الفكر القطبى اﻹخوانى ينفى عن «الأمة اﻹسلامية» الإيمان والتوحيد ويطلب «الجزية» من العالم.. التكفير واستحلال الدماء من ثوابت الفكر القطبى المُهيمن على عقول أصحاب القرار فى جماعة «اﻹخوان» الإرهابية، ومصدره الرئيس مؤلفات الأب الروحى للتكفير والتفجير «سيد قطب» وأشد هذه المؤلفات خطورة كتابه «معالم فى الطريق»؛ الذى تتركز فيه ضلالاته التى ظهرت بشكل واضح وصريح فى الطبعة الثانية والأجزاء الأخيرة من الطبعة الأولى لكتاب «فى ظلال القرآن».. وشاهد العيان واﻹثبات على ضلالات وانحرافات «سيد قطب» الفكرية هو الرمز اﻹخوانى ومُنَظّر الجماعة الإرهابية الأول «يوسف القرضاوي». كتب صاحب الفتاوى الدامية «يوسف القرضاوي» عن الغلو فى التكفير عند «سيد قطب» فى عدد من مؤلفاته ومقالاته وتلقى تحذيرًا ولومًا وتقريعًا من القطبيين القابضين على ناصية التنظيم اﻹخوانى، فدافع عن موقفه بالتنقيب فى مؤلفات «سيد قطب» والشرح والتفنيد لما جاء فيها من ضلالات وانحرافات، مستعينًا بآراء وكتابات آخرين من التابعين والموالين لجماعة «الإخوان». جمع «يوسف القرضاوي» أهم ما جاء فى مؤلفاته حول ضلالات الغلو فى التكفير عند «سيد قطب» وأعاد نشرها فى سلسلة من المقالات عبر موقعه الإلكترونى وصفحته الرسمية على «الفيس بوك» خلال النصف الأول من العام 2015، تحت عنوان «مع سيد قطب.. محطات تاريخية ووقفات نقدية»، وذلك لينفى عن نفسه تهمة اﻹرهاب ويجرى عملية تجميل لوجه جماعته القبيح بعد جرائمها الدامية فى مصر، ولكن لم تجد مقالاته قبولًا وترويجًا من عموم الصف اﻹخوانى الذى نشأ وترعرع فى أحضان القطبيين التكفيريين. يقول القرضاوي: «ناقشت سيد قطب من خلال بعض كتبى فى أفكاره الأساسية، وإن لامنى بعض الإخوة على ذلك، ولكنى فى الواقع، كتبت ما كتبت وناقشت ما ناقشت، من باب النصيحة فى الدين، والإعذار إلى الله، وبيان ما أعتقد أنه الحق». يؤكد «القرضاوي» أن «سيد قطب» توسع فى فكرة (التكفير)، بحيث يفهم القارئ من ظاهر كلامه فى مواضع كثيرة ومتفرقة من (الظلال) ومما أفرغه فى كتابه (معالم فى الطريق) أن المجتمعات كلها قد أصبحت (جاهلية). وهو لا يقصد بالجاهلية، جاهلية العمل والسلوك فقط، بل (جاهلية العقيدة) إنها الشرك والكفر بالله»، وقال الإخوانى القرضاوي: «وعلى هذا، ليس الناس فى حاجة إلى أن نعرض عليهم نظام الإسلام الاجتماعي، أو الاقتصادي، أو السياسي، أو القانوني، ونحو ذلك؛ لأن هذه الأنظمة إنما ينتفع بها المؤمنون بها، وبأنها من عند الله. أما من لا يؤمن بها، فيجب أن نعرض عليه «العقيدة أولا» حتى يؤمن بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا و رسولا، وبالشريعة حاكمة، وأضاف : «وهذا ما أشار إليه سيد قطب فى كتابه «معالم فى الطريق» وفصله فى كتاب «الإسلام ومشكلات الحضارة». وشبه مجتمعاتنا اليوم بمجتمع مكة فى عهد الرسالة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يَعرض عليه النظام والتشريع، بل عرض عليه العقيدة والتوحيد» وأوضح القرضاوى أن سيد قطب دعا المسلمين «أن يُعدوا أنفسهم لقتال العالم كله، حتى يُسلموا أو يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون!». وأكد اﻹخوانى اﻹرهابى القرضاوى أن التكفيرى «سيد قطب» استخدم آيات سورة التوبة، وما سماه بعضهم (آية السيف) فى غير موضعها «ولم يبال بمخالفة آيات كثيرة تدعو إلى السلم، وقصر القتال على من يقاتلنا، وكف أيدينا عمن اعتزلنا ولم يقاتلنا، ومد يده لمسالمتنا، ودعوتنا إلى البر والقسط مع المخالفين لنا إذا سالمونا، فلم يقاتلونا فى الدين، ولم يخرجونا من ديارنا، ولم يظاهروا على إخراجنا». وقال «يوسف القرضاوي» إن «سيد قطب» اتهم معارضيه من علماء العصر بأمرين: الأول- السذاجة والغفلة والبله، ونحو ذلك مما يتصل بالقصور فى الجانب العقلى والمعرفى. والثاني- الوهن والضعف النفسي، والهزيمة النفسية أمام ضغط الواقع الغربى المعاصر، وتأثير الاستشراق الماكر مما يتعلق بالجانب النفسى والخلقي. وذكر القرضاوى أن الذين يتهمهم «سيد قطب» بذلك هم أعلام الأمة فى العلم والفقه والدعوة والفكر، ابتداء من الشيخ محمد عبده، مرورًا بالشيخ رشيد رضا، والشيخ محمد مصطفى المراغي، والمشايخ: محمود شلتوت، ومحمد عبد الله دراز، وأحمد إبراهيم، وعبد الوهاب خلاف، وعلى الخفيف، ومحمد أبو زهرة، وذكر «القرضاوي» قائمة بأسماء العلماء والمفكرين وكبار الكتاب، وجميعهم تعالى عليهم «سيد قطب» واتهمهم بالسذاجة والغفلة والقصور والوهن. وقال اﻹخوانى يوسف القرضاوى: إن «نقطة الضعف الأساسية فى المشروع الفكرى والدعوى ل«سيد قطب»، أنه كان شديد الإعجاب بالهندى أبى الأعلى المودودي، وأنه اقتبس منه، تقريبا، جميع الأفكار التى كانت موضع الانتقاد فى مشروع (المودودي)، مثل: الحاكمية والجاهلية، والقسوة على التاريخ الإسلامي.. بل الواقع: أنه رتب على هذه الأفكار من النتائج والآثار ما لم يرتبه المودودى نفسه»، وأشار القرضاوى إلى رفض كثير من الدعاة والمفكرين لمقولات (الفكر القطبي) التى انفرد بها سيد قطب، واقتبسها من المودودي، والتى انتشرت فى كتابه (الظلال) وتجسدت فى كتابه (معالم فى الطريق)، وقال: «من هؤلاء من لا يمكن أن يُتهم بأنه يعمل لحساب سلطة أو جهة غير إسلامية. أذكر من هؤلاء: المفكر المعروف د. محمد عمارة، الذى نقد المودودى فى شدته القاسية، أو قسوته الشديدة على التاريخ الإسلامى والحضارة الإسلامية، فى عبارات صدرت عنه، يقف شعر الرأس عند قراءتها، ونقل القرضاوى عن الدكتور محمد عمارة قوله : «ومن هذا الغلو المودودى، غير المبرر، انطلق سيد قطب».. وأضاف: «فإسلام هذه المجتمعات عند سيد قطب هو مجرد (زعم) لأنها وإن لم تعبد غير الله قد دانت فى كل مناحى حياتها لحاكمية غير الحاكمية الإلهية فى النظم والشرائع والقيم والموازين والعادات والتقاليد، وكل مقومات حياتها تقريبا!، وتابع : «بل تجاوز سيد قطب مجازفة المودودي، عندما لم يكتف بالحكم بجاهلية (المجتمعات الإسلامية) و(دولها) و(تاريخها) و(ثقافتها) و(حضارتها).. وإنما ذهب فأعلن (انقطاع الأمة الإسلامية عن الوجود منذ قرون)!.. وأن المهمة التى يدعو إليها، هى إيجاد الأمة والجماعة المسلمة من جديد!»، ومن ضلالات سيد قطب قوله»إن الناس ليسوا مسلمين ،كما يدعون، وهم يحيون حياة الجاهلية.. ليس هذا إسلامًا، وليس هؤلاء مسلمين، والدعوة اليوم إنما تقوم لترد هؤلاء الجاهليين إلى الإسلام، ولتجعل منهم مسلمين من جديد». وحول الغلو فى التكفير عند «سيد قطب» قال د. محمد عمارة: «وهذا المستوى من المجازفة فى الغلو، غير مسبوق فى تاريخ الصحوة الإسلامية الحديثة والمعاصرة على الإطلاق!» وفى تعقيب على حديث د. عمارة، قال يوسف القرضاوى : «وأقول للدكتور عمارة: إن فكرة التكفير لمسلمى اليوم، لم ينفرد بها كتاب (معالم فى الطريق) بل أصلها فى كتابه فى (ظلال القرآن) وفى كتب أخرى، أهمها (العدالة). وأكد القرضاوى أن أفكار سيد قطب الأساسية «التى انتهى إليها فى المرحلة الأخيرة من مسيرته الفكرية، هى أفكار انفرد بها فى ساحة الدعوة، ويخالفه فيها جمهرة العلماء والدعاة، فى مصر وفى غيرها من العالم العربي، والعالم الإسلامى، وأضاف ومن أبرز هذه الأفكار، وأشدها خطرًا، وأبعدها أثرًا: فكرة (تكفير المسلمين الموجودين فى العالم اليوم) إلا فئة قليلة جدًا منهم، أما مئات الملايين فى العالم الإسلامى أو العالم الذى كان إسلاميا حسب تعبيره فى بعض المواطن، الذين يظنون أنفسهم (مسلمين) أو يحبون أن يكونوا (مسلمين)، فهم ليسوا من الإسلام فى شيء، وإن كانوا يشهدون أن (لا إله إلا الله) لأنهم يفهموها على غير مدلولها الحقيقى الذى لا معنى له، فى نظره، وهو الذى يتضمن معنى (الحاكمية). بل لا يغنى عنهم أن يكونوا من المصلّين والصائمين والمزكين وحجاج بيت الله الحرام!»، وتابع القرضاوى : وسيد قطب هنا «لا يتحدث عن الحُكام وحواشيهم، كما يزعم بعض الناس، بل يتحدث عن (مئات الملايين) من المسلمين، أو ممن يظنون أنفسهم مسلمين، حسب قوله والحكام ومن حولهم إنما هم ألوف من الناس لا ملايين ولا عشرات الملايين». وقال القرضاوي: «هذه الفكرة الخطيرة التى فتحت أبواب التكفير والعنف واستباحة الدماء والأموال من المسلمين، وقامت عليها، فى أوطاننا الإسلامية جماعات تقاتل قومها، وتحارب أهل وطنها، هى الجديرة بأن يقف العلماء والدعاء فى وجهها، ويتصدوا لبيان ما فيها من انحراف عن الأحكام الشرعية المقررة، ويبينوا بطلانها بالأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مسترشدين بأقوال الأئمة والراسخين من علماء السلف والخلف». هذا ما شهد به الرمز الإخوانى ومُنَظّر الجماعة الإرهابية الأول «يوسف القرضاوي» وهو شاهد من أهلها.. وللحديث بقية.