الكلام الخطير جدًا الذي تحدث به المستشار طارق البشري في مقاله عن 'إقليم قناة السويس' هو أمر لا يجب أن يمر مرور الكرام، بل يجب التوقف عنده مليًا لأن الأمر يدخل هنا في عملية 'بيع مع سبق الإصرار والترصد'، وإصرار متعمد علي إخراج 'إقليم قناة السويس' من سيادة الدولة المصرية.. وهو تطور يعني أن حكام اليوم يرفعون، وبلا مواربة، شعار 'بيع مصر بالقطعة'. المستشار طارق البشري، والمعروف بأنه من المقربين لجماعة الإخوان المسلمين، ورأس اللجنة التي أعدت الإعلان الدستوري المستفتي عليه بعد الثورة في التاسع عشر من مارس 2011، يقول بوضوح كامل، إنه وبعد أن قرأ المواد الثلاثين لمشروع القانون الذي أعدته الحكومة المصرية لإقليم منطقة قناة السويس خرج بنتيجة أساسية تقول، إن هذا القانون لا يبقي أي مظهر أو عنصر من مظاهر السلطة المصرية علي الاقليم الذي من المفروض أنه ينتمي إلي مصر، وأنه جزء من أرضها. وبعد عرض مسهب لمواد القانون، وتفنيد أخطر نصوصه تساءل المستشار طارق البشري قائلاً: هل نحن نسعي إلي تنمية مصر أم إلي تنمية 'خارج مصر' بمعني أننا نقتطع من أرض بلادنا مالا تنفذ إليه قوانين مصر وأجهزتها، وحتي التعليم فيها من بدء مرحلة الحضانة نقتطع منها ما نريد أن ننميه؟ ثم وبألم يختم المستشار البشري مقاله: 'أليس من حقنا أن نتذكر صرخة المهلهل سيد ربيعة وأن نقول وامصراه ما كنا نحسب أن أرضك وشعبك يقطعان يشرب القوم بثمنهما لبنًا!!.. لقد عمل حسني مبارك علي أن ينشئ له إمارة في شرم الشيخ بدلاً من دولة مصر.. فهل منا الآن من يتبعه بإنشائها في اقليم قناة السويس؟!.. أليس الأوفق أن تنمي زراعتنا وصناعتنا وتعليمنا ونرقي بها جميعًا لصالح الشعب المصري برمته'. وأنا لا أجد ما أقوله، غير ما تفوه به المستشار الجليل طارق البشري في مقاله الصرخة 'وامصراه'؟!