والعبودية هنا ليس معناها الخضوع القطرى التام لتركيا وإيران، فضلًا عن السيد الأمريكى بالطبع - وإن كان ذلك حقيقةَ ظاهرة للعيان-، ولكنها تعنى «المؤشر العالمى للعبودية»، والذى أدان فى تقريره لعام 2018م قطر بتصدرها قائمة الدول الأقل دعمًا لاستجابة الحكومة للحد من العبودية حسب المؤشر. ومناط الحديث هنا، حقوق العمال الأجانب، لا سيما الآسيويين، المنخرطين فى تجهيز المنشآت الرياضية القطرية استعدادًا لكأس العالم لكرة القدم 2022م، والذى سيقام- حتى الآن- فى قطر، فبحسب تقرير نشرته منظمة العفو الدولية فى فبراير الماضي، فإن سجل قطر متخم فى انتهاك حقوق العمال الأجانب بما فى ذلك السخرة والقيود المفروضة على حرية التنقل حيث توفى أكثر من 1200 عامل منذ حصلت قطر على استضافة كأس العالم. وفى ذات السياق، أكد تقرير نشره الاتحاد الدولى لنقابات العمال على وفاة ال 1200 عامل منذ عام 2010م، ويتوقع الاتحاد أنه سيكون هناك ما لا يقل عن 4 آلاف حالة وفاة من العمال بحلول كأس العالم 2022م إذا استمر سوء أوضاع العمال بقطر. وقد تكررت الإدانات الدولية لقطر مع انعقاد جلسات الدورة 42 لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، والتى بدأت أعمالها يوم 9 من سبتمبر الجارى فى جنيف ومستمرة حتى يوم 27 من الشهر نفسه. وقد أظهرت المداخلات أن آلاف العمال المهاجرين الذين ينحدرون من أصول آسيوية والذين يعملون فى مواقع البناء، يجدون أنفسهم فى ظروف أشبه بالرق والعبودية، خاصةً فى ظل الظروف المجحفة التى يعمل فيها هؤلاء العمال وتسببت فى وفاة المئات منهم، ومنها ارتفاع درجة الحرارة التى تتجاوز 50 درجة مئوية، وتسببت بشكل رئيسى فى ارتفاع حالات الوفيات، إلى جانب قوانين العمل والتى تقوم بإخضاع العمال الأجانب تحت إرادة أصحاب العمل فى الدوحة، ويحظر عليهم التصرف فى أى شيء أو تغيير وظائفهم، أو حتى مغادرة البلاد دون إذن صاحب العمل!! وتجدر الإشارة هنا إلى أنه منذ عام 2010م حينما مُنحت قطر حق استضافة كأس العالم، ازداد عدد العمال المهاجرين فيها بسرعة حيث قفز عدد سكانها من 1.6 مليون شخص فى ديسمبر 2010م إلى 2.6 مليون شخص فى ديسمبر 2018م. إذًا، قطر .. مدانةً دوليًا - بالصوت والصورة- بوصمة استعباد العمال الأجانب إلى درجة القتل، ورغم ذلك ما زالت تصدع رؤوسنا يوميًا - عبر أذرعها الإعلامية من نوعية قناة «الجزيرة» الصهيونية- بحقوق الإنسان والديمقراطية الغائبة عن العالم العربي؟!. ولا حول ولا قوة إلا بالله.