لابد من الإعتراف بأن ثقافتنا السياحية تحتاج الي مزيد من المجهودات وخاصة علي المستوي الإعلامي حتي نصل إلي الهدف المنشود وهو توعية كافة طبقات المجتمع بأهمية السياحة ودورها في محاربة الإرهاب وبناء الإنسان. وأنماط تعني أنواع السياحة. وقد نشأت هذه الأنماط متفرقة ولكنها تتجاذب فيما بينها لتشكل وجبة دسمة يتناولها العميل فتشبع رغباته وميوله.منها ما يتداخل مع بعضه البعض ومنها ما هو مستقل تماما عن باقي الأنماط،ولكنها تبقي في نهاية الأمر عوامل الجذب الأساسية التي تحفز السائح علي السفر من مكان لمكان.
وهناك دول ميزها الله بتعدد الأنماط السياحية التي تقدمها للسائح ودول أخري تقل فيها هذه الأنماط.
ونحن اليوم نحاول تقديم معلومة مبسطة للقاريء مساهمة منا في مشروع التثقيف السياحي المنشود.
أول الأنماط السياحية وأكثرها شهرة هو السياحة التاريخية ولها أسماء مختلفة مثل (السياحة الأثرية)(والسياحة الثقافية) وأشهر إسم متداول لها هو السياحة الكلاسيكية. وهي تهتم في المقام الأول بزيارة الآثار والمدن القديمة وكل ما يتعلق بالتاريخ القديم سواء كان طبيعيا أو من صنع الإنسان.مثل زيارة الاهرامات ومدينة الأقصر.
ثاني الأنماط السياحية وأكثرها جذبا للسائح في وقتنا الراهن هو السياحة الشاطئية والتي حلت محل السياحة التاريخية وأصبحت تمثل أكثر من 70 % من نسبة السياحة العالمية. هذا النمط السياحي ترفيهي من الدرجة الأولي يبحث عن الشواطئ والبحار والمحيطات ليوفر للسائح متعة شاملة ما بين الرمال والشمس ومياه البحر.
ثالث الأنماط السياحية هي سياحة المؤتمرات والتي أخذت في النمو الملحوظ خلال الحقبة الماضية وهي سياحة تحتاج لإشتراطات وطقوس خاصة.وتتجه إليها الدول والمنظمات والشركات الكبري.
رابع الأنماط السياحية هو السياحة الطبية أو العلاجية والتي أصبحت ركيزة أساسية في خطط الدول للتنشيط السياحي ولها دور هام في زيادة الدخل القومي للدول التي تهتم بها وأكثر الدول شهرة في هذا المجال فرنسا وألمانيا.
خامس الأنماط السياحية هو سياحة المهرجانات والكرنفالات وهو نمط مشهور جدا في أوروبا والأمريكتين وله مريدين بالملايين ممن يعشقون متابعة المهرجانات بكافة أشكالها.
سادس الأنماط السياحية هو السياحة الدينية وهو أقدمها أيضا،خاصة بين أتباع الديانات الثلاث(الإسلامية والمسيحية واليهودية).وهو نمط يقوم علي زيارة الأماكن الدينية المقدسة وممارسة بعض الشعائر الدينية المرتبطة بهذة الديانة أو تلك.
سابع الأنماط السياحية هو سياحة التسوق وهو يتوفر لعدد من الدول التي تسعي لجذب محبي التسوق من مختلف بلدان العالم وتوفير مراكز التسوق العملاقة التي توفر للسائح كل ما يعشقه بأسعار مقبولة.
ثامن الأنماط السياحية هو سياحة صيد الطيور والجوارح وهو نمط ينشط في دول الشرق الأوسط لعدة أسباب متعددة أهمها عدم إعتراض القوانين المحلية علي عمليات صيد الطيور.
تاسع الأنماط السياحية هو سياحة الغوص وهو نمط يرتبط بسياحة الشواطئ ولكنه أكثر إهتماما بعوالم البحار والمحيطات وما تحويه من كنوز.
النمط العاشر هو سياحة السفاري في الصحاري والغابات ويتركز في الدول الصحراوية والدول الإفريقية علي وجه الدقة لما تمتلكه من صحاري وغابات.
النمط الحادي عشر هو السياحة الريفية والتي لا تتطلب إستعدادات مكثفة سوي توفير جو هاديء وآمن للعميل لقضاء وقت مميز بين أحضان الطبيعة الخضراء.
النمط الثاني عشر هو السياحة الفنية ويتعلق بكل ما يرتبط بالفن سواء تمثيل وسينما ومسرح وتليفزيون أو رسم ونحت وموسيقي ورقص ونقش وما يصاحب ذلك من فعاليات.
النمط الثالث عشر هو سياحة التراث الشعبي مثل الموالد والأعياد والمناسبات الدينية في بلادنا وله أيضا مريدين من كافة دول العالم.
النمط الرابع عشر هو سياحة المحميات الطبيعية ويعني به كثيرا العلماء والدارسين ويهتم بمتابعة تطور المحميات الطبيعية والحفاظ عليها من أيدي البشر.
النمط الخامس عشر هو سياحة التداوي بالرمال والعيون الكبريتيه والأعشاب الطبية ويرتبط بشكل أو بآخر بالسياحة العلاجية إلا أنه يقوم علي الموارد الطبيعية فقط.
النمط السادس عشر هو سياحة تسلق الجبال ويتبعه أيضا سياحة التزحلق علي الجليد وكلاهما ينتشر في دول أوروبا والأمريكتين وآسيا.
النمط السابع عشر هو سياحة الأطفال ولا يرتبط بنشاط معين أو موارد معينة بل يعني بتوفير الراحة ووسائل الترفيه التي يحبها الاطفال مثل الملاهي العملاقة وأماكن المرح.
النمط الثامن عشر هو سياحة المعارض والمتاحف فهناك ملايين العشاق لهذا النمط السياحي الهام ويهتم بمتابعة كافة أنواع المعارض الفنية والثقافية والصناعية والتجارية ويهتم بزيارة كافة أنواع المتاحف والتوعية بها وما تحتويه من محتويات قيمة.
النمط التاسع عشر هو السياحة الرياضية ويهتم بتوفير كافة الإمكانيات الحديثة للفرق الرياضية من أجل إعداد المعسكرات، ويهتم أيضا بتنظيم الأحداث الرياضية الهامة حيث يجذب ملايين العشاق للبلد المنظم.
النمط العشرون هو السياحة التجارية وهو نمط يسود بين الدول التجارية والتي تمتلك موانيء ضخمة ومطارات عملاقة وتنشط بها عمليات التبادل التجاري بين الدول وبعضها البعض.
النمط الواحد وعشرون هو السياحة الغير تقليدية وهو نمط غريب وجديد نوعا ما،ويهتم بكل ما هو غريب وغير متداول من أحداث ومسابقات مثل بعض المسابقات المنتشرة في بعض الدول مثل مسابقة قطع الأخشاب ومسابقة أقوي رجل ومسابقة أفضل شركة طيران ومسابقة أفضل مطار وأفضل طاقم خدمة وأفضل فندق ....الخ.
النمط الثاني والعشرون هو السياحة العسكرية وهو نمط غير منتشر كثيرا، ومحبيه يعشقون زيارة المتاحف العسكرية وزيارة أماكن الحروب والنزاعات.
النمط الثالث وعشرون هو سياحة العمل ويقصد بها هجرات أعداد من الأيدي العاملة لبلد آخر بغرض غير السياحة إلا أنه ومع مضي الوقت يتحول هؤلاء العمال إلي شكل من أشكال السائحين.
النمط الرابع وعشرون هو السياحة الفلكية أو التي تهتم بالظواهر الفلكية ومتابعة أخبار وصور وحركات النجوم والكواكب والظواهر الفلكية مثل الخسوف والكسوف.ولها الآن شهرة واسعة.
النمط الخامس والعشرون هو السياحة الفضائية وهو مكلف جدا ومحدود الإنتشار حتي الآن. يعني بتوفير رحلات إلي الفضاء الخارجي ولكن تكلفته العالية جدا تحول دون إنتشاره بطريقة سريعة.
النمط السادس والعشرون هو السياحة الجنسية والحمد الله هذا النوع ليس موجودا في بلادنا ولكنه ينتشر في العديد من البلدان الآسيوية والأوروبية.
النمط السابع والعشرون هو السياحة التعليمية وهو من أكثر الأنواع شيوعا في أوروبا والامريكتين ويجلب الملايين لخزائن الدول المهتمة بهذا النمط.
النمط الثامن والعشرون هو سياحة السيارات والدراجات وهو منتشر إلي حد كبير في دول أوروبا حيث تقام مسابقات سباق السيارات والدراجات ولها ملايين المحبين الذين يفدون من كل بقاع العالم لمشاهدة هذه السباقات والإستمتاع بها.
النمط التاسع والعشرون هو السياحة العلمية وهو يتعلق بالإكتشافات العلمية والمؤتمرات الخاصة برجال البحث العلمي وكل ما يتعلق بدراسة الطب والمناخ وكل العلوم التي تهدف إلي خدمة الإنسان.
النمط الثلاثون هو سياحة التجول علي القدمين وهو نمط حديث نسبيا يسير فيه السائح علي قدميه سواء كان في أراض صحراوية أو غابات وأحراش.
ومازال هناك العديد من الأنماط السياحية سوف نعرضها تباعا في مقالات قادمة بإذن الله.
الهدف من هذا المقال تثقيفي في المقام الأول ثم هو بمثابة رسالة إلى أصحاب القرار السياحي في بلادنا ينبههم إلي ضرورة الإهتمام بكافة الأنماط السياحية خاصة أن معظمها متوفر بالفطرة في مصر ولا يحتاج إلا إلي مزيد من التسويق الجيد والرعاية من المؤسسات المسؤولة عن القطاع السياحي.