كتاب إسرائيلي خطير يكشف تفاصيل المخطط الصهيوني الكامل في منطقة حوض النيل لا يمكن لاحد أن ينكر أن لإسرائيل دور رئيسي وبارز في الإضطرابات والفوضي والخلافات التي تنشب من حين لآخر في منطقة حوض النيل، فهذه الدولة تضع نصب عينيها مياه هذا النهر الهام، ودائماً ما يعترف قادتها أن منطقة حوض النيل تمثل بعداً استراتيجياً هاما للدولة العبرية، وخاصة ان مياه النيل تعتبر ورقة هامة تلعب بها تل أبيب أمام مصر، وذلك كله رغم أن إسرائيل لا تقوم بالكشف عن انشطتها في تلك المنطقة بشكل رسمي بل تقوم بذلك في الخفاء. ونجد أن أكبر دليل علي ذلك الإتهامات التي وجهت لإسرائيل بأنها تقف خلف توقيع عدد من دول حوض النيل لإتفاقية منفردة لإعادة توزيع مياه النهر رغم إعتراض كل من مصر والسودان.وفي محاولة منا لكشف حقيقة ما تقوم به إسرائيل من مخططات صهيونية خطيرة في منطقة حوض النيل، وفي كتاب إسرائيلي خطير صدر قبل اعوام باللغة العبرية في تل أبيب للخبير الإستراتيجي الإسرائيلي 'أرنون شوفير' يتناول فيه مشكلة المياه في الشرق الأوسط بشكل عام، ويركز بشكل خاص علي مشكلة النيل ويفرد لذلك جزء ً كبيراً من صفحاته. ومن اهم ما تضمنه كتاب 'صراعات المياه في الشرق الأوسط' إعتراف مؤلفه صراحتاً بوجود مصالح إسرائيلية ليست بالهينة ووجود مخططات صهيوينة في منطقة حوض النيل. وهو الأمر الذي سنقوم بالكشف عنه هنا من خلال رصد ما جاء بالكتاب عن علاقات الدولة الصهيونية بدول حوض النيل ونظرتها لها. في البداية يؤكد المحلل الإسرائيلي 'أرنون شوفير' أن لإسرائيل مصالح استراتيجية وسياسية كبيرة في منطقة حوض النيل، ويدعي أن نسب توزيع المياه بين دول نهر النيل لها تأثير مباشر علي إسرائيل. مما يُعد اعترافاً صريحاً منه بان لبلاده أصابع 'وطبعا هذه الاصابع يتضح انها ثمة كل الخونة ' خفية في دفع دول المنبع إلي توقيع اتفاقية منفردة لإعادة توزيع مياه النيل. النيل- سلاح إسرائيل الإستراتيجي ضد مصر: ويدّعي الخبير الإستراتيجي الإسرائيلي 'أرنون شوفير' في كتابه أنه من مصلحة إسرائيل أن النيل يمثل شريان الحياة بالنسبة لمصر، لأن هذا الأمر منح الدولة الصهيونية تفوقاً تكتيكياً واستراتيجياً أثناء حروبها السابقة مع مصر، ففي حرب الإستنزاف مثلاً قامت إسرائيل بضرب سد نجع حمادي وسد إسنا وخطوط الكهرباء الرابطة بين أسوانوالقاهرة، الأمر الذي دفع مصر إلي تغيير خططها، وإضطرها إلي إرسال قوات لحماية السد العالي من أي هجوم إسرائيلي، الأمر الذي أدي إلي تقليل حدة الضغوط والهجمات المصرية التي كانت تتعرض لها إسرائيل علي خط القناة. وهنا يكشف الكاتب عن المخطط الصهيوني المتعلق بمصر والذي يأتي ضمن مخطط وإستراتيجية أوسع تشمل كافة دول حوض النيل.حيث يكشف هذا الكتاب – الذي يُعد وثيقة إسرائيلية خطيرة - ان موجات الجفاف المتعاقبة التي تعرض لها حوض النيل، بالإضافة إلي الزيادة السكانية المرتفعة في مصر، ادت إلي عدم تمكن مصر من توفير اكتفائها الذاتي من الغذاء. وبالتالي اعتمدت علي دول أخري لتوفير الغذاء لسكانها. الأمر الذي جعل مصر ترتبط بدول خارجية وخاصة الولاياتالمتحدة التي تُعد أكبر منتج للغذاء في العالم, ويري الخبير الصهيوني أنه كلما زاد إعتماد مصر علي الولاياتالمتحدة، وهو الامر الذي نراه في ازدياد مستمر رغم قيام ثورة يناير الكبري والتي تطالب بتوفير غذائنا من انتاجنا وحتي الان ما نراه هو زيادة العلاقات بين الاخوان والامريكان وكلما كان هذا الامر في صالح إسرائيل لانه يضمن استقرار اتفاقية السلام الموقعة بين القاهرة وتل أبيب.كما يري المخطط الصهيوني المرسوم بعناية أن أزمة المياه في مصر ستضطرها إلي إجراء اصلاحات اقتصادية وإلي ترشيد استهلاك المياه. وهو ما قد يصبح سبباً لتعاون كبير بين مصر وإسرائيل، لأن إسرائيل تمتلك خبرة واسعة في كلا المجالين ويمكن لمصر أن تستفيد منها في هذا الأمر. وفي نفس الوقت تري إسرائيل أن من مصلحتها حدوث أزمة مياه في مصر، لأن ذلك سيدفع مصر إلي الإنشغال في صراعات بهذا الشأن مع جيرانها في منطقة حوض النيل، الأمر الذي سيقلل من تدخلها في شئون وقضايا العالم العربي. وهو ما تريده إسرائيل بالضبط. ولكن رغم ذلك لا تخفي عناصر إسرائيلية قلقها من أن تؤدي أي أزمة مياه قد تتعرض لها مصر من تنامي قوة العناصر المتطرفة التي تعارض إتفاقية السلام مع إسرائيل. هذا ويتطرق الكتاب إلي نقطة هامة أخري تتعلق بسيناء، حيث يتوقع المحلل الإسرائيلي ان نشهد في عام 2015م إنتقال آلاف المزارعين والفلاحين المصريين للإقامة في سيناء بالقرب من الحدود المشتركة مع إسرائيل، نتيجة مشاريع التنمية التي تتم في سيناء والتي من ضمنها مد ترعة السلام إلي مدينة العريش. وهنا يوضح أن هذا هو السبب الحقيقي-الغير معلن- الذي دفع رئيس الأركان الإسرائيلي إلي إصدار قراره الخاص ببناء جدار حدودي فاصل علي طول الحدود المصرية-الإسرائيلية منذ عام ونثف تقريبا، وذلك حتي يضمن حماية إسرائيل استعداداً لأي تداعيات قد تحدث نتيجة لأمر كهذا. ونجد أنه يوجد في إسرائيل حالياً فريقين ينظر كل منهما نظرة مغايرة لهذا الأمر. فلأن توطين هذا العدد الضخم من المزارعين المصريين في سيناء بالقرب من الحدود الإسرائيلية سيؤدي إلي إحداث تغيرات استراتيجية كبيرة في المنطقة، نجد ان هناك إسرائيليون ينظرون نظرة تشاؤمية لهذا الموضوع، حيث يرون أنه في حال وقوع مواجهات مستقبلية بين مصر وإسرائيل لن تتمكن إسرائيل من إعادة سيناريو حربي 48 و 67 وستجد القوات الإسرائيلية صعوبة في الزحف بتجاه قناة السويس نتيجة لوجود هذا العديد الضخم من المزارعين المصريين الذين سيشكلون جبهة صد أمامية لمصر. أما الفريق الإسرائيلي المتفائل من هذا الأمر فيري أن الإستثمارات الضخمة التي استثمرتها مصر علي مدار 25 عاماً في جنوبسيناء، بالإضافة إلي الإستثمارات الحالية التي يتم إستثمارها في شمال سيناء سيزيدان من رغبة مصر في التحاور مع إسرائيل ويجعل من مصلحة مصر زيادة حرارة السلام بين البلدين حفاظاً علي تلك الإستثمارات خاصة بعد العمليات الاخيرة والوعود التي قطعها النظام الحالي علي نفسع في تنمية سيناء. وهو ما يدفعنا الان لطلب الكشف عن حقيقية خطف وقتل الجنود باسرع وقت ممكن فيمكن. ويشير الكتاب أنه مع توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ظهرت اقتراحات تطالب بتوصيل مياه النيل إلي قطاع غزة الذي يعاني فقراً مائياً شديداً، وإلي النقب وإلي الأردن. ولكن الكاتب يري أن هذه الفكرة لن تتحقق أبداً نتيجة لسببين: الأول: يتعلق بالنقص الشديد في المياه الذي تعانيه مصر. والثاني: يتعلق بإعتراض دول حوض النيل وخاصة أثيوبيا علي هذه الفكرة. وفي النهاية يكشف الكاتب الصهيوني عن نظرة إسرائيل للسد العالي، حيث تري الدولة العبرية أن هذا السد يشكل خطراً أمنياً كبيراً علي مصر، لأن تدميره نتيجة ضربة عسكرية أو كارثة طبيعية –زلزال - او انهيار سد النهضة- ستؤدي إلي إغراق مصر بأكملها، بالإضافة إلي قطع التيار الكهربائي عن مصر. وهنا يزعم أن من أسباب توقيع مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل، هو خشيتها من ان تقوم إسرائيل بضرب السد العالي بقنبلة نووية. ويقول الكاتب الإسرائيلي أن مصلحة إسرائيل الإستراتيجية تقضي بعدم سيطرة الدول العربية علي البحر الأحمر.. لذلك تعمل الدولة العبرية-من خلال مخطط قديم-علي فرض سيطرتها ونفوذها علي الدول الغير عربية المطلة عل ي هذا البحر ومساعدتها بكل إستطاعتها. وخاصة دولتي اريتريا وأثيوبيا. التين تكتسبان ميزة اضافية لدي لإسرائيل تتمثل في كونهما أيضا من دول حوض النيل. ويكشف الكتاب عن نوايا إسرائيل بشكل واضح وجلي من خلال تأكيده علي ان إسرائيليهمها زيادة حصة أثيوبيا من مياه النيل، لأن هذا الأمر يعني من وجهة النظر الإسرائيلية إعادة تقسيم حصص دول الحوض في مياه النيل بشكل عادل. ويؤكد الخبير الإسرائيلي أنه لخشيتها من أي رد فعل مصري، تقوم إسرائيل بتنفيذ مخططاتها في أثيوبيا وأريتريا بشكل حذر حتي لا تثير غضب القاهرة. خاصة وان هناك العديد من التقارير التي تتهم إسرائيل ببناء عدد من السدود علي النيل الأزرق في أثيوبيا. المخطط الإسرائيلي في دول المنبع: يعترف 'أرنون' بان إسرائيل أقامت علاقات قوية ومتينة مع دولة كينيا، لوجود منابع نهر النيل به، وكذلك مع أوغندا التي توجد بها بحيرة فيكتوريا وسد 'اوان'. ويشير الكاتب في هذا السياق إلي انه خلال حقبتي الستينيات والسبعينيات خشيت مصر من أن تقوم إسرائيل بإغلاق سد 'اوان' وبالتالي عدم تدفق مياه نهر النيل إلي مصر، فقامت القاهرة بإرسال فريق من الخبراء والمتخصصين المصريين إلي أوغندا. حيث يتواجدون بشكل دائم من ذلك الحين عند هذا السد لضمان تدفق مياه النيل الأبيض بشكل منتظم. ويكشف الكتاب عن المخطط الإسرائيلي في تلك الدول والذي يتضمن اهتمام إسرائيل بإحداث تنمية اقتصادية وزراعية في تلك الدول، ويشير إلي ان مصر فطنت إلي هذا الأمر، لأن مثل هذه التنمية ستكون مرتبطة بمياه النيل –وهو ما تريده إسرائيل بالطبع. المخطط الإسرائيلي في السوادن: من المعروف أن السوادن تٌعد دولة معادية لإسرائيل، ولكونها كبري دول حوض النيل وضعتها إسرائيل ضمن إهتماماتها. حيث كان للدولة العبرية دور بارز في الحروب الأهلية التي تشهدها السودان، وخاصة تلك التي وقعت بين المسيحيين في الجنوب والحكومة المركزية المسلمة في الخرطوم، وقد نجح المخطط الصهيوني الذي تنفيذه منذ بداية التسعينيات في تحريض الجنوبيين علي عدم التوصل إلي أي تسوية مع حكومة الخرطوم، ودعمهم بالسلاح و الإنفصال عن السودان. لذلك يكشف مؤلف الكتاب بشكل صريح أن إسرائيل تشعر بالسعادة البالغة إذا يعدما تم الإعلان عن إقامة دولة مسيحية مستقلة في حنوب السودان، لأن ذلك ضمن لإسرائيل وضع يدها علي مصادر المياه هناك.