ومع استمرار حالة الخوف المصاحبة لانتشار فيروس "كورونا" وبعد أن دخلنا رسميًا مرحلة الذروة وأصبحنا نسجل قرابة ألف حاله كل يومين؛ تطفو علي السطح، وبقوة، مشكلة اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة والدبلومات الفنية والثانوية الأزهرية ليجد أكثر من مليون طالب أنفسهم مضطرين للنزول في توقيت واحد إلى الشوارع وركوب المواصلات العامة من أجل الوصول إلى لجان الامتحان في كل شبر من أرض مصر بشكل قد يزيد من احتمالية الإصابة أو نقل العدوى لهم ولذويهم في البيوت.. لماذا لا ننتظر قليلًا حتى انحسار الفيروس ولو جزئيًا؟ لماذا لا يتم تأجيل الامتحانات شهرا علي الأقل، من باب أن درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع؟ تصريحات متداولة يوميًا بهذا الشأن وحالة من الترقب والقلق في مئات الآلاف من البيوت المصرية انتظارًا للقرار النهائي الذي قيل إنه سيصدر بهذا الشأن في منتصف مايو الحالي فهل يكون القرار رحيمًا بأعصاب هؤلاء الطلاب وأسرهم ويمنحهم فرصة إضافية للاستعداد لهذا الامتحان الحاسم والمحدد لشكل مستقبلهم التعليمي خاصة بعد أن توقفت الدراسة منذ شهرين وتم إغلاق كل المراكز التعليمية التي كانوا يعتمدون عليها بشكل كبير في تحصيل المناهج ومراجعة ما درسوه. سمعنا عن استعدادات طيبة لوزارة التعليم بالتعاون مع وزارة الصحة لتعقيم اللجان وتأمين الطلاب وبتكلفه عاليه جدا سوف تتحملها الدولة ولكن يبقي السؤال : لماذا العجلة في توقيت تعلن فيه وزارة الصحة أننا في ذروة الوباء؟ لعل الأمر يختلف بعد دخولنا في فصل الصيف ويقل الوباء فلماذا الإصرار علي عقد الامتحانات في بداية يونيو؟ لماذا لا يكون منتصف يوليو مثلًا مع الأخذ في الاعتبار أننا في ظروف غير عادية تستوجب درجة عالية من المرونة حتى ننتهي من هذا العام الدراسي بشكل آمن ونستعد لعام دراسي جديد بدون أن نترك فرصة ولو ضعيفة لحدوث مكروه بين أبنائنا الطلاب .. ماذا سيحدث لو تأخرت بداية الدراسة في العام المقبل أسبوعين أو حتى شهرا مثلا بسبب تأخير امتحانات هذا العام وبالتالي تأخير إجراءات التنسيق وفتح الجامعات ؟ الثابت أنه في مجتمعاتنا الشرقية يكون للعامل النفسي درجة عالية من التأثير خاصة لدى الطلاب في السنوات الفاصلة كالثانوية العامة ولدى الأمهات في المنازل فلماذا لا نمنح هؤلاء قدرا من الوقت يجعلهم يقبلون علي تلك الامتحانات الحاسمة بشكل أكثر هدوءا بعد أن تكون الأزمة قد انحسرت؟ لا نطالب بالكثير ولكن فقط ببعض الوقت الإضافي من أجل درء المفسدة وسد الثغرات التي قد ينفذ منها كل أعداء الوطن ومروجو الشائعات في حالة لا قدر الله إصابة طالب أو أكثر بالعدوى خلال الامتحانات وانتشار مثل تلك الأخبار كالمعتاد علي مواقع التواصل اللعينة . كيف سيكون الوضع حينها؟ وهل سيتم إيقاف العملية في منتصفها أم يكون التأجيل من البداية هو العلاج الوقائي الأمثل في تلك الحالة الاستثنائية ..!! مازال الوقت في صالحنا وما زلنا ننتظر قرارا فاصلا في منتصف مايو ليعلم هؤلاء الطلاب موعد امتحانهم النهائي والإجراءات الواجب اتباعها ليحافظوا علي صحتهم خارج اللجان وداخلها ولكن بشكل واقعي لا يراهن كثيرا علي وعي المواطن فهذا رهان ثبت ضعفه للأسف منذ بداية أزمة "كورونا" فلتكن الرحمة قبل العدل ففي النهاية هذا مستقبل مليون أو أكثر من شباب مصر ويجب أن يكون القرار علي قدر الحدث ومتجاوبا مع الاستغاثات والمناشدات التي نسمعها يوميا من هؤلاء الطلاب وأسرهم .. امنحوهم بعض الوقت فلم يكن عامهم سهلا علي الإطلاق بل كان عاما استثنائيا علي الجميع في كل شيء ... رفقا بهؤلاء الصغار فهم في النهاية أبناء مصر وعلينا جميعا أن نذلل لهم كل العقبات حتى ينتهوا من تلك الامتحانات الحاسمة والمحددة لمستقبلهم دون خوف أو قلق أو إحساس بالظلم .. حفظ الله شباب مصر الواعد .. حفظ الله الوطن