حاولت طوال الايام الماضية ان ارصد في اعلامنا ماهي القضية الوطنية التي يناقشها الاعلاميون ورجال السياسة والفكر بعد وصول مرسي للحكم، كنت اجتهد وادخل نفسي في مرحلة عصف ذهني، هل نحن نناقش قضايا ونبحث ازمات حقيقية ام نصنع خلافات ونستمتع بصناعتها ونتوهم نجاحات ونندفع لتحقيق المزيد منها، جالت بعقلي الفكرة عندما شاهدت الرئيس محمد مرسي ينزل الي مطار اديس ابابا: اليست هذه هي اثيوبيا التي تمدنا هضبتها ب 85%من احتياجاتنا المائية وهي ايضا التي تشيد سد النهضة رغما عن كل الاتفاقيات الدولية وتخطط لحرمان شعبنا من المياه، سد النهضة سوف يحتجز 62مليارمترمكعب من المياه ويمكن ان يجفف نهرالنيل في السنوات الخمسة الاولي التي يحتاجها السد للتخزين، ويمكن ان يمسح الخرطوم والولايات الشمالية في السودان، اذا انهار خلال ثلاث ساعات ويقضي علي اسوان خلال 18يوم وينهي محافظات الصعيد بعدها بأيام، اما إذا استمر السد معافا سليما فلن يكون لدي الشعب المصري القدرة علي الحياة، ماذا نفعل إذن، هل نستمر في ثقافة فرش الملاءة ونلعن ونسب في مرسي وجماعة مرسي واولاد مرسي، ونتجنب حشد طاقات وعقول المصريين للبحث في كيفية الخروج من هذه المصيبة، البعض يعتقد ان عقله لايجب ان ينصرف الان عن كيفية اسقاط مرسي، حتي تحول الامرالي ثقافة وطريقة في التفكيرواستسهل الناس الشتيمة علي التفكير والسباب علي البحث العلمي، وكأن الطوفان عندما يأتي سوف يأخذ مرسي وجماعته ويتركنا ننعم بسعادة النصر، قلت مع عدد من الاصدقاء بنقابة الصحفيين، كيف نخرج من مصيبة سد النهضة الاثيوبي، قال معظمهم اننا مشغولون بكيف نخرج من مصيبة نهضة الاخوان أولا، قلت أتمني أن نتوقف قليلا وبعد أخذ نفس عميق جداً، نتحدث حول طريقتنا في الحياة وطريقتنا في التفكيروهل هي صالحة لحماية شعبنا من الكوارث الكبري أم أننا نحن مدعي الثقافة من نجلب لهذا الشعب تلك المصائب، إذا كان البعض يفرح بقرب إعلان إفلاس مصر ويهلل لقطع الطرق وحرق المنشات وعدم استقبال الرئيس بشكل لائق، فانني اعتقد ان هذه هي ملامح شعب يوشك علي الهلاك والإنقراض، وهي بالضبط أشبه بمرحلة نهاية دولة المسلمين في الاندلس عندما كان الاسباني يقول لجمع منهم ابقوا في مكانكم حتي اجيئ بسيفي لقتلكم فينتظروا حتي يفصل رؤسهم.