انتابني الحسرة والألم والحزن بالأمس وأنا أشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو منتشر لفتاة كويتية تُدعى ريم الشمري تهاجم المصريين العاملين بالكويت ، الفيديو ينضح سِماً وكلامها ينم عن حقد لم نعهده على أخوة المصير والدم والدين والنسب الكويتيين ، فيديو ( الشمري ) مُلء إهانات وإساءات لمصر ودورها التاريخي والمعايرة بفقر شعبها وأنهم مأجورين وخدم، الفيديو أحزن الغالبية إن لم يكن كل المصريين والذي تزامن مع عيد الفطر المبارك ، فيما انبرى غالبية الشباب الوطني المصري المتحمس في الرد على هذه الإهانات والإساءات ، فمن المصريين من عَدَ هذا الخطاب من قَبِيل الكراهية والحقد ، ومنهم من عَدَ الخطاب من باب المعايرة والمكايدة وأنه لا يجوز بأي حال من الأحوال معايرة لا المصريين ولا غيرهم طالما أنهم دخلوا الكويت بطريقة شرعية ووفق تعاقد معروف سلفا ، وأخرون طالبوا في تغريداتهم بضرورة تدخل الحكومة الكويتية الشقيقة لمنع هذا التجاوز والتطاول على اعتبار أن من يصدر منهم هذا التطاول هم من أبناء الكويت ، بينما قال أخرون ألم نكن في طليعة القوات التي حررت الكويت من براثن الاحتلال العراقي ؟ ألم يكن أطباؤنا ومعلمونا في مقدمة من ذهبوا للكويت في خمسينات القرن الماضي بناء على طلبهم أنفسهم لبناء المستشفيات والمدارس لتخريج أجيال منهم لتحمل المسؤولية ؟ . يا سادة الشعوب العربية شعوباً مسالمة لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار الآتي : أولاً : يقيني أن هذه السيدة لا تعبر بحال من الأحوال عن غالبية شعبنا الكويتي الشقيق والمحترم ،والذي بيننا وبينه أواصر المحبة والاحترام منذ قديم الأزل ،كما أن السيدة ( الشمري ) لا تعبر عن الحكومة الكويتية التي تكن لنا ونكن لها كل معاني التقدير . ثانيا : هذه الفيديوهات يجب فوراً أن تتوقف سواء من الكويتيين أو من غيرهم ، وهم قلة من شباب الخليج الموتورين الذين يسعون بقصد أو بدون قصد إلى الشهرة والإساءة للعلاقات بين الشعوب الذين يجمعهم مصير وهدف واحد ، ثم لماذا تأتي المعايرة إلا من العرب فقط مع العلم أن لنا عمالة في كل أرجاء العالم ؟ . ثالثاً : يجب وبصدق على الحكومة الكويتية وغيرها من حكومات الخليج أن تتصدى وبقوة لكل من يسئ للعلاقات بيننا وبينهم ، وأول من يجب التصدي لهم السيدة صفاء الهاشم عضو مجلس النواب الكويتي وهي ممن يكنون الحقد والكراهية لمصرنا العزيزة بدون مبرر. رابعاً : لا أحب أبداً لغة التنابذ والتناحر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا بيننا وبين الكويتيين ولا غيرهم ، هذه الأشياء من شأنها زيادة الفرقة والضغينة بين أبناء الجسد الواحد ، وهذا أمر منهي عنه بل جريمة كبرى استوجبت قول الله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) سورة الحجرات الآية (11)قيل نزلت هذه الآية في وفد بني تميم ، كانوا يستهزءون بفقراء أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل عمار وخباب وبلال وصهيب وسلمان وسالم مولى أبي حذيفة ، لما رأوا من رثاثة حالهم . الفقر ليس عيباً يا أبناء الكويت ويا عرب ، لسنا عالة عليكم ولا على غيركم ، لسنا مأجورين ولا خدامين كما تدعي( الشمري) ، المأجورين لا يكرمهم الله بذكرهم في القرآن الكريم كما ذُكرت مصر أكثر من خمس مرات تمجيداً وتكريماً ، في الشدائد لا تنسى مصر الكنانة أشقائها ، فمن لجأ إليها وجدها حِصنا له ، ومن جار عليها قسمه الله ، حفظك الله يا مصر شعباً عظيماً معطاءً أرضاً خَيِراً جيشاً مُنصفاً سَنداً للمظلومين