لا يكفُّ السلطان التركي المزعوم رجب طيب أردوغان عن ممارسة لعبة الابتزاز لأوربا بورقة اللاجئين السوريين إذ أعلن مؤخرًا إن بلاده قد تفتح الأبواب إلى أوربا أمام هؤلاء اللاجئين إذا لم تحصل أنقرة على المساعدات الدولية اللازمة. ويعاود أردوغان ممارسة نفس لعبة الابتزاز التي بدأها عام 2016م حيث لوح بورقة اللاجئين مما حدا بالاتحاد الأوربي وقتئذٍ بتوقيع اتفاقية مع تركيا واعدًا أنقرة بستة مليارات يورو مقابل تشديد الإجراءات لمنع اللاجئين من مغادرة أراضيها إلى أوربا، غير أن أردوغان يدعيّ إن ثلاثة مليارات يورو فقط وصلت حتى الآن!! الأمر إذًا في عُرف السلطان الموهوم لا يتعلق ب» الإنسانية» التي لطالما صدعنا بها، وروج لها أذنابه من تنظيم الإخوان الإرهابي ووسائل إعلامه المتشعبة في قطروتركيا، ويكفي ما يفعله الآن بالسوريين المتواجدين على الأراضي التركية والذين يواجهون معاناة تنوء بها الجبال ويتحدث عنها الركبان عبر العديد من وسائل الإعلام ليل نهار. واستكمالًا لهذا الابتزاز لأوربا، شدد أردوغان على أنه عازم على إقامة منطقة آمنة في سوريا شرقي الفرات بحلول الأسبوع الأخير من سبتمبر الجاري حيث يستهدف - لا فض فوه- إعادة توطين حوالي مليون من إجمالي 3.65 مليون سوري في هذه المنطقة، قائلًا: «سنضطر إلى فتح البوابات. لا يمكن إجبارنا على تحمل هذا العبء وحدنا»!! وقد اتفقت تركيا مع الولاياتالمتحدة على إقامة منطقة عازلة بين الحدود التركية والمناطق السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولاياتالمتحدة، وهي أبرز شركاء واشنطن في دحر تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا. ويُصر أردوغان على إقامة تلك المنطقة العازلة بأسرع وقت ممكن حتى ولو أدى الأمر إلى التحرك منفردًا إذا تقاعست أمريكا عن التنفيذ المشترك لها، لا سيما وأنه هدد أكثر من مرة بشن عملية عسكرية جديدة ضد وحدات حماية الشعب الكردي في شمال سوريا؛ حيث يعتبر أردوغان أن تلك الوحدات العسكرية عبارة عن «فصيل إرهابي» تابع لحزب العمل الكردستاني المحظور والمتمرد على الحكومة التركية منذ عام 1984م. وكانت الوحدات الكردية قد أعلنت أنها ستساعد في تطبيق المنطقة العازلة في مناطقها على طول الحدود التركية على مساحة لن تتعدى ال5 كيلو مترات فقط داخل الحدود السورية، في الوقت الذي كان أردوغان يطمح إلى توغل المنطقة العازلة المذكورة لنحو 30 كيلومترًا، وما زال السجال قائمًا!!