ابغض الحلال عند الله الطلاق... منذ فترة ليست بالقصيرة هناك ازدياد غريب ومطرد فى حالات الطلاق لأسباب كثيرة وللأسف الكثير منها لأسباب ليست بالشكل الذى يدفع الزوجين للطلاق او طلب الطلاق من أحدهما اى بمعنى انه فى حالات طلاق كثيرة كان يمكن تفاديها.. قال تعالى: (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) [النساء:19]...بالنسبة لأسباب الطلاق وهى كثيرة وتكاد تكون معروفة جميعها لعموم الناس ولكن الاهم هو كيف يمكن تفادى الوصول لحالة الطلاق. أولا: لابد من التدقيق فى الاختيار جيدا عند التفكير فى الزواج لاختيار الزوج او الزوجة اللذين يكونا لديهما نقاط كثيرة متفقة سلوكيا واخلاقيا ودينيا وعلميا وفكريا واذا اختلفت مسافات بعض هذه النقاط لابد وأن يتفق الطرفان على قبول هذه الاختلافات حتى لا يأتى احد الطرفين ويعلن بعد الزواج انه كان لا يقبل تلك النقطة طالما تمت مناقشتها قبل الزواج وتم الاتفاق على قبولها من الطرفين. ثانيا: لابد من المكاشفة والمصارحة مهما كانت آلام هذه المكاشفة والمصارحة لتكون العلاقة الزوجية مبنية على اسس سليمة وصحيحة والصدق منجِّى مهما كانت درجة ألمه مع وعد من الطرفين بعدم فضح تلك المكاشفة فى حالة عدم القبول من أى من الطرفين للزواج والتى وجدت اسبابها لدي احدهما اثناء جلسات التعارف او الخطوبة واذا وجد احد الطرفين ان هناك عناء شديدا لذكر تلك المصارحة او المكاشفة او خشى من تبعاتها فله ان يرفض او ترفض الارتباط دون إبداء اسباب إذا شعر أن الطرف الآخر لن يتقبل تلك المصارحة او المكاشفة حتى لا تبنى العلاقة الزوجية على خداع من أحد الطرفين قبل الاخر. ثالثا: فى حالة اكتشاف كذب او عدم مصارحة احد الطرفين للآخر قبل اتمام الزواج اذا كان الكذب فى نقاط ممكن قبولها وتكون مقبولة لغالبية المجتمع فيمكن للطرفين قبولها وخاصة إذا أثمرت العلاقة الزوجية اولادا حتى تسير الحياه طالما كانت نقاط فعل يمكن قبولها وليست مؤثرة ولابد وان يتنازل الطرفان قليلا حتى تستمر الحياه الزوجية وخاصة ان الطلاق أضراره النفسية والأدبية ستكون عواقبها وخيمة على الطرفين أو على أحدهما وبشكل مؤكد على الاولاد وهم ثمرة الحياه الزوجية وهم يستأهلون لتقديم كثير من التضحيات وايثارهم وسموهم على أى مشكلات. رابعا: لو تم اكتشاف عدم صدق احد الطرفين فى نقاط كبيرة وهامة لا يغفل اغلبها المجتمع الذى نعيش فيه هنا لابد من وقفة عميقة مع النفس للطرف المتضرر فاذا كانت العلاقة الزوجية اثمرت اولادا فيمكن اعادة التفكير كثيرا قبل هدم العلاقة الزوجية حرصا على مصلحة الاولاد لأنه فى كثير من الاحيان قد يفسد الولد او البنت بالاتجاه الى المخدرات او الانحراف او سوء السلوك او المرض النفسى بسبب الطلاق والاعتياد على الطلاق ومظاهره فنجد الولد او البنت قد يقع فى نفس المشكلة عند زواج اى منهما وتلك الاثار المدمرة قد لا تظهر فى الوقت القريب ولكن ممكن تظهر على المدى البعيد. خامسا: يفضل ان يحتفظ الزوجان بأسرارهما الزوجية او اى مشكلات تحدث داخل المنزل سواء المتعلقة بالعلاقة الزوجية نفسها او بأولادهما ولابد أن يترك الزوجان مساحة زمنية ليست بالفترة الطويلة لإعادة تفكير كل منهما فى الاسباب الحقيقية للمشكلة دون ترك منزل الزوجية وكيفية ايجاد الحلول لها ويفضل الحلول المشتركة والتى تتضمن قدرا كبيرا من التفاهم لابد أن يحرصا عليه تماما. سادسا: ونأتى لنقطة من يبدأ بالكلام مع الاخر.. يا ليت من يشعر بالخطأ او بدايته للخطأ ان يبدأ فورا فى الحديث مع الاخر فاذا كان الضرر النفسى كبيرا لاحد الزوجين يمكن افتعال لحظة رومانسية يتم الاتفاق عليها قبل الزواج بان يتم على سبيل المثال بوضع بونبونيرة بالمنزل او علبة صغيرة معروف مكانها بالمنزل يتم وضع احد الزوجين الذى يشعر او يرغب فى المصالحة ليصلح خطأ كبيرا صدر منه تجاه الطرف الاخر مثل عملة او كرة صغيرة داخل تلك العلبة او البونبونيرة وعلى الطرف الاخر عندما يراها ان يقبل المصالحة فورا بشكل يزيل كثيرا من اسباب الخصام ويعيد العلاقة الزوجية لأصلها الطيب ولو حتى لبداية الجلوس و النقاش المحترم لعلاج تلك المشكلة ولو حتى كانت كبيرة نوعا ما لاحد الطرفين. سابعا: على الوالدين لكل زوج او زوجة او اقارب كل منهما عدم التدخل بشكل يضر العلاقة الزوجية بل يستحسن ولن يضير ايا منهم لو اتى فى بادئ الامر مع الطرف الاخر بشكل تخيلى على شكل كروس يعنى علامة× اى يقف والد ووالدة او قريب كل زوج مع الطرف الاخر لحين الوصول لحل عادل يرضى الاطراف جميعها بعد سماع كل من الزوجين بشكل كاشف لأسباب المشكلة ومن المخطئ الحقيقى او الغالب فى الخطأ بشكل يستغرق خطأ الاخر واذا لزم تدخل طرف اخر عادل بينهما يقبله الجميع فلا مانع ولكن ارجع واذكر حضراتكم الافضل عدم خروج اى مشكلة زوجية خارج حدود منزل الزوجين ولابد وان يتعودا على حل مشكلاتهما ومشاكل اولادهما بنفسيهما دون تدخل احد من خارج المنزل مهما كانت درجة قرابته وهو هام جدا. ثامنا: يجب ان يبتعد الطرفان (الزوجان) من تحرير المحاضر المتبادلة لانها تترك أثرا فى النفس لا ينتهى بسهولة للزوجين وللأولاد ويحتاج للكثير من قوة النفس لنسيانها حتى ولو تم التصالح. تاسعا: من المستحب دائما ان يتذكر احد الزوجين الآخر بهدية بسيطة حتى ولو كانت كلمة طيبة متبادلة كل فترة لأنها تحافظ على حبال الود وأواصر العلاقة الطيبة بين الطرفين. عاشرا: لا تجب أبدا المقارنة بين حياة الزوجين والعلاقات الزوجية الأخرى ماديا او معنويا لأن كل علاقة زوجية لها ظروفها ومبرراتها وهى قسمة ونصيب أراده الله سبحانه وتعالى لكل فرد لأنه اعلم منا بحال وظروف الجميع بل ان ابتلاءات الزواج كثيرة وهى بمثابة اختبار من الله سبحانه وتعالى للبشر. وفى الآخر الحياة والعمر مهما طال فهو قصير فلابد وان يعى الجميع اننا فى دار اختبار من استطاع النجاح فى اختبار الدنيا ظفر برضا الله سبحانه وتعالى وظفر بجنة الفردوس الاعلى ان شاء الله واسرته اذا احسن العمل والتعامل بالدنيا.. والدين المعاملة فلابد أن يعى الزوجان ما هو الدور المطلوب من كل منهما فى حياتهما الزوجية طبقا لقواعد واسس دينه وما جرت عليه الاعراف فى ذلك الشأن. وإلى وقفة أخرى الاسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.