لا شك أن المرأة الجميلة انسانة محظوظة، وكلما ازدادت جمالا زادت ثقتها بنفسها. غير أن الزمن سرعان ما يضيف سنوات إلى عمرها، وعندئذ ترتسم التجاعيد على وجهها ويصبح جسمها بدينا مترهلا. غير أن المرأة بالرغم من ذلك لا تيأس وتسعى دوما للتغلب على ما حل بها من عوامل الزمن. ومن ثم تظل دائما تعيش حلم يقظة جميلا، إذ تقنع نفسها من خلاله بأنها ما زالت جميلة وما زالت صغيرة وما زالت حلوة ساحرة جذابة قبلة أنظار الجميع. ولولا حلم اليقظة هذا لما عاشت دور الأزياء وصالونات تصفيف الشعر ومراكز جراحات التجميل، فكل هذه المؤسسات هى وقف على خدمة المرأة الساعية إلى أن تظل جميلة إلى أبد الآبدين. راودنى هذا الخاطر عندما حدثتنى صديقة عن مركز للتجميل فى القاهرة تديره سيدة بمساعدة زوجها طبيب التجميل. ويقدم هذا المركز خدماته لكل من يبحث عن الرشاقة والجمال، فهو للنساء والرجال على حد سواء.المركز يقنع الزبائن بضرورة مزاولة الرياضة السويدية والمساج والاستمتاع بجلسات السونا والأوزون والحمام التركى, وتفد على المركز نسبة كبيرة من السياح والفنانات بالإضافة إلى عدد من الأخوات العربيات لا سيما من السعودية والكويت والبحرين. ويزخر المركز بأجهزة إلكترونية لتنشيط الدورة الدموية، وشد العضلات المترهلة، والتخسيس الموضعى، وتنظيف الوجه، وإزالة البثور وحب الشباب، وعلاج النحافة. والغريب أن جميع الأجهزة الموجودة فى المركز طبقتها صاحبته على جسمها شخصيا، فقد كانت بدينة تزن 98 كيلو جراما ولكنها استطاعت أن تخفض وزنها حتى وصل إلى 68 كيلو جراما، وهى تقول فى هذا الصدد: (نقص وزنى ثلاثين كيلو جراما باستخدام الأجهزة الإلكترونية دون أن ألجأ إلى اتباع رجيم قاس، ذلك أن الرجيم واستخدام الأدوية مضران بالصحة. فضلا عن أن التوقف عنهما يعيد البدانة إلى ما كانت عليه فى السابق). ويتم العلاج بالتدريج بواسطة حمامات البخار والرياضة السويدية والتدليك وكلها لا تجهد الجسم. ويشترط المركز على زبائنه من كلا الجنسين بانتهاج نظام معين فى الأكل يبتعدون فيه عن النشويات، مع ضرورة تناول أكثر من لترى ماء فى اليوم.ويرى المركز أن عملية تنظيف الوجه مسألة ضرورية وحيوية لوجه المرأة. أما بالنسبة إلى الرقبة التى يتغير لون بشرتها عن لون الوجه وهذه مشكلة تتعرض لها الكثيرات خاصة فى فصل الصيف فإن العلاج يتم بواسطة جهاز الصنفرة. بحيث إنه بعد عدة جلسات تعود الرقبة إلى لونها الطبيعى. أما إزالة الشعر الزائد فتتم بواسطة حقنة تعطى فى مكان منبت الشعر. وهذه الطريقة هى من العمليات الناجحة وتقضى على ظهور الشعر فى الوجه والساقين والذراعين. وكذلك الحال بالنسبة إلى حب الشباب. ويقدم المركز نصائح للمرأة للعناية بشعرها ، منها الابتعاد عن الصبغة فى سن مبكرة لكونها أقرب طريق إلى المشيب. وبالمركز مستحضرات لتقوية شعر المرأة والحيلولة دون سقوطه. وينصح المركز المرأة بغسل الشعر مرة أو مرتين فى الأسبوع، فالشعر الجاف مرة واحدة، والدهنى مرتين. كما أن المركز ينصح المرأة بالابتعاد عن شد الوجه فى سن مبكرة. أما أكثر عمليات التجميل خطورة والتى يتم التحذير من اجرائها فهى عملية استئصال الشحم والترهل من البطن، وذلك لأن الجرح لا يندمل بسهولة فى هذه المنطقة من الجسم. يتألف المركز من قسمين، أحدهما للرجال والآخر للنساء. وتديره نخبة من الخبراء والخبيرات فى فن التجميل والتدليك. ويتيح المركز لزبائنه الشعور بالاسترخاء والراحة فى جو بعيد عن القلق والمتاعب، مع نغمات موسيقى حالمة تنبعث من جنبات المركز. هذا بالإضافة إلى وجود اخصائيين من المعهد الرياضى يقومون بالعلاج الطبيعى بالنسبة إلى الغضروف والشلل. أكثر حالات البدانة تم تحويلها إلى مستشفى دار الشفاء وكانت تتعلق بسيدة وزنها 340 كيلو جراما وكانت تحتاج إلى انقاص مائة كيلو جراما على الأقل. وعن نفسى تركت المركز بعد أن تفقدته وحمدت الله على أننى لست بحاجة إلى انقاص الوزن أو إلى عمليات التجميل كشد الوجه وخلافه حيث أننى أؤمن بأن الطبيعة التى خلقنا الله عليها هى أفضل من آية عمليات تجميل تعكس الخداع والزيف....