في ظل حالة الإنفلات الأمني وللمرة الثانية عشرة .. يفتك أهالي قرية بالشرقية ببلطجي وبهذا تكتمل الدستة بعد ثورة 25 يناير، وذلك بعد أسبوع من ذبحهم شابين وإشعال النيران بهما بمركز الحسينية ،وبذلك يرتفع رصيد الضحاياوتطبيق أهالي الشرقية لحد الحرابة عليهم من جانب أهالي الشرقية 17 شخصا، فأصبح ذبح الخراف أكثر آدمية من سلخ البشر دون وازع من دين أو ضمير، أو علي حد تعبير أحد الأهالي "لقد تأثرنا بحرق المسلمين في بورما، أهي بورما بقت عندنا".دون انتظار الجهات الأمنية التي تصل متأخرة بعد وقوع الأحداث ، وتكتفي بتحرير المحاضر الرسمية بالواقعة. حيث قام أهالي قرية شيط الهواء التابعة لمركز كفر صقر بالشرقية عصر اليوم الجمعة، بقتل بلطجي من قرية أبو حريز المجاورة، وذلك أثناء عقد جلسة عرفية بالقرية بعد صلاة الجمعة، علي خلفية تحريض البلطجي لبعض معارفه بالصعيد علي خطف طالبة لرغبته في الزواج منها، حيث إنها جارة والدة البلطجي المتزوجة بقرية شيط الهواء من آخر غير والده.وأثناء الجلسة العرفية، فوجئ أهالي القرية بحضور البلطجي المدعو "محمد سمبوكسا" بصحبة بعض البلطجية، حيث قام بطعن أمين شرطة بالقرية بالسكين، مما دفع أهالي القرية للإمساك به والتعدي عليه بالضرب المبرح حتي فارق الحياة. كان اللواء رفعت خضر، مدير المباحث الجنائية بالشرقية، قد تلقي إخطارا بالحادث من النقيب هيثم حجازي رئيس مباحث كفر صقر بالحادث، وانتقلت الأجهزة الأمنية للقرية للسيطرة علي الموقف. جدير بالذكر أن هذه تعد المرة الثانية عشرة التي يقوم خلالها أهالي محافظة الشرقية بتطبيق حد الحرابة علي المتهمين والبلطجية وقتلهم والتمثيل بجثثهم دون انتظار الشرطة في ظل حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المحافظة في أعقاب ثورة 25 يناير.يذكر ان البداية كانت بقرية الزعيم عرابي، التي قام فيها الأهالي بقتل بلطجيين، ثم اتخذها أهالي المراكز قدوة لهم في الفتك بالجناة وتعليق جثثهم علي أعمدة الإنارة بمدخل القري، وكان آخرها قيام العشرات من أهالي قرية "الأخيوة"، التابعة لمركز الحسينية بالشرقية،بذبح شابين وإشعال النيران بهما، لخطفهما طفلا وقتله مقابل فدية من أسرته هكذا تستمر شهوة التمثيل بالجثث تترسخ بمحافظة الشرقية وكاننا اتخذنا شريعة الغاب والأخذ بالثأر، ولن تفرق هذه الدائرة الجهنمية بين مذنب وبريء، ولكنها تطحن عظام المسالمين والضعفاء، وتجعلهم لقمة سائغة في فم الغوغائية والبلطجة والأقوياء. والأخطر هو أن تأخذ تلك الجرائم البشعة مسحة دينية بعد ترويج عقوبة "حد الحرابة" بين البسطاء، فيعتقد القتلة أنهم ينفذون شريعة الله ويقيمون عدله دون أن يقول لهم شيوخ التشدد أن دم المسلم حرام وماله وعرضه حرام، وأن الذي ينفذ القانون ويقيم العدالة هو الدولة والقضاء، وليس المتسكعون علي قارعة الطريق، وأن الناس لا يؤُخذون بالشبهات والاتهامات المرسلة بل بالأدلة القاطعة والعادلة حتي لا يُقتل بريئا أو يُسحل مظلوم أو تُقطع الرقاب بالوشاية الكاذبة أما الشيء الأخطر فهو ضياع سلطة الدولة وهيبة القانون، وسيادة ثقافة البلطجة والهمجية والفتونة والثأر والتشفي والانتقام، فلماذا اللجوء إلي الشرطة والذهاب إلي المحاكم والنيابات، إذا كان متاحاً إصدار الأحكام فورا وتنفيذها علي قارعة الطريق، وكيف يتم تحديد المتهم أصلا إذا كان الجناة عشرين أو مائة أو قرية خرج نصف سكانها لسحل بلطجي أوبعض اللصوص وتقطيع جثثهم وتعليقها علي أعمدة الإنارة