غدا الخميس 13 أغسطس ذكرى وفاة العظيم طلعت باشا حرب الذي ولد بالقاهره في 25 نوفمبر 1867 وتوفي 13 أغسطس 1941 ليمر على وفاته 79 عاما، وقد شرفت بزيارة ضريحه خلال هذا الاسبوع وسيظل طلعت حرب ابو الاقتصاد المصري. وكان الاقتصاد المصري في عصر الاحتلال الانجليزي يعاني من سيطرة الأجانب على الأوضاع الاقتصاديه في الصناعه والزراعه والتجاره والتحكم في النظام المصرفي والبنوك واعمال التأمين والمرافق العامه. وكان حلم طلعت حرب ان يواجه المحتل الانجليزي على جبهة الاقتصاد وفي عام 1909 تمكن مع مجموعه من أصدقائه من تأسيس بنك التضامن المالي وكان خطوه لاقامة بنك وطني. واجه طلعت حرب تحديات داخليه وخارجيه وحملات تشكيك وتصدير للاحباط ولكنه تمسك بحلمه. وفي 8 مارس 1920 تمكن مع ثمانيه من أصدقائه من توقيع عقد ابتدائي لتأسيس شركة مساهمة مصرية باسم بنك مصر برأس مال قدره ثمانون ألفا من الجنيهات موزعه على 20 الف سهم كل سهم قيمته 4 جنيه. وفي 3 أبريل 1920 صدر المرسوم العثماني بتاسيس شركة مصرية باسم بنك مصر وكان عدد المساهمين 126 وبدأت معركه كبيره ضد الاحتلال الانجليزي خاضها طلعت حرب مع الشعب المصري وأسس فروع للبنك في مصر وسوريا ولبنان وفرنسا والمانيا. ثم بدا في معركة التنميه برؤيه وطنيه واجتماعيه فأسس عدد من الشركات في عدد قليل من السنوات.. وبدأ بمطبعة ومكتبة مصر عام 1922 شركة مصر لصناعة الورق برأس مال 200 الف جنيه شركة مصر لحليج الاقطان 2اكتوبر 1924 برأس مال 30 الف جنيه شركة مصر للنقل والملاحه اغسطس 1925 برأس مال 150 الف جنيه شركة مصر للتمثيل والسينما عام1925 وانشئت استديو مصر الشهير شركة مصر للغزل والنسج بالمحله الكبرى في 26 أغسطس 1927 على مساحة مائة فدان وعمل به وقت افتتاحه 12 الف عامل شركة مصر لصناعة الكتان شركة مصر لمصايد الاسماك شركة مصر للسياحه شركة مصر للطيران شركة مصر للتامين شركة مصر للمستحضرات الطبيه وغيرها من الشركات وفي عام 1939 واجه بنك مصر وشركاته ازمة مالية نتيجة سحب المودعين أموالهم بسبب نذر الحرب العالميه الثانيه وكانت فرصه للمحتل الأجنبي فرفض البنك الأهلي وكان وقتها البنك المركزي ومديره اجنبي مساعدة بنك مصر ورفض وزير الماليه المصري ثم اشترطا لمساعدة البنك استقالة طلعت حرب من البنك فاستقال فورا وقال قولته الشهيره فليذهب طلعت حرب ويبقى بنك مصر وذهب الانجليز وأعوانهم وبقي طلعت حرب في قلوب المصريين وضمير الوطن. لم يكن طلعت حرب اقتصاديا فقط بل مفكرا وداعما للحياة الثقافية والفنية فألف كتاب عن قناة السويس، وتربية المرأه والحجاب، دول العرب والاسلام بالاضافة لعشرات المقالات والخطب في المناسبات المختلفه . ومن مواقفه طلبت ام كلثوم مقابلته لأمر هام وقالت له انها متعاقده مع شركة لطبع وتوزيع اغانيها، وأن الأخيرة تعاملها كمطربة درجة تانية، فنصحها بإنهاء التعاقد مع الشركة، فقالت له ان الشرط الجزائي 2000 جنيه، و لاتملك منهم مليما، فامر بسلفة من البنك الفين جنيه لام كلثوم حصلت عليهم قبل خروجها من البنك، وعندما لاحظ قلقها من السداد قال: أغنية واحدة لكي تسدد القرض وزياده، ووقف بجانب عباس العقاد عندما الف كتاب عن سعد زغلول، ورفضت دور النشر توزيعه وتعرض لخسارة كبيرة، فأمر طلعت حرب أن تتولي مطبعة مصر توزيعه، واشتري كل النسخ . وساهم في دعم المسرح القومي وكلف الفنان الكبير سيد درويش بتلحين روايات المسرح ب400 جنيه للرواية، ودعم اصدار مجلة آخر ساعه ب 100 جنيه، وسدد ديون مجلة روز اليوسف بعد تكرار مصادرتها وتعرضها لخسائر كبيرة، وفي عام 1960 كرمه الزعيم جمال عبد الناصر بوضع تمثاله في مكانه الحالي ميدان طلعت حرب.