بعض المرضي النفسيين يقولون إن المواطن الذي تم سلحه أمام الاتحادية عارياً مدفوع بتحريض من بعض عناصر جبهة الإنقاذ لكي يقوم بهذا الدور 'التمثيلي' المشبوه. أتصور أن خير رد علي هؤلاء، وأحسن علاج لحالتهم المستعصية هو إخضاعهم لنفس ما تعرض له 'المواطن المسحول' المهدرة كرامته 'لعلهم يستفيقون من الوهم الذي يعشش في أدمغتهم. بقلوب باردة، ونفوس جافة، وبلادة تامة، تخرج علينا بعض الأفواه والأقلام، لتبرر خطايا النظام، بأسلوب لم نعهده حتي في أسوأ العصور ديكتاتورية. يبدوا أن بعض العقول من التي رضعت 'حليب' الاستبداد، تخشي شمس الحرية، وتقاتل من أجل 'البقاء في الظلام'!!. بحسب نص المادة 36 من الدستور الحالي 'كل من يقبض عليه، أو يحبس، أو تقيد حريته بأي قيد، تجب معاملته بما يحفظ كرامته، ولا يجوز تعذيبه، ولا ترهيبه، ولا إكراهه بدنياً، أو معنوياً'. طيب ممكن حد يقول لنا 'اللي حصل أمام الاتحادية من سحل وهتك عرض ده في أي مادة في الدستور؟!! أثبت اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الحالي، أنه يمتلك قدرات خارقة في 'الحسم' و'الحزم' و'إظهار العين الحمرا' لكل من يعارض مرسي. ندرك أن الداخلية لا تزال بها كفاءات نادرة، وتتمتع بملكات فريدة.. لكن.. مش للدرجة دي ياسيادة الوزير.. عموماً حبيب العادلي كان بيعمل أكتر من كده.. لكن في 'السر'، وفي 'أقبية السجون'.. أما 'السحل العلني' و'عارياً'، فتلك 'مزايا' لم يسبقك إليها أحد..!! أبشر يا سيادة الوزير. وعدونا بالتحقيق مع 'الجبابرة' الذين سحلوا، وعذبوا وعروا المواطن المصري أمام قصر الاتحادية، وقالوا أن الوزير قرر تشكيل لجنة تحقيق للكشف عن الفاعلين، ومعاقبتهم. نفس الاسطوانة المشروخة التي مللنا سماعها، والتي ستنتهي في الغالب إلي 'إدانة المسحول' لأنه تجرأ واقترب من 'قصر السلطان'. اجتمعت القوي السياسية والدينية برعاية الأزهر الشريف الخميس الماضي، ووقع المجتمعون علي وثيقة لإدانة العنف، وخرجوا علي شاشة التليفزيون ليبشرونا بالاتفاق المعجزة، ولم تمض ساعات حتي وقع ما وقع أمام الاتحادية. الإجابة، حاجه من اتنين.. إما أن من خرجوا للاتحادية، لا علاقة لهم بالقوي السياسية، ولا تلتزم بتوجيهاتهم، وإما أن بعض السياسيين، يلعبون معنا 'لعبة التلات ورقات'. بعض من رواد الفضائيات، وحين تواجهه بانتهاك حرمة إنسان، ودهس كرامة مواطن، ينظر إليك 'بهبل' ويقول لك 'انت كنت فين لما انتهك العسكر كرامة المصريين'. أمثال هؤلاء لا يستحقون عناء الرد عليهم.. لأنهم يفعلون المستحيل ليزينوا خطايا سادتهم في 'جماعة تعرية المصريين'.. العنف يا سادة مرفوض، في كل زمان ومكان. في حواره مع الزميل 'حمدي رزق' علي قناة 'صدي البلد' كرر وزير العدل 'أحمد مكي' ما سبق أن قاله تبريراً لقانون الطوارئ بأنها 'مذكورة في القرآن'. سؤالنا لسيادة الوزير 'هو القرآن ده مكانشي موجود أيام مبارك؟ ولا ده قرآن جديد، ولد مع عهد مرسي وجماعة الإخوان؟!'. وكأن عبدالرحمن الكواكبي يعيش بيننا، وهو يصف الأحوال السائدة بالبلاد هذه الأيام.. فقد صدق حين قال 'إن الاستبداد يقلب الحقائق في الأذهان، فيسوق الناس إلي اعتقاد أن طالب الحق فاجر، وتارك حقه مطيع، والمشتكي المتظلم مفسد، والنبيه المدقق ملحد، والخامل المسكين صالح أمين، ويصبح كذلك 'النصح فضولاً'، والغيرة عداوة، والشهامة عتواً، والحمية حماقة، والرحمة مرضاً، كما يعتبر أن النفاق سياسة، والتحيل كياسة، والدناءة لطف، والنذالة دماثة'. صدقت يا كواكبي.