ليبيا الفبرايريه ترحب بالعالم بطريقة هو اختارها لها بعد حربه الشعواء ضدها التي مزقت أشلائها و لا زالت.كل يوم علي أرضها ترتسم ملامح الديمقراطية والحرية التي اختارها المستوردين من خارجها ليبدلوا لشعبها كل ما تعارف عليه من عقود مضت من امن وأمان و محبة وترابط حسبنا أن الله قد خصنا به دون الكثير من شعوبه. كان هذا الشعب آمنا و له سيادة وفرت له الكرامة و صانت شرفه بل و جعلته شعب المليون حافظ لكتاب الله عزوجل. أين هي ليبيا اليوم وأين شعبها و ما أخبار الحرية و الديمقراطية الساركوزية الفبرايريه!!!! هاهي ليبيا بلون الربيع الغربي المضرج بالدماء ترحب بالهجوم المسلح الثالث في سلسلة الهجوم علي السفارات و القنصليات الغربية التي كانت من اولي مخططي و داعمي فبراير نراها اليوم من ضحاياه وهو أمر لم تتعرض له حتي في أيام نظام الراحل القذافي الذي وصفوه واتفقوا علي انه دكتاتوري دموي إرهابي!!!!المرة الأولي كانت علي القنصلية الأمريكية ببنغازي، مما أدي إلي مقتل السفير الأمريكي، وأربعة من طاقم عمل القنصلية، والثانية عندما انفجرت سيارة أمام القنصلية التركية والثالثة كانت منذ أيام علي السفارة الفرنسية في طرابلس في منطقة 'قرقارش'. وماهي إلا سويعات لتعلن ماما فرنسا عن إرسال قواتها الخاصة بعدتها و عتادها علي متن فرقاطتها شارل ديغول و علي متنها أربعة ألاف جندي فرنسي. و ماهي إلا سويعات إلا و يصل وزير خارجية فرنسا ليتفقد مكان الانفجار و كأنه وزير في الحكومة الفبرارية ليتضح جليا ان السفارة هي من تحكم الوزارة. و تسارع الحكومة الفبرارية بكل وزارتها و ميليشياتها الي التنديد و التباكي كما فعل رئيس حكومتهاالامريكي الجنسية علي سفير أمريكا وسارع في ذرف دموعا تخنقها عبرة والجميع شاهد هذا عبر وسائل الإعلام المختلفة.. الكل يهرع من اجل فرنسا الحليفة التي أنعمت عليهم بالحرية والتحرر علي حسب أقوالهم فالعلم الفرنسي أصبح يرفرف في كل المناسبات الرسمية وحتي الشعبية في ليبيا بل وصل الأمر الي درجة ان يقترح مايسمي بمجلس طرابلس المحلي إلي اقتراح تمجيد دور فرنسي الريادي في حرب الناتو علي ليبيا إلي تخليد مقر السفارة وتسميته بالسفارة الصامدة!!!!! يحصل كل هذا تعبيرا علي التعاطف و المساندة لفرنسا الأب الروحي ان لم نقل الشرعي لفبراير بينما لا بواكي لمن يتساقط من الليبيين قتلا وذبحا كل يوم ومن يعذب في سجون الظلم والظلام المعلن عنها والغير المعلن ومن يسلب رزقه و يحرق بيته ويهجر من مدينته و أرضه من أي الجهات الرسمية في ليبيا.وما أكثر ما حاصرونا.بهؤلاء المحللين الذين يتسابقون عبر الفضائيات ليقوم كل منهم ووفق منظورة العميق بأن الهجوم علي السفارة الفرنسية يحمل توقيعا مختلفا، فالبعض اجتهد ليربطه بتهديدات فرنسا لتنظيم القاعدة في مالي و ماقامت به فرنسا وما أسفر عنه من ضربات جوية لها فرأي هؤلاء أن الحرب باتت حتمية وباتت مسألة واضحة للطرفين منذ البداية، لذا كان اللعب طوال الفترة الماضية علي أساس توفير الظروف والتوقيت الملائم لخوضها. ولم يشفع للرئيس الفرنسي تصريحاته عن الأهداف الحقيقية للتدخل الفرنسي في مالي، والتي لخصها الكثيرين في ثلاثة أهداف، وهم وقف الاعتداء والتأمين والحفاظ علي وحدة أراضي البلد الأفريقي علي حد مزاعمه وتم وإرجاع الهجوم علي السفارة الفرنسية لمجرد خلل أمني في ليبيا نتيجة حالة التوتر الأمني التي تعاني منها دول الربيع العربي الثلاث، من جانبه، وعلق رئيس مجلس إدارة المرصد الليبي لحقوق الإنسان قائلاً ' إن تفجير السفارة الفرنسية بطرابلس يؤكد وجود مؤامرة في ليبيا تستهدف زعزعة الثقة في الحكومة، وإظهار وزارة الداخلية بمنظر العاجز غير القادر علي حفظ الأمن، وتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، قد تكون المليشيات المسلحة غير الشرعية هي المنفذة لتفجير الانفجار'. إذاً أين الحكومة الفبرايريه من الميليشيات التي تعيث في ارض ليبيا فساد ولما لا تعترف بان هناك صلة وطيدة بين هذه الميليشيات وبين جل أعضاء الحكومة الليبية الفبرايريه.. فرنسا اليوم يتعاطف معها العرب المسلمون متناسين حربها الصليبية ضد الإسلام علي أراضيها و محاربتها للحجاب و فرض العقوبات علي كل مسلمة محجبة و حربها خارج أراضيها في حربها التي قادها ابنها البار برنار هنري ليفي علي ارض ليبيا عام 2011. وهاهي فرنسا اليوم تجد الحجة لتواجد مخابراتها و قواتها جهارا نهارا ليكون التواجد المعلن لتواجد طالما أنكرته فبراير و ادعت السيادة. و لكل مشكك في هذا القول ان يتذكر زيارة رئيس وزراء فبراير إلي باريس الشهر الماضي و كل ما اتفق عليه من صفقات مليارية لتامين حدود ليبيا و مساعدة فبراير في فرض قبضتها علي ارض الواقع. فرنسا الوجه الاستعماري الذي يبرز ليكون منقذ الشعوب العربية تنكوي بنيران ما زرعته في ربيعها العربي المفعم بنكهة الاجبان مع غلطة العطور الباريسية وسيعلن المستقبل القريب أن السفارة تتحول إلي الوزارة. كاتبة ليبية