قال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار إن تخفيض وكالة "موديز" ل5 بنوك مصرية جاء بسبب زيادة شرائها للسندات الحكومية التي خفضت تصنيفها الائتماني، مما يجعل النظام المصرفي اكثر عرضة للمخاطر من وجهة نظر موديز. واكد عادل أن التخفيض الائتماني للبنوك متوقع، وسيكون تأثيره علي البنوك في تعاملاتها الخارجية فقط موضحا إن هذا التخفيض لا يعني فقدان الثقة في القطاع المصرفي المصري، وإنما في صعوبة حصول تلك البنوك علي قروض خارجية. وتابع: "تخفيض التصنيف الائتماني للبنوك سيؤثر علي التعاملات الخارجية لتلك البنوك مما يؤدي إلي زيادة تكاليف التمويل والاستيراد، لأن خطابات الضمانات والاعتمادات المستندية التي تصدرها ستصبح مكلفة، لأن الدول والبنوك الأجنبية في تلك الحالة ستحاول الحصول علي ضمانات أكثر من البنوك المصرية، خاصة في ظل تخوف الموردين من التعامل مع البنوك المصرية والمستوردين المصريين". وأردف نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار" في نهاية الأمر سيزيد هذا القرار من أعباء وصعوبات الاقتصاد القومي إلي جانب زيادة تكلفة وأسعار السلع المستوردة من مستلزمات الإنتاج إلي الآلات والمعدات و قطع غيار المصانع وصولا للسلع المستوردة والأهم أسعار السلع الأساسية، وأضاف محسن عادل أن تقرير وكالة التصنيف اشار الي ان ضعف البيئة التشغيلية سيؤدي إلي زيادة الضغوط علي جودة أصول البنوك وربحيتها ومستويات السيولة لديها، بالإضافة إلي ضعف قدرة السلطات المصرية علي دعم البنوك المملوكة للحكومة، مشيرا إلي أن بيئة العمل في البلاد تخضع لتقلبات عالية، بسبب الظروف السياسية غير المستقرة المستمرة وزيادة الاضطرابات، علي الرغم من الانتقال إلي حكم مدني في يونيو 2012 وأوضح ان اللافت في الأمر هو ان تخفيض تصنيف البنوك المصرية الخمس يتعارض مع قوة ومتانة الهياكل المالية لها، وكذلك مراكزها المالية التي هي الآن أقوي من أي وقت مضي، كما ان جميع البنوك العامة بمصر تستوفي معايير كفاية رأس المال ولكن المشكلة الحقيقة التي تعلمها مؤسسات التصنيف العالمية تتمثل في الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد بسبب عدم التوافق بين القوي السياسية والتي تلقي بظلالها علي الاقتصاد بجميع قطاعاته بما فيها القطاع المصرفي الذي تعترف المؤسسات الدولية بأنه الأقوي والذي جنب الاقتصاد المصري مزيد من التدهور. قال عادل أن ما يجعل 'موديز' تلجأ لمزيد من تخفيض التصنيف للبنوك هو تخفيض جديد للتصنيف الائتماني لمصر، وتأثر ربحية البنوك أو تأثر جودة أصولها وأرباحها. وأشار إلي أن موديز قد تقوم إلي رفع التصنيف الائتماني للبنوك في حالة استقرار التصنيف الائتماني للبلاد، والتحسن في بيئة الأعمال بالبلاد. كانت 'موديز' خفضت التصنيف الائتماني ل5 بنوك مصرية، منها 3 بنوك مملوكة للحكومة المصرية وهي البنك الأهلي المصري وبنك مصر وبنك القاهرة وبنكان مملوكان للقطاع الخاص هما اللبنك التجاري الدولي وبنك الاسكندرية.