كشفت صحيفة 'واشنطن بوست' عن تصاعد مطالبة القيادات الدينية من جميع أنحاء العالم بالعودة الآمنة للأساقفة السوريين، بولس يازجي والسرياني الأرثوذوكسي يوحنا إبراهيم واللذان قد اختطفا يوم الإثنين الموافق 22 أبريل، من قبل رجال مسلحين، لم يتم التعرف عليهم بعد، بينما كانا يستقلان سيارة بالقرب من واحدة من المدن التي مزقتها الحرب إربا قريبا من مدينة حلب، وقد أسفر الهجوم عن مقتل سائق السيارة. وعلقت الصحيفة أنه 'منذ عام 2011، وقد قتل أكثر من 70، 000 من السوريين الأبرياء في حرب أهلية دامية بين القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد والثوار الذين يسعون للإطاحة بالذراع القوية لنظام الأسد'. فيما دعت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان لها أصدرته في مطلع الأسبوع، لإطلاق سراح الأساقفة 'الفوري وغير المشروط'، وقد تضمن البيان 'أن مثل هذه الأعمال يتعارض مع مبادئ الإسلام الصحيح ومع المكانة الرفيعة المعروفة لرجال الدين في الإسلام'. وقد ناشدت الكنائس اليونانية والسورية والملكية، وكذلك البابا فرانسيس، منظمة المؤتمر الإسلامي، مطالبين بسرعة عودة الأساقفة إلي أسرهم ومجتمعاتهم ' ونقلت الصحيفة عن الكاردينال تيموثي دولان، رئيس المؤتمر الأمريكي للأساقفة الكاثوليك، 'أن اختطاف الأساقفة وقتل السائق من شأنه أن يثقل علي قلوب الناس ذوي النوايا الحسنة' وقال دولان 'إن خطف رجلين مسالمين يعد علامة علي حالة العنف الرهيب التي باتت تدمر نسيج المجتمع السوري'، وأضاف أن أساقفة الولاياتالمتحدة سيواصلون العمل من خلال جميع القنوات '- الكرسي البابوي و المجتمع الدبلوماسي والدولي - للعمل علي تأمين الافراج عن الأساقفة ووضع حد لأعمال العنف في سوريا. وقال المونسنيور جان كليمان جينبارت، أسقف كنيسة الروم الملكيين، لوكالة أنباء آسيا 'إن الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية تبذل قصاري جهدها لإحضار الأساقفة المخطوفين إلي وطنهم' ولكن لم يذكر تفاصيل. وأضاف 'أنه - في الوقت الحاضر - لا أحد يفهم أسباب هذا الفعل، الذي يقف وراء هؤلاء المجرمين' وألمح جينبارت إلي أن 'القتال في حلب تكثف هذا الأسبوع، وأن أحد الأحياء المسيحية في المدينة تعرض للقصف بقذائف الهاون، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وتدمير عدد من المنازل'. وأشار إلي أن الوضع في المدينة متأزم لحد بعيد، فلا أحد في مأمن، ولا حتي المسيحيين، الذين حافظوا علي حياديتهم ظاهريا خلال الحرب ' وقال جميل ديارباكريللي، ممثل المنظمة الآثورية الديمقراطية وابن اخو الأسقف يوحنا ابراهيم، لفريق الوكالة الدولية للطاقة ومرصد ورلد ووتش 'اإن يوحنا ابراهيم وبولس يازجي اختارا البقاء في سوريا، علي الرغم من المخاطر، وهذا ذاته هو ما يأملانه من الشعب، فلا لمغادرة سوريا ولا لتفريغها من المسيحيين '.