استنكرت مارجريت عازر، السياسية والبرلمانية، ما تعهد به الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزارء، بشأن "توفير أسلحة وحماية قانونية لضباط وأفراد الأمن المركزي، إضافة إلي بنود تسمح للقوات بإطلاق الرصاص الحي علي من تري أنهم بلطجية ومثيري شغب". وقالت عازر، في تصريح صحفية: "إذا طبَّق رئيس الوزراء هذا التعهد، فيكون بذلك بدأ في تكريس الدولة البوليسية وحماية النظام في مواجهه أبناء الشعب"، مضيفة أنه "إذا كان قنديل يقول ذلك من باب تهدئة الشرطة وضباطها وجنودها، فهذا يعني أنه يقول كلاما غير مسؤول، وإذا كان يقول هذا الكلام بداعي التنفيذ الجدي، فهو غير أمين علي دم أبناء الوطن، وغير أمين علي منصبه، الذي يحتم عليه حماية المتظاهرين وليس إعطاء الشرطة تصريحا بإطلاق النار عليهم، وبالتالي فهو لا يستحق أن يكون موجودا في هذا المنصب". وعبرت عازر عن غضبها واندهاشها من القرار، قائلة: "لا أستطيع تصديق هذا الكلام، فنحن بذلك نضحي بدماء أبنائنا، وإذا كان التصريح حقيقيا ووارد حدوثه وسيقوم قنديل بتنفيذه، فيجب أن يحاكم فورا". وكان الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية قد التقيا بقيادات وضباط وأفراد الأمن المركزي الذي عقد مساء أمس الأول بمقر رئاسة قوات الأمن المركزي بالدرّاسة لاحتواء موجة غضب القوات التي اشتعلت في عقب استشهاد النقيب أحمد البلكي وأمين الشرطة أيمن عبدالعظيم في أحداث سجن بورسعيد. وقالت مصادر موثوقة إن الاجتماع استغرق ساعتين علي الأقل بحضور عدد من قيادات الأمن المركزي علي رأسهم اللواء ماجد نوح مساعد الوزير مدير القطاع ونائبه اللواء أشرف عبدالله ونحو 250 ضابطا، وتناول كل ما أثار غضب الأمن المركزي خلال الفترة الماضية. وأضافت المصادر أن رئيس الوزراء استهل زيارته للقطاع بلقاء أكثر من 500 مجند في قاعة بالدور الأرضي لمدة 20 دقيقة أشاد فيها بجهودهم وتضحياتهم من أجل مصر. ثم غادر القاعة للقاء قيادات وضباط القطاع وهو اللقاء الذي استمر لنحو ساعة ونصف الساعة لم ينطق وزير الداخلية خلالها بكلمة واحدة واكتفي بالصمت ومتابعة النقاشات الجارية بينما تحدث 'قنديل' قائلا: 'يا جماعة أنا جاي وعارف كل حاجة'، مشيدا بالدور الوطني الذي تضطلع به وزارة الداخلية لإرساء أمن المواطنين وفق عقيدتها الجديدة التي تنحاز لصالح المواطن، مؤكدا أن جهاز الشرطة جهاز وطني يحمي جميع أبناء شعب مصر ويصون أمن البلاد، وأن كل أطياف وفئات شعب مصر يدركون التحديات التي تواجه رجال الشرطة ومدي الضغوط القاسية التي يعملون خلالها. وأكدت المصادر أن الضباط أبدوا مخاوفهم مما يتردد عن 'أخونة وزارة الداخلية'، فأجاب قنديل ضاحكا: 'أنا عايز بس أقول حاجة بسيطة.. أنا مربي دقني صح هل انا إخوان.. لا، أنا نفسي ماليش أي علاقة بالإخوان.. أنا رئيس حكومة مصر كلها مش الإخوان.. والجيش بتاع الشعب المصري كله مش بتاع الإخوان.. والداخلية نفس الكلام بتاعة الشعب المصري كله مش وزارة الإخوان.. خليكم متأكدين من كده واطمنوا'، فتحدث أحد الضباط وقال إن عمل الأمن المركزي في هذه الظروف وبهذه الطريقة 'انتحار طوعي'، واستشهد الضباط بكلام لأحد المسئولين الروس الذي علق فيه علي الأمن المركزي قائلا 'إنهم ينتحرون بإرادتهم'، وتابع الضابط أن كل الأحداث التي مرت بها البلاد بعد ثورة 25 يناير تكون الشرطة المتهمة في النهاية وكل حدث يمر نسخة كربونية من الحدث الذي سبقه: 'بنطلع في المظاهرات الموضوع دايما بيبدأ بإشارة بإصبع ثم إلقاء المولوتوف وضرب خرطوش واحنا لا نملك غير الغاز'. فرد هشام قنديل: 'علي فكرة أنا عايزكم تعرفوا حاجة إن اللي بيحصل ده هيودينا كلنا في ستين داهية وأنا معاكم إن الموضوع عايز مرونة وحلول جذرية'. وحسب المصادر فقد أكد 'قنديل': 'أنا عارف إنتم عايزين إيه.. عايزين تسليح.. تسليحكم موجود.. مش بس كده، هنوفر لكم بدل مدرعة حديثة ضد الرصاص والخرطوش والمولوتوف.. وهنوفر لكم حماية قانونية من خلال قانون التظاهر الذي أعده المستشار أحمد مكي وزير العدل وهو مطروح للحوار المجتمي دلوقت وفيه قانون تاني عن 'حق الدفاع عن النفس' وده هنضيف له بنود أكثر تضمن لكم القدرة علي التعامل مع مثيري الشغب والبلطجية'. فقاطعه أحد الضباط بقوله: 'يا افندم التليفزيون والإعلام هيطلعونا في النهاية بلطجية'، فالتفت قنديل لوزير الداخلية وقال 'أقترح أنك تتعاقد مع مستشار إعلامي كويس يتحدث عن الوزارة'. وعقب أحد الضباط: 'يا افندم الشهيد أحمد البلكي لما انضرب بالنار أصيب في رأسه وفتحة الرصاصة كانت 51 ملم والطلقة دي مبيضربهاش إلا الجرينوف وده صعب التصويب به.. وبنادق القنص القديمة.. يعني احنا كنا مركوبين في بورسعيد من فوق العمارات'، فطمأنه 'قنديل' بقوله: 'أنا باطمنك وباطمنكم كلكم أن القيادة السياسية عارفة اللي حصل بتفاصيله كلها وإن شاء الله توفير الحماية لكم واجب وضرورة وعلي الحكومة أنها تقدم كل إمكانياتها، ولن تدخر وسعاً لتوفير أوجه الدعم لكم حتي تتمكنوا من تحقيق رسالتكم في حفظ أمن المواطن'. وحسب المصادر فقد أكد الضباط لقنديل أنهم ليست لديهم مشكلة إطلاقا في التأمين والدفاع عن أمن الوطن حتي آخر نفس 'لكن مينفعش نموت في النهاية علي إيدين بلطجية ونتفرج'. في ذات السياق اعتبر عدد من ضباط الأمن المركزي حديث رئيس مجلس الوزراء مجرد كلام مرسل جميل: 'بس العبرة في التنفيذ.. الدكتور قنديل وعد أن قرارات التسليح هتخرج النهارده من مجلس الوزراء واحنا في انتظارها'.