أجازة قصيرة تخللت العام الدراسي قضاها البعض بين المتنزهات والحدائق العامة وقضاها آخرون وسط الكتب الدراسية والمذكرات وملخصات المناهج من أجل الاستعداد للامتحان. ورغم مرور شهر فقط علي بداية العام الدراسي جاءت امتحانات الميد تيرم لتشارك الطلاب عيدهم وتقف حائلا بينهم وبين استمتاعهم بعيد الأضحي.. والأمر سواء في الجامعات والمدارس حيث وجد الطلاب أنفسهم أمام مواعيد مرتقبة لامتحانات الميد ترم وجدول لكل المواد الدراسية وكل الصفوف الدراسية لتأدية امتحان أشبه بامتحانات نصف وآخر العام فلها توقيت محدد ويتناوب فيها المدرسون المراقبة علي الطلاب منعا للغش وحفاظا علي نظام الامتحانات.. الأهرام المسائي رصد استعدادات الطلبة والأساتذة في المدارس والجامعات وكذلك أولياء الأمور لمعرفة المعوقات التي تقف أمام امتحانات هذا العام وإمكانية إجرائها في موعدها خاصة في الجامعات التي لم تنتظم فيها الدراسة إلا مؤخرا بسبب المظاهرات والاشتباكات التي حدثت داخل بعضها.. جامعات زمظاهرات وبينهما إمتحانات كل دكتور حدد الأجزاء اللي هتيجي في الميد تيرم.. بهذه الكلمات بدأ معظم الطلبة حديثهم عن استعدادات امتحان الميد تيرم داخل كلياتهم حيث بدأ الإعلان عن اقتراب موعدها قبل بدء عيد الأضحي, وبنبرة حزن وغضب اتفقوا فيها عن أن امتحانات الميد تيرم شر لابد منه لا يمكن الفرار منه, الأمر الذي يشعر به طلاب الفرقة الثالثة والرابعة تحديدا لأنهم اعتادوا انتظار الميد تيرم بعد شهر من بداية العام الدراسي وقد مروا بهذه التجربة عدة مرات حيث اعتادوا علي4 فترات للإمتحانات طوال العام.. ولكن وفي ظل تأجيل الدراسة في بعض الكليات وتأخر عقد المحاضرات بات الوضع مقلقا للطلبة الذين لم يستعدوا بعد لاستقبال الامتحانات التي يقع عليها جزء لا يستهان به من الدرجة الكلية لكل مادة.. نورهان محمد- طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة- تقول إنه في ظل الأحداث و الأوضاع غير المستقرة التي تمر بها البلاد الأمر الذي أدي إلي تأجيل بدء المحاضرات أكثر من مرة في بداية العام الدراسي تقتراب امتحانات الميد تيرم في بعض الكليات علي الجانب الآخر مؤكدة عدم قدرة العديد من الطلبة علي تأدية هذه الامتحانات كما يجب بسبب الخوف و القلق والمناهج التي يحددها الأساتذة قبل إجراء الامتحان, وتري أنه من الأفضل أن يتم إلغاء هذه الاختبارات ويتم توزيع درجاتها علي باقي اعمال السنة. وتوضح منة حافظ- طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة- أن الأحداث التي نمر بها حاليا ليست بجديدة علي الطلبة لأنهم عاشوا أحداث أسوأ من ذلك بعد اندلاع الثورة لافتة إلي أن حالة الخوف والقلق التي تتملك العديد من الطلبة يجب أن تهدأ قليلا لأن هذه الفترة صعبة ويجب أن نتخطاها بكل صبر و حكمة, وتؤكد علي وجوب استمرار الامتحانات في مواعيها لأنه نظام متبع ولا يمكن أن يتأثر بأي شكل خاصة وأن انتظام المنظومة التعليمية يساعد علي انتظام المجتمع وبناء الدولة من جديد. و ترفض آلاء أحمد- طالبة بكلية الزراعة جامعة القاهرة- إجراء امتحانات الميد تيرم حاليا لأن عدم استقرار الأوضاع أثر علي انتظام العملية التعليمية مما سيؤدي إلي وقوع ظلم كبير علي الطلاب لأن الفترة التي انقضت من العام الدراسي قليلة ولم يتمكن معظمهم من استيعاب المناهج علاوة علي أن بعض الأساتذة لم ينتهوا من شرح جزء كافي لوضعه بالإمتحان وبالتالي قد يلجأ بعضهم لوضع أجزاء لم يتم شرحها بعد لتنهي حديثها قائلة احنا كطلبة معندناش حماس لأي حاجة حتي المذاكرة. ويقول علي محمد- طالب بكلية الألسن بجامعة6 أكتوبر- أن امتحانات الميد تيرم شر لابد منه مؤكدا أن منظومة التعليم العالي في مصر يحكمها عنصر الزمن دون الإهتمام بالتحصيل الدراسي الذي استفاد منه الطالب آخر كل عام وبالتالي يظل طول العام الدراسي يستعد للإمتحانات فهناك امتحان منتصف الفصل الدراسي الأول أو الميد تيرم في شهر نوفمبر أي بعد بداية العام الدراسي بشهر وبضعة أيام ثم امتحان نصف العام في شهر يناير ثم الميد تيرم للفصل الدراسي الثاني في آخر مارس أو بداية أبريل وأخيرا امتحان آخر العام وهي طريقة تجعل الطالب في حسبة برما طول العام الدراسي فهو ينتهي من امتحان ليبدأ الآخر. ويري أنه بتحديد موعد الامتحانات يضطر بعض الأساتذة لإلغاء30% من المنهج الذي يجب أن يدرس نظرا لعدم كفاية الوقت في حين يترك البعض الآخر المنهج بأكمله للطلاب لعلهم يتمكنوا من استيعابه. ويؤكد علي أن التعليم أصبح مرتبطا بمدة زمنية حتي لو ملحقتش تتعلم علي حد قوله, مشيرا إلي أن التعليم الجامعي لابد وأن يعطي للطالب الحق في الدراسة والتعلم حتي لو علي حساب التأجيل. وتري دعاء صفوت- طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة- أنه في ظل الظروف التي نمر بها والعمليات الإرهابية المتكررة وأحداث العنف والشغب في الجامعات, هناك العديد من الطلبة لن تستطيع التواجد في الجامعة وحضور الامتحانات لأن هناك مجموعة منهم تضطر إلي السفر لساعات طويلة نظرا لعدم إمكانية توفير سكن بالقرب من الجامعة أو حتي في المدينة الجامعية, ويزداد الوضع سوءا بالنسبة للطالبات, ولذلك تري دعاء ضرورة إلغاء امتحانات الميد تيرم أو تأجيلها لفترة لحين استقرار الأوضاع. وأعربت أميرة لطفي- طالبة بكلية الاداب جامعة القاهرة- عن استيائها الشديد من اقتراب موعد الميد تيرم في الوقت الذي بدأ فيه العام الدراسي متأخرا في ظل الأحداث الجارية, وأشارت إلي أنها لا تستطيع التواجد في الجامعة دائما و حضور المحاضرات بشكل منتظم بسبب السفر لساعات طويلة قد تمتد من ثلاث إلي أربع ساعات يوميا, وبنبرة استنكار وسخرية شديدة تساءلت ازاي هحضر الامتحانات في الظروف دي ؟! لذلك تتمني أميرة تأجيل الامتحانات مؤقتا حتي تهدأ الأوضاع وأشارت إلي معاناة الطلاب المغتربين التي ازدادت باقتراب الميد تيرم. المدارس فرصة للتعود على الامتحان النهائى في يناير ويونيو من كل عام يستعد الطلاب لأداء امتحانات نصف العام وآخره في مختلف المراحل التعليمية ليتغير الحال منذ عامين عندما بدأ تطبيق نظام امتحانات الميدتيرم في المدارس وهو نظام يستهدف منح الطالب20 درجة من المجموع الإجمالي لكل فصل دراسي وتضع كل مدرسة امتحانا خاصا بها في جميع المواد علي أن يتم التصحيح داخلها.. وطبقا للوصف الوزاري فإن امتحان الميدتيرم عبارة عن تقويم مستمر هدفه تعويد التلاميذ علي امتحان آخر العام الدراسي وقياس قدرتهم علي استيعاب ما تلقوه منذ بدء الدراسة.. هذا الامتحان الذي يطلق عليه الطلبة اسم امتحان التجربة يعتبرونه مفاجأة غير سارة هذا العام حيث تقول هدير رأفت طالبة بالصف الثاني الثانوي أنها مرت بامتحان الميد تيرم في المرحلة الإعدادية حيث كانت تدرس بإحدي المدارس الخاصة التي تضع علي الميد تيرم جزء من الدرجة الكلية بالإضافة إلي أنها كانت تؤثر علي درجات أعمال السنة وبالتالي كانت امتحانات مهمة يهتم بها الطلبة ويستعدون لها. تري أنها تشبه إلي حد كبير امتحانات كل شهر التي اعتادت المدارس تطبيقها ولكن بعد التعديل من خلال فرض نظام صارم للمراقبة وكأنه صورة مصغرة من امتحانات نصف وآخر العام, أما في المرحلة الثانوية فلا يوجد امتحان تجربة ولكن تكتفي المدرسة بالامتحانات الشهرية. وتوافقها الرأي ندي محمد طالبة بالصف الثاني الإعدادي بإحدي المدارس الخاصة حيث تقول أن المدرسة تتبع هذا النظام منذ عامين مؤكدة أنها استفادت منه إلي حد كبير لأنه تتعرف علي أخطائها في المواد الدراسية المختلفة من خلاله, ولكنها تري أن العيب الوحيد فيها أنها تأتي بعد بداية العام الدراسي بوقت قصير, الأمر الذي يتسبب في إصابة الطلبة بالإرتباك الشديد استعدادا لها وتمهيدا لامتحانات الترم. وتري هاله حنفي ولي أمر لطالبة في كلية الإعلام وآخري في المرحلة الإعدادية أنها مرت بتجربة الميد تيرم مع ابنتيها مؤكدة أن امتحانات الجامعة أكثر صرامة وصعوبة خاصة وأنها تؤثر علي التقدير الكلي للمادة أما في المدرسة فتراها مجرد تمرين وتدريب للطالب علي الامتحان النهائي ولا تؤثر عليه بشكل كبير بل يستفيد منها. ويشاركها الرأي عهدي موريس- ولي أمر طالب حيث يري أن امتحانات الميد تيرم مفيدة للطلاب بل أنها تجبر الطالب علي متابعة واستذكار دروسه بشكل مستمر وعدم إهمالها حتي قبل الامتحان النهائي بفترة قصيرة, ولكن مشكلتها الوحيدة في التوقيت السييء الذي يربك الأسر مثلما يحدث هذا العام حيث يقضي الطلبة وأسرهم أجازة عيد الأضحي في مذاكرة واستعداد ودروس خصوصية وهو أمر مرهق للطلبة وأولياء أمورهم معا. أما عن رأي المدرسين باعتبارهم الضلع الأخير في المثلث التعليمي تري رانيا علي مدرسة كمبيوتر بإحدي المدارس الخاصة أن هذه الامتحانات تعقد في بداية شهر نوفمبر مشيرة إلي أن تأخير العام الدراسي هذا العام تسبب في تأخير الإعلان عن مواعيد الإمتحانات. وعن طريقة وضع امتحان الميد تيرم تقول رانيا أن كل مجموعة مدرسين يدرسون مادة معينة يقومون بوضع امتحان وضربت مثلا ب3 مدرسين في المرحلة الإعدادية يقومون بوضع ثلاث نماذج للإمتحانات ليقوم المدرس الأول في نهاية الأمر باختيار مجموعة أسئلة من كل نموذج ليخرج بامتحان موحد لكل الفصول في هذه المرحلة التعليمية لا يراه ولا يطلع عليه أحد حتي موعد إجراء الامتحانات, ولكن هناك بعض المدارس التي لا تتبع هذا النظام وتكتفي بتحديد مدرس واحد لوضع الامتحان الخاص بكل مرحلة. وتوضح أن امتحان الميد تيرم عليه20% من الدرجة الكلية للمادة الواحدة بالإضافة إلي درجة الامتحان النهائي وأعمال السنة وبالتالي لهذا الامتحان تأثيره علي درجة الطالب في الفصلين الدراسيين بنسبة40%, وتري أن الطالب يستفيد منه في التأكد من استيعابه للمنهج حيث يمتحن الطالب في نفس الأجزاء من جديد في الامتحان النهائي وهذا يزيد من درجة فهمه واستيعابه للأجزاء التي سبق وأدي فيها الامتحان. وعن نظام الامتحان تؤكد أن الطلاب يخضعون لوقت محدد ونظام للمراقبة يختلف من مدرسة لآخري ولكنها في النهاية لن تكون بنفس النظام الصارم للإمتحان النهائي. وتقول مريم أبو الدهب مدرسة فصل للمرحلة الإبتدائية- أنها كنت مسئولة عن المراقبة في امتحانات الميد تيرم بالمدرسة لعامين متتالين, وقالت أن أولياء أمور تلاميذ الصفين الأول والثاني الإبتدائي الأكثر اهتماما بهذا الامتحان التجريبي لأنه يفيدهم بشكل كبير في استيعاب المنهج لأنه جديد عليهم نوعا ما ويحتاجون لمزيد من الجهد ليتمكنوا من حفظه وفهمه علاوة علي أن امتحان الميد تيرم يتم علي أساسه وضع درجات أعمال السنة لذا يلقي اهتماما كبيرا من الطلبة وأولياء أمورهم. وتوضح أن المدرس الأول أو الأقدم هو المسئول عن وضع الامتحان وقد يتلقي فقط بعض الاقتراحات من بعض مدرسين المادة إن أراد ذلك. تقويم مهم لتدارك أخطاء العملية التعليمية يقول الدكتور سامي نصار عميد معهد الدراسات والبحوث التربوية سابقا أن الطالب الجامعي والتلميذ في مراحل التعليم ما قبل الجامعي لابد وأن يتم تقويمه بشكل مستمر وليس الهدف من ذلك الخروج بنتيجة النجاح أو الرسوب ولكن يستهدف امتحان الميد تيرم تدارك الأخطاء التي تحدث فيه حيث يعلم النقاط التي أجاد فيها والأجزاء التي لم يستطع استيعابها. ويري نصار أنه في ضوء نتائج هذا التقويم يتم تعديل الخطة الدراسية أثناء العام, ويشير إلي أن الميد تيرم تم تطبيقه بشكل سيء في بعض المؤسسات التعليمية الأمر الذي ساعد علي تفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية, مؤكدا علي أن عنصر المفاجأة غير موجود في امتحانات الميد تيرم لأنه من المفترض أن يكون هناك جدول دراسي يلتزم به الجميع موضح به عدد الأسابيع وموعد امتحان منتصف الفصل الدراسي وآخره وموعد أجازتي نصف العام وآخره أيضا وبالتالي لا مجال لتطبيق الامتحان وفقا لأهواء تلك الجهة ولكن هذا لا يمنع من وجود بعض الاستثناءات التي لا تتبع النظام الموجود. ويؤكد أن الظروف الاستثنائية التي تمر بها الجامعات هذا العام من مظاهرات واعتصامات لابد ألا تؤثر علي مسار العملية التعليمية فالدراسة مستمرة والقواعد ثابتة لا تتغير, الأمر الذي لم يطبق في معظم الكليات مؤكدا أنها لم تبدأ الدراسة حتي الآن وأنه تم تأجيلها إلي ما بعد عيد الأضحي, أما عن المدارس يقول أن الوضع نفسه ينطبق علي امتحانات المدارس ولكن مع مزيد من الإلتزام. رابط دائم :