أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار إطلاق النسخة التجريبية من الموقع الإلكتروني الجديد الخاص بآثار مصر والذي يتم إعداده بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، باللغتين العربية والإنجليزية. جاء ذلك خلال افتتاحه، مساء اليوم الأحد، فعاليات الدورة ال12 للمؤتمر الدولي لعلماء المصريات والذي تستضيفه مصر في الفترة من 3 إلى 8 نوفمبر الحالي، تحت رعاية مجلس الوزراء، بحضور وزيري الشباب والرياضة، والتنمية المحلية، ومحافظ الجيزة، ومحافظ الفيوم السابق، وعالم المصريات الدكتور زاهي حواس، وعدد من وزراء الآثار السابقين، والدكتور ماجد نجم رئيس جامعة حلوان. وقال وزير الآثار، خلال الافتتاح، إنه لمن دواعي الفخر التواجد في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثاني عشر لعلماء المصريات، الذي تستضيفه مصر للمرة الرابعة في تاريخه، حيث انعقدت دورته الأولى عام 1976 في مصر البلد التي سُمي باسمها هذا العلم الشيق، بالإضافة إلى دورتيه الخامسة عام 1988 والثامنة عام 2000. وعرض أهم الأحداث الأثرية التي جرت بمصر منذ انتهاء دورة المؤتمر الحادية عشر في فلورنس في أغسطس 2015، مشيرا إلى أنه تم خلال السنوات الماضية بفضل الدعم السياسي والمالي من رئيس الجمهورية، إنجازات كبيرة في مجال الآثار المصرية، تنوعت بين تنفيذ مشروعات متاحف وتطوير وصيانة وترميم لمواقع أثرية في مختلف محافظات مصر، كما زاد عدد البعثات الأثرية المصرية والأجنبية العاملة بمصر مما نتج عنه اكتشافات أثرية مهمة. ولفت وزير الآثار إلى النجاحات التي حققتها وزارتا الآثار والخارجية في ملف استرداد الآثار المصرية المهربة، حيث تم استرداد أكثر من ألف قطعة أثرية من أكثر من 15 دولة، لعل من أشهرها والذي تم استرداده مؤخراً التابوت المُذهب لنجم-عنخ والمعروض حاليًا بقاعة العرض بالمتحف القومي للحضارة المصرية. وأضاف أن الأعوام القليلة الماضية شهدت تنظيم عدة معارض آثار مصرية مؤقتة جابت العالم، باليابان وسويسرا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا وموناكو وكازاخستان وكندا والولايات المتحدةالأمريكية. وأكد أن الجمعية الدولية لعلماء المصريات وشركائنا من الباحثين في جميع أنحاء العالم يمكنهم لعب دور أكثر فاعلية في مساندة آثار مصر، رسميًا من خلال مؤسساتهم، أو أدبيًا، خاصةً في قضايا بيع ونهب وسرقة آثار مصر التي تباع على مرأى ومسمع من كل علماء المصريات، وللأسف بواسطة بعض المتاحف في بعض الأحيان، أو بصالات المزادات الأجنبية، دون إظهار أي سندات ملكية، لتذهب الآثار - التي تتحول إلى سلعة - لقصور بعض الأغنياء والتجار، حارمين الدارسين والزائرين والأجيال القادمة من مشاهدتها والتعرف على إرث هو ملك البشرية كلها. وقال العناني "كنا ننتظر في مصر أي دعم معنوي أو أدبي أو رسمي من أي مؤسسة علمية أو متحف أو عالم مصريات من خلال إظهار تحفظهم أو رفضهم لو حتى ببيان صحفي أو إرسال بريد إلكتروني للوزارة للتعبير عن التضامن مع الوزارة في قضاياها المشروعة". ومن جانبه، استعرض الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أهم الاكتشافات الأثرية الحديثة ومن أهمها خبيئة العساسيف التي كشف فيها عن 30 تابوتا ملونا من عصر الأسرة ال 22 والتي ستنقل إلى المتحف المصري الكبير. وعقب الافتتاح، كرم وزير الآثار عدد من علماء الآثار لما بذلوه من جهود وعطاء لمصر ولعلم المصريات هم عالم الآثار الألماني الدكتور ستيفان زايلدن مايو مدير معهد الآثار الألماني بالقاهرة وعالم الآثار الياباني ساكوچي يوشيمورا استلمها عنه السفير الياباني بالقاهرة، وعالم الآثار الأمريكي الدكتور مارك لينر، وعالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس. يذكر أن عدد المشاركين في هذه الدورة وصل إلى 600 عالم وأستاذ ودارس ومحب لعلم المصريات من مصر ومن أكثر من 30 دولة، يشاركون ب375 ورقة بحثية من بينهم ما يقرب من 100 طالب مصري وأجنبي. ويبحث المؤتمر عددا من المحاور المهمة من تاريخ مصر القديم، والطرق الحديثة المستخدمة في أعمال الحفائر الأثرية، والأسس العلمية لإدارة المواقع الأثرية والترميم وعلوم الآثار والتكنولوجيا، والمتاحف، إضافة إلى الفن والعمارة، واللغة والأدب، والمعتقدات الدينية، والحياة الاجتماعية في مصر القديمة.