قبل ساعتين من تطبيق القرار المفاجئ، أعلنت السلطات التركية أنها فرضت حظر التجول لمدة 48 ساعة في 31 مدينة بداية من منتصف ليل الجمعة العاشر من أبريل الجاري، وحتى منتصف ليل الأحد الثاني عشر من نفس الشهر، بعد تفشي وباء كورونا في كافة أنحاء البلاد، وكان القرار صادمًا لعامة الشعب وعدد من كبار المسئولين الذين لم يعلموا بالقرار إلا من وسائل الإعلام. وبعد دقائق من إذاعة القرار الصادم خرج الآلاف من المخالطين لمصابين بفيروس كورونا والخاضعين للعزل المنزلي واخترقوا صفوف عشرات اﻵلاف من المواطنين الذين تدفقوا إلى المخابز ومتاجر المواد الغذائية في عدد من المدن التركية واندلعت مشاجرات عنيفة بين المواطنين بسبب إصرار المئات على شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية لاعتقادهم بأن الحظر لن ينتهي بمرور الثماني والأربعين ساعة. وشهدت مدينة إسطنبول حرب شوارع لم تتوقف إلا بعد التدخل المتأخر من قوات الشرطة وإطلاق الرصاص الحي في الهواء؛ لفض الاشتباكات وتفريق المواطنين وتطبيق اﻹجراءات الوقائية والاحترازية؛ بعد أن وقعت الكارثة واختلط المصابون والمرضى بغيرهم، واتفق الجميع في رسائلهم على وسائل التواصل الاجتماعي بأنهم نجحوا في الحصول على رغيف الخبز ومعه فيروس كورونا! وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، عددًا من مقاطع الفيديو التي سجلت معارك الشوارع في مدينة إسطنبول والتزاحم غير المسبوق أمام عدد من المخابز والمتاجر قبيل حظر التجول المفاجئ الذي أعلنه نظام "أردوغان"، ويظهر في أحد مقاطع الفيديو أشخاص يتصارعون ويتبادلون اللكمات والركلات بشكل عنيف جدًا أمام مخبز في إسطنبول، فيما وقف آخرون عاجزين عن الحصول على الخبز والمواد الغذائية، كما نشر رواد التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لقيام مواطنين بشراء الخمور لاستخدامها في التطهير والتعقيم، بعد اختفاء المستحضرات الطبية ومستلزمات التعقيم، واستنكر الأتراك قيام "أردوغان" بإرسال الكمامات والمواد المطهرة إلى إسرائيل ودول أخرى رغم اختفائها من المتاجر والصيدليات في تركيا. وكتب رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، تغريدة على "تويتر"، جاء فيها أن بلديته لم يتم إبلاغها مسبقًا بشأن حظر التجول، مشددًا على أن مثل هذه القرارات من جانب واحد "لن تؤدي إلا إلى مزيد من بث الذعر والارتباك"، وكرر رئيس بلدية إسطنبول، في تصريحات صحفية، دعوته إلى فرض حظر تجوال شامل على المدينة من دون تأخير بعد أن أصبحت بؤرة الفيروس في تركيا. بعد انتشار الفوضى في المدن التركية، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا لاحقًا، حاولت فيه طمأنة المواطنين والحد من التدفق والتكدس أمام المخابز، وقالت إنّ المخابز والصيدليّات ومحطّات البنزين والخدمات البريديّة ستبقى مفتوحة، وأكدت أنه سوف يتم استثناء العاملين في الصحف ومحطات الإذاعة والتليفزيون من هذا الإجراء، واستقبل المواطنون البيان على وسائل التواصل الاجتماعي بوابل من السخرية والتهكم وتساءلوا عن جدوى حظر تجوال لمدة 48 ساعة في ظل تفشي الوباء، كما تساءلوا عن الفائدة من عمل المخابز وبعض الخدمات في المدن التي يشملها الحظر إذا كانت حركة المواطنين في الشوارع ممنوعة لمدة 48 ساعة! وفي الدقائق الأولى من تطبيق قرار الحظر المؤقت وقعت اشتباكات بين قوات الشرطة ومواطنين سوريين ومعهم آخرون من جنسيات عربية رفضوا مغادرة الحدائق والعودة إلى منازلهم خوفًا من الإصابة بفيروس كورونا بسبب تكدس أعداد كبيرة من اللاجئين العرب في مساكن محدودة المساحة، وعدم وجود أماكن للنوم بعد الحظر الذي أعاد الجميع إلى مساكنهم في وقت واحد. وتحولت إسطنبول إلى بؤرة لتفشي كورونا بسبب الرحلات الجوية الخارجية التي كانت تأتي إلى تركيا من الدول المنكوبة وتهبط في المدينة، باﻹضافة إلى تدفق المصابين بالفيروس من سكان الأرياف إلى المستشفيات الكبرى في إسطنبول لتلقي العلاج، وكذلك انتشار مواطنين من جنسيات مختلفة في المناطق المزدحمة باللاجئين والإرهابيين العرب الهاربين في تركيا. وكشف الإخواني المصري الهارب (أ . ج) أن بيوت الدعارة تشكل بؤرة تفشي فيروس كورونا في إسطنبول التي يعيش بها أكبر عدد من الهاربين المصريين، وقال إن القائمين على تشغيل بيوت الدعارة يواصلون العمل رغم حملات الشرطة المتكررة التي تنفِّذ قرارات الغلق وتعليق النشاط على الورق فقط، وقال اﻹخواني الهارب، في حسابه على "الفيس بوك" إنه يقيم مع عناصر إخوانية في منطقة "شيرين إيفلر" بمدينة إسطنبول، وعلى بعد خطوات منه في ذات المبنى وكر للدعارة حاصل على ترخيص بمزاولة نشاطه، وأوضح أن مثل هذا الوكر سيكون سببًا في نشر فيروس كورونا بين جميع ساكني المبنى، وهو ما قد يتكرر بمواقع أخرى في إسطنبول. واعترفت عناصر إخوانية بأن فيروس كورونا أصاب أعدادًا من الهاربين المصريين؛ ما دفع أصحاب الأعمال في تركيا إلى منعهم من العمل، وكتب إخواني هارب ساخرًا من أحوالهم: "شر البلية ما يضحك.. من لم يمت بكورونا سوف يموت من الجوع". ومع تدهور أحوال المصريين الهاربين قرر بعضهم تنظيم حملة لطرق أبواب أثرياء التنظيم اﻹخواني المصري وطلبوا مساعدات غذائية لتوزيعها على المتعطلين منهم، وفي حصر أولي قال المشرفون على الحملة إن ما يزيد على 1500 من الإرهابيين المصريين ينتمون إلى كيانات داعمة للتنظيم اﻹخواني يحتاجون إلى مساعدات غذائية يومية، واستنكر عدد من الهاربين مشاركة رجال أعمال من جماعة "اﻹخوان" في حملات التبرع لدعم النظام التركي في ظل تدهور أحوال المصريين الهاربين!! وسيطرت حالة من الخوف والفزع على الإرهابيين المصريين الهاربين في إسطنبول بعد تدهور الحالة الصحية لقيادي إخواني مصاب بفيروس كورونا، وطالب القيادي الإخواني في رسالة إلى عناصر إخوانية بإجراء فحوص طبية عاجلة؛ لأنهم كانوا في اجتماع معه قبل ساعات من اكتشاف إصابته، وكشف القيادي اﻹخواني في رسالته أن فيروس كورونا أصاب زوجته الأولى وآخرين من أفراد أسرته وتم نقل بعضهم إلى المستشفيات والتزم آخرون العزل المنزلي. وأعلن إرهابي مصري هارب يعمل مذيعًا في قناة مكملين اﻹخوانية أنه أجرى فحصًا طبيًا هو وأسرته وأكدت النتائج أنهم جميعًا أصيبوا بالفيروس، وقال مُعد برامج في قناة مكملين إن عددًا من العاملين في القناة التزموا العزل المنزلي مع أفراد أسرتهم وبدأوا في العمل مع القناة من المنزل في ظل مخاوف من انتشار المرض بين زملائهم مقدمي البرامج. وفي إسطنبول تجاهل اﻹرهابي الهارب "مصطفى البدري" الإجراءات الاحترازية ودعا العشرات من الإرهابيين المصريين والسوريين إلى صلاة الجمعة الثالث من أبريل الجاري في حديقة عامة، وبعد تحذيره من الشرطة التركية وإغلاق الحديقة، دعا اﻹرهابيين الهاربين مرة ثانية إلى صلاة الجمعة العاشر من أبريل أعلى عمارة سكنية، واستجاب له ثلاثون إرهابيًا، بينما رفض آخرون المشاركة بعد ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس بين صفوف المصريين الهاربين في إسطنبول. وسجلت تركيا 5138 إصابة بفيروس كورونا، مساء السبت 11 أبريل، وهو أكبر رقم للإصابات في يوم واحد، ليصل العدد الاجمالي للإصابات 52 ألفا و167 حالة وارتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 1.101 حالة في أقل من ستة أسابيع، حسب الأرقام الرسمية، وقال الدكتور محمد أمين أكيونلو الإخصائي بمستشفى جامعة ميديبول التركية في تصريحات صحفية: "إذا اكتشفت حالة كورونا واحدة، فهذا يعنى أن هناك 400 حالة لم نتمكن من اكتشافها، وأوضح أن هناك نحو 1000 حالة أخرى فى المجتمع التركي أمام كل حالة وفاة"، ويسعى النظام التركي الحاكم إلى ترويج ادعاءات مفادها أن زيادة حالة الفحص الطبي هي السبب في تسجيل أعداد كبيرة من المصابين في كافة المدن التركية، وتجاهل النظام أن الفحص لا يخلق إصابات جديدة وإنما يكشف إصابات تنتشر على أرض الواقع. لقد اندلعت معارك الشوارع بين الأتراك في اسطنبول وعدد من المدن التركية للفوز برغيف الخبز في أول تجربة للحظر الشامل لمدة 48 ساعة.. فهل يتحرك الشعب إلى مواجهات أخرى إذا فشل "أردوغان" في إنقاذ البلاد من إعصار كورونا الذي يقترب من إسطنبول أولًا قبل غيرها من المدن التركية ويلتهم الأخضر واليابس؟!