عبر رئيس تحرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن أن الحكومات الإسرائيلية قد تبنت علي مدي السنوات الست الماضية طريقة إطلاق النار بمسدس كاتم للصوت، للتحكم في العمليات العسكرية القائمة -عموماً- في المجال الجوي أو البحري، دون اللجوء إلي قوات برية كبيرة، وكان هدفها دائماً هو القضاء علي الأخطار المستجدة، لذلك كان الهجوم –في سبتمبر 2007- علي المنشأة النووية التي بنيت في كوريا الشمالية والموجودة شرق سوريا، وغيرها من العمليات المنسوبة إلي إسرائيل، من سوريا إلي السودان. ويضيف أن السياسة الإسرائيلية تعمل علي مستويين 'الأول هو المستوي العملي، الممثل في العملية نفسها، وهو ما يعتبر استجابة ضرورية لحاجة أمنية ملحة، بينما الجهد الإسرائيلي هو ما يمثل المستوي الثاني وهو ما لا تبذله إسرائيل لجذب الانتباه لها في ظل الصمت الذي يحافظ عليه المسئولين الإسرائيليين، ولكن كما تبدو عقيدة الجيش الأمريكي في كلمتين 'الصدمة والترويع' فإن عقيدة الجيش الإسرائيلي تتلخص هي الأخري في 'الصدمة والسكوت' كما ألمح إلي 'إن التنسيق مع واشنطن قد صار عنصراً هاماً في السياسة التشغيلية لإسرائيل، حيث تغلغلت الولاياتالمتحدة في المنطقة خلال العقود الأخيرة وعمقت مشاركتها العسكرية فيها، وعليه يتعين علي قيادتها أن تعرف ما تخطط له اسرائيل بحيث تكون مستعدة. لكن منذ صار اتباع سياسة 'تنفيذ عمليات غير متضمنة وغير معلنة' أمراً مستمراً خلال السنوات الماضية، فقد صار من الممكن أن يفترض المرء أن واشنطن تقبل بذلك، وأنه يمثل استمرارية لصنع القرار الذي يبطل السياسة الداخلية ويستند فقط إلي الإعتبارات الأمنية. وأكد علي إن 'ما كان واضحاً قبل أن تقع سوريا -منذ عامين- في حرب أهلية دامية، وصار أشد وضوحاً الآن هو أن نظام بشار الأسد يقاتل من أجل الحفاظ علي حياته ويدعمه حلفائه في ذلك تدريجياً، وبفرض أن وحدات حزب الله تساعدفي ملء الصفوف العسكرية الموالية للأسد، فأن ذلك ينبأ بأن الرئيس السوري سوف يجد صعوبة في رفض الطلبات التي يطلبها حسن نصر الله زعيم حزب الله أو رواده في طهران. في مثل هذا الوضع المعقد، هناك يتزايد خطر وقوع الأسلحة الاستراتيجية، مثل صواريخ أرض - جو أو صؤاريخ أرض - أرض، وانتقالها إلي حزب الله، وما قد يترتب علي ذلك من احتمال حدوث مزيد من التصعيد الذي قد يشمل حرب أخري في لبنان، فإن هناك حاجة لاستخدام القوة بطريقة معلنه وحازمة، دون الاعتناء بأية استفزازات كلامية لا داعي لها. يجب علي الحكومة الإسرائيلية أن تستخدم القوة بحذر، وعليها أن تتأكد من أن عملياتها العسكرية لا تثير التصعيد الذي من شأنه أن يمهد لاشتعال المنطقة بأكملها، حتي عندما تحقق هجماتها أهدافها، فلا يجب أن تتفاخر بعرض نجاحاتها بما يضفي شرعية علي استمرار استخدام القوة غير المنضبط.