آن الأوان اليوم لوقف مهزلة تعليق عضوية سوريا فى الجامعة العربية، وهو القرار الذى اتخذ جزافًا فى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب فى القاهرة فى 12 نوفمبر 2011. يومها انبرى حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى بالإعلان عنه. لقد ظهر القرار وكأنه فرض فرضا على الجامعة العربية من قبل جهات خارجية تصدرتها الولاياتالمتحدة ودول عربية كقطر. وهو قرار بائس عقيم لا سيما أنه يعد غير قانونى ومخالفا لميثاق الجامعة حيث إنه لم تتم المصادقة عليه بالاجماع، فلقد عارضته كل من لبنان واليمن بينما امتنع العراق عن التصويت عليه. قرار الدول العربية بقطع العلاقات مع سوريا الحبيبة قرار ظالم صاغته قطر، وظهر حمد بن جاسم ليعكس وجه الخيانة والعمالة لأمريكا، وأكد بموقفه وكأن الجامعة العربية باتت مستباحة وباتت مطية لتنفيذ أجندات خارجية. لقد كان غريبا ومستهجنا أن يتم تعليق عضوية سوريا فى الجامعة العربية وهى إحدى الدول العربية الرئيسية المؤسسة للجامعة، فبدلا من تكاتف العرب ووقوفهم معها فى أزمتها التى حلت بها من جراء ما سمى بالربيع العربى والذى لم يكن فى حقيقته إلا وسيلة لتدمير الدولة وإشاعة الفوضى فيها وعدم الاستقرار، بدلا من الوقوف معها سارعوا بمحاصرتها بالعقوبات وبقطع العلاقات الدبلوماسية. وكأنما غاب عن عالمنا العربى أن ما يحدث لسوريا ليس إلا وسيلة لتدمير الدولة. ولهذا نقول اليوم: لابد من استعادة سوريا لعضويتها فى الجامعة لتكون بداية لإخراجها من أزمتها وتحريرها من ربقة الدول الطامعة فى أراضيها وثرواتها كتركيا وأمريكا التى تستهدف السطو على نفطها. فضلا عن أن استعادتها لعضويتها فى الجامعة تعد جزءا لا يتجزأ من تسوية أزمتها. كم كان غريبا ومستهجنا أن يتم تعليق عضوية سوريا فى الجامعة، فهو قرار ظالم وسبة فى جبين العرب لا سيما وقد ألحقت به الدعوة لسحب السفراء فبدا وكأنه شرط إذعان على الدول العربية تلبيته رغم أنه يعد اختراقا لسيادة كل دولة على حدة. قرار تعليق العضوية يجسد العجز العربى عن اتخاذ قرارات صائبة وإيجاد حلول مقبولة للقضايا التى تخص الوطن العربى. ولهذا فإن كل وطنى غيور يطالب بإصلاح هذا الخلل الذى وقعت فيه الجامعة العربية فى نوفمبر 2011 . لقد بات يتعين اليوم تجاوز التحديات التى تجابه الأمة العربية حرصا على وحدتها وتكاتفها ولقطع الطريق على التدخلات الأجنبية فى الشأن العربى. ما أحوجنا اليوم إلى إصلاح الخطأ وذلك من خلال إعادة سوريا إلى عضويتها فى الجامعة وهى الدعوة التى ما فتئ «لافروف» وزير خارجية روسيا يطالب بها ويشدد على دعمها، وهى الدعوة التى كان من الأولى أن تصدر عن الدول العربية من أجل إزاحة الضرر الذى حاق بسوريا من قرار ظالم يعد خروجا عن المسار الصحيح.إن وقوف الدول العربية مع سوريا اليوم سيعنى وقفة مع الذات وتجنيب شعبها ويلات الإرهاب الذى تم تسليطه عليها لتنفيذ أجندة خارجية هدفت إلى اسقاط النظام. يجب الوقوف ضد المؤامرة الكونية التى سلطت على سوريا والتى كان القصد منها إثارة الأجواء العاصفة لتظل الأمة رهينة أخطار لا يمكن مجابهتها إلا بإيقاظ الوعى وتحريكه. لابد من إصلاح الخلل وتجاوز التحديات التى تجابه الأمة حرصا على وحدتها وتكاتفها، ومنعا للتدخلات الأجنبية فى الشأن العربى. عاشت سوريا حرة أبية وعاش الوطن العربى ولتسقط أقنعة العملاء والدخلاء ومروجى الأجندات الخارجية التى لا تريد الخير والاستقرار للأمة العربية......