفها شعار حزب «الحرية والعدالة» ومعه شعار حلف الإخوان حزب الوسط الإسلامى.. ولم تجد كتائب التبرير الإخوانى سوى الإنكار.. لكن الفيديوهات التى أغرقت الإنترنت أفسدت على الإخوان إنكارهم!!! ناسا تكذب العياط!! أما عن الكذب مع سبق الإصرار والترصد الذى ارتكبه «إخوان الشاطر» أثناء عملية تجميل العياط فالأمثلة عليه كانت متعددة سواء ما كان منها فى الدعاية الانتخابية قبل صعود «الإخوان» للحكم وما كان منها خلال عام من السلطة، وكان المثال الأوضح للكذب خلال حملة الدعاية الانتخابية فى محاولة تقديم العياط كعالم مصرى ذهب للأمريكيين فى عقر دارهم ليقدم لهم إنجازاته وعبقرياته التى ساهمت فى تطوير مركبات الفضاء فى وكالة «ناسا» وكان موقف الجماعة مخزيًا عندما سقط مرسى فى قول يكذب بعضه بعضًا، فأكد فى مقابلة مع الإعلامى خيرى رمضان على فضائية «سى بى سى» أنه عمل بوكالة ناسا وقال: «عملت كمستشار لمؤسسة ناسا الأمريكية فى إطار محركات سفن الفضاء فى مرحلة طويلة»... واستقبل الناشطون على الفيس بوك، مقولة مرسى بالسخرية والتكذيب لأن وكالة ناسا لا تقبل فى صفوفها شخصًا لا يحمل الجنسية الأمريكية، وللتأكيد قام الناشط وائل عباس بإرسال رسالة من حسابه على تويتر إلى موقع ناسا كان نصها «هل يمكن لشخص يحمل جنسية غير الأمريكية العمل فى وكالة ناسا؟»، وجاء رد الموقع بأن الوكالة الأمريكية لا تعين غير الأمريكان إلا إذا كانت فى حاجة لأعمال خارجية، ويكون التعاقد مع مؤسسات، وفوجئ الجميع بالدكتور محمد مرسى يتحدث فى بث مشترك لمجموعة من القنوات الدينية، ينفى عمله فى وكالة ناسا ويقول: «لم أقل ولم أكتب أننى عملت فى وكالة ناسا الأمريكية وليس فى سيرتى الذاتية ما يثبت عملى بها، ولكنى قمت بعمل أبحاث فى موضوعات متعلقة بمكوك الفضاء الأمريكى الذى كانت تعمل عليه ناسا وهذه الأبحاث كانت لها بعض التطبيقات والفوائد حينئذ بالنسبة للوكالة، وتبادل النشطاء على الفيس بوك التسجيلين المتعارضين لمحمد مرسى، وهو ينفى عمله فى ناسا وقبله التسجيل الأول وهو يؤكد عمله فى ناسا!! أما المثال الأكثر وضوحًا على الكذب من أجل تجميل صورة الحاكم الإخوانى، فقد كان جليًا فى المعلومات التى تم تقديمها للدكتور محمد مرسى وقرأها فى الاحتفالية الهزلية التى أقيمت فى عيد الحصاد فى منتصف مايو 2013، حيث قال بالحرف الواحد إن «المحصول بفضل الله فيه زيادات أكثر من 30%. احنا سامعين وشايفين معاكم وعايشين يوم بيوم.. والفدان بعد ما كان 10 و12 أردبًا.. بقى 15 والسنة دى 20 و24 و27 وانا سامع حاجات أكثر 30.. فهنا 24.. يعنى زمان كانوا بيقولوا فى الرز إن القيراط بيجيب أردب.. ده أكثر حاجة فى الرز.. لكن إحنا بفضل الله والبركة والجهد والإخلاص.. بتاع الفلاحين.. بتاع الناس اللى بيراعوا ربنا ويبذلوا الجهد.. ويصحوا بدرى ويروحوا الغيط ويطلعوا المحصول.. والمعدلات لغاية دلوقتى بفضل الله عالية وممتازة.. حنوصل ل2 مليون طن.. وحنوصل لنص اللى إحنا عاوزينه تقريبا.. إحنا كنا من سنتين.. بننتج 5.5 وبعدين زدنا بقينا 7.. 7.5.. السنة دى إن شاء الله ماشيين رايحيين ل 9.5 وبنستهدف خلال سنتين نوصل ل 11.5–12.. كل الأرقام دى بالمليون طن» واستقبل نشطاء الفيس بوك احتفال عيد الحصاد بالسخرية من صور الرئيس الذى وقف خطيبًا فى جرن قمح، وأمامه المنصة الرئاسية التى وصل إليها عبر سجادة حمراء، وذهب ليحتفل بعيد القمح فى قرية 15 بنجر السكر، وقام النشطاء بالرد على الأرقام الكاذبة التى نطق بها الرئيس ووضعوا فى مشاركاتهم روابط لمواقع حكومية تتضمن الإحصائيات الرسمية لإنتاج القمح فى مصر خلال السنوات الماضية، وقدمت مدونة أحمد عصمت تعليقًا وقف «الإخوان» عاجزين عن تكذيبه أو الرد عليه وقال أحمد عصمت فى تعليقه: إن الرئيس مرسى ادعى أن محصول العام قبل الماضى 5.5 مليون طن.. بينما هو 8.4 مليون، وادعى الدكتور مرسى أن انتاجية الفدان كانت 10 أرادب لكن هذا الرقم المتدنى لم يحدث منذ 1985، وقال إن متوسط انتاجية الفدان بالأردب من15-17 أردبًا لكل فدان أى من 2.2 وحتى 2.64 طن للفدان وهو رقم من المستحيل تجاوزه، الرئيس قارن بين أردب الأرز الأبيض ووزنه 125 كجم وبين أردب القمح الذى يزن 150 كجم، وقال الرئيس إنه يطمح خلال سنتين أن يصل الإنتاج المحلى ل12 مليون طن أى أن الرقعة الزراعية اللازمة لذلك لابد أن ترتفع من 3.17 مليون فدان لتصل ل4.52 مليون فدان. أى حتمية إضافة 1.35 مليون فدان بداية من اليوم وفورًا، ليس هذا فحسب، زيادة الرقعة الزراعية للقمح تتطلب 900 متر مكعب لكل طن من القمح المحصود. أى 3.6 مليار متر مكعب سنويًا حجم الزيادة الكلية على رافد النيل البالغ 84 مليار متر مكعب. الرئيس مرسى ادعى أن محصول هذه السنة سيصل ل 9.5 مليون طن على الرغم من أن الرقعة الزراعية تآكلت بنسبة 1.2% والتى تعادل نقص كمية القمح المحصود بنسبة 2.3% منذ الثورة التى أبهرت العالم.. والمضحك أن الكتائب الإخوانية عندما تتحدث عن الزيادة الوهمية فى إنتاج القمح تنسب الإنجاز إلى وزير التموين باسم عودة، مع أن وزارة التموين ليست مسئولة عن الزراعة!! سقوط هيبة الرئيس!! وقبل أن يحزم العام الأول من حكم «الإخوان» حقائبه ويرحل، سبقته فى الرحيل هيبة الرئيس وسقطت من القلوب، وقد يصدق فى الدكتور محمد مرسى قولًا منسوبًا قال فيه: «إذا أراد الله إسقاط حاكم أسقط هيبته من القلوب أولًا» ولم تفلح آلات «الإخوان» الدعائية فى أن تصنع لمندوب التنظيم الجالس فى مقعد الرئيس هيبة، كما فشلت فى تجميل صورته بكل وسائل الكذب والتدليس على مدار عام من الحكم، وأصبحت أقوال محمد مرسى وأفعاله خلال 12 شهرًا موضوعًا دسمًا لرسامى الكاريكاتير، فهناك من رسم مرسى فى صورة قرد يلاعبه مرشد «الإخوان»، وهناك من رسمه فى صورة خيال الحقل، وهناك من رسمه فى صورة بومة كوارث، إشارة لتهكم نشطاء الفيس بوك على الدكتور مرسى بعد الحوادث التى وقعت فى مواقع قام بزيارتها، واتفق عدد من رسامى الكاريكاتير على وضع الرئيس مرسى فى لوحات كاريكاتيرية، تعبر عن الوضع الذى تمر به البلاد فى معرض تحت عنوان «عام على الرئيس المدنى المنتخب»، وأعد العديد من اللوحات التى تنتقد سياسات الرئيس مرسي، ويبرز السلبيات فى أدائه، ودخل السباق رسامو الكاريكاتير العرب والأجانب ونشرت إحدى الصحف الفرنسية، رسمًا يصور الرئيس محمد مرسى على هيئة متسول، وقدم رسام الكاريكاتير الرئيس المصرى محمد مرسى جالسًا على الأرض مرتديًا ملابس قديمة ورثة، وأمامه بعض العملات المعدنية، وجهاز دفع الأموال بالفيزا، وكتب رسام الكاريكاتير عبارة بالفرنسية تعنى، «سيكون هناك المزيد من هذه الأعذار فليس لدى مال!!». وعلى مدار عام كان الهجوم على مرسى ونقد أفعاله هو المانشيت والعنوان الأبرز للكثير من الصحف المصرية بما فيها صحف ومجلات حكومية، وتكررت كثيرًا أوصاف: الرئيس الفاشل، ورئيس الغفلة ورئيس الصدفة والرئيس الهارب، ومرسى يبيع الهوا للمصريين وينفذ أوامر أوباما، ووقفت آليات الدعاية والإعلام الإخوانية عاجزة أمام النقد الكاسح، اضطرت رئاسة الجمهورية واضطرت الجماعة إلى سحب بلاغات إهانة الرئيس، بعد أن أصبح الدكتور مرسى موضوعًا لعشرات الدعاوى القضائية، التى لم ترهب الصحفيين والإعلاميين بل دفعتهم إلى مزيد من الهجوم والسخرية من الرئيس !! وإذا كان رئيس الدولة قد فقد هيبته فى العام الأول، فماذا يكون مصيره إذا استمر فى الحكم للعام الثانى والثالث!! وللحديث بقية..