بدا واضحا للجميع ان هناك في دوائر صنع القرار المتعددة من يراهن علي قضاء الله وقدره في التخلص من الرئيس المخلوع محمدحسني مبارك، وان الحكم علي الرئيس المخلوع بالاعدام او المؤبد ليس واردا في ذهن هذه الدوائر التي تخطط بعناية لبقاء محاكمة مبارك مفتوحة حتي ياتي قدرالله وينزع عزرائيل روحه ويريح الجميع، ويابي عزرائيل ان ياتي ويابي مبارك ان يتخلي عن صفات اسرته التي يعيش رجالهااكثرمن المائة عام وتابي ايضا تلك الدوائران تتراجع عن التسليم بالقدر، والغريب ان هذه القناعة هي التي كانت سائدة عند نفس هذه الدوائرقبل الثورة عندما تقدم العمربالرجل واشتد عليه المرض وفقد صلاحيته الصحية والعقلية لحكم البلاد ولكنهم راهنواو انتظروا، حتي جاء القدربغير ماتوقعواوخططواوفي هذه المرة ليس امامهم خيار اخر لان اعدام مبارك او ادانته بشكل نهائي، يعني كتابة نهائية للتاريخ الاسودللرجل ولكل اركان نظامه، ومن هذا المنطلق وفي هذا الاطار تاتي اعادة محاكمة مبارك، بزعم ان هناك ادلة جديدة ومتهمين جدد وقاضي يقسم امام الجميع انه نزيه وبلا لون سياسي ولم يعتل سوي منصة القضاء طوال اربعين عاما مضت وكان من كان قبله كان مسيس وغير نزيه وعمل بغير القضاء، محاكمة مبارك هذه المرة سوف تكون الاطول والاكثر اغراقا في التفاصيل، فالمطلوب استدعاء عنان والسيسي وجميع مديروامن محافظات مصر واتهام 65 ضابط شرطة جدد والطعن في جميع تقارير الطب الشرعي في شان الشهداءوالمصابين ومناقشة 55 الف ورقة واحدة تلوالاخري والمطلوب اعادة بحث الاهمال من قبل حراس السجون الذي ادي الي دخول عناصراجنبية لاخراج المعتقلين والمطلوب قبل ذلك حسم الخلاف القانوني حول نيابة الثورة ولجنة تقصي الحقائق وهل يجوز لهما التدخل في القضية وتقديم ادلة ادانة جديدة، ام ان رايهما استشاري والمحكمة غيرملزمةبالاخذ باي دليل مقدم منهما وما هو تاثير الحكم النهائي بالبراءة في موقعة الجمل وهل يصلح سندا قانونيا وقضائيا لتبرئة مبارك ووزير داخليته ومساعديه باعتبارهم متهمين بالتحريض علي قتل المتظاهرين بينمابرأت المحكمةمن قالت النيابة انهم الفاعلون الرئيسيون، مئات الاسئلة تطرحها المحاكمةوعشرات المتاهات يدخل الشعب فيهاعلي امل ان ياتي ملاك الموت قبل الاجابة النهائية والحكم بادانة الرجل الذي اصبح انصاره اليوم اكثر جراءة من اسرالشهداء ومن الثوار الذين تفرغوا لمعركة وهمية لاسقاط مرسي.