وجه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، انتقادات للنظامين الرأسمالي والاشتراكي 'في ضوء المظالم التي تعرض لها العمال'. وندد 'بديع' في رسالته الأسبوعية 'بالمظالم والكوارث التي تعرض لها العمال في شتي بقاع العالم، سواء في العالم الرأسمالي الذي كان كل همه استنزاف طاقة العامل في الإنتاج بلا حدود، أو العالم الشيوعي الذي حول العامل إلي مجرد ترس في عجلة الإنتاج تطحنه في العمل بلا رأي ولا حرية ولا كرامة'. ولم ينس 'بديع' التعريض بالنظام السابق واتهامه ب'ظلم العمال، وإهدار حقوقهم، وسرقة ناتج عملهم، والهروب بها لخارج البلاد، تاركا لهم الفتات'، وأن 'النظام السابق وصل به الإجرام لدرجة غلق المصانع وتعطيل الإنتاج وبيع الشركات بأبخس الأسعار، فضلا عن خديعة العمال بالمعاش المبكر والمكافآت الهزيلة، فحولوهم إلي جيوش من العاطلين وهم في قمة العطاء'. وأعتبر أن 'تحديد موعد عيد العمال ارتبط بذكري لحوادث أليمة وقعت عام 1886، حينما ثار العمال في شيكاغو بأمريكا يطالبون بتحديد ساعات العمل بما يطيقون، فإذا بهم يواجهون بوابل من الرصاص، ثم بمحاكمات جائرة، ثم إعدام قادتهم لمجرد المطالبة بأدني حقوقهم'. وطالب 'بديع' بعودة الحقوق إلي أصحابها وأن تعود للعامل كرامته وحريته، وأن ينال ناتج عمله وثمرة جهده كفاية وعدلا، بل غني ورفاهية، وأن يكون صوته مسموعا في حرية وشجاعة وقوة، وأن تعود إليه مصانعه التي خربت وشركاته التي نهبت ومؤسساته التي بيعت'، لكن اللافت في رسالة المرشد أنه لم يحدد الآلية التي يمكن من خلالها إعادة هذه الشركات والمصانع لأصحابها!