عيار 21 بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش "احتمالات" اجتياح رفح    طائرات الاحتلال تستهدف منزلًا بجوار مسجد "جعفر الطيار" شمال مدينة رفح الفلسطينية    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    أول تعليق من أسرة الشهيد عدنان البرش: «ودعنا خير الرجال ونعيش صدمة كبرى»    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    بركات: الأهلي يحتاج لهذا الأمر قبل مواجهة الترجي    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    جمال علام: لا توجد أي خلافات بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    جاله في المنام، رسالة هاني الناظر لنجله من العالم الآخر    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤشر العالمي للفتوى: دار الإفتاء المصرية تتصدر مرجعيات الأقليات المسلمة في العالم
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 22 - 08 - 2019

في أحدث تقاريره الاستراتيجية، كشف المؤشر العالمي للفتوى (GFI) تصدر دار الإفتاء المصرية كأهم مرجعية إفتائية للأقليات المسلمة في العالم، لتتخطى بقية المرجعيات الدينية الأخرى؛ حيث حصدت نوافذ دار الإفتاء المختلفة المركز الأول، تلاها موقع إسلام ويب القطري، ثم لجنة الفتوى بألمانيا، وأخيرًا موقعا أسك إمام ومفتي أون لاين في جنوب إفريقيا.

ولفت مؤشر الفتوى، التابع لدار الإفتاء المصرية، إلى أن ضعف الكوادر الإفتائية، وكذا قلة عدد المراكز الإسلامية المعنية بالفتوى في مناطق وجود الأقليات المسلمة؛ أدى إلى لجوء هذه الأقليات إلى توجيه الاستفسارات والفتاوى المختلفة إلى عدد من الهيئات والمواقع الرسمية وغير الرسمية خارج حدودها.

كما أكد المؤشر أن ضعف مصادر الفتاوى المتاحة باللغات الأجنبية، لا سيما إلكترونيًّا، أدى إلى استخدام تطبيقات الهواتف الذكية مثل تطبيق "يورو فتوى" التابع لجماعة الإخوان المسلمين، فقد أتاح التطبيق لمستخدميه في البلاد الأوروبية الحصول على الفتاوى المتنوعة رغم ما يعتريها من تشدد.

الأقليات المسلمة .. المفهوم والتحديات وأبرز المرجعيات

وقد أوضح مؤشر الإفتاء أن مفهوم الأقليات المسلمة يعني كل تجمع بشري يدين بالإسلام، يعيش في دولة ما كأقلية عددية (أقل من 50 %) مقارنةً بمجموع السكان الآخرين، ولفت المؤشر إلى أنه حتى الآن لا يوجد إحصاء رسمي يبين حجم الأقلية المسلمة على مستوى العالم، ولكن طبقًا لبعض الدراسات الحديثة، يُعدُّ المسلمون "أقلية" في نحو (124) دولة، يمثِّلون حوالي (31%) من إجمالي مسلمي العالم المقدَّرين بنحو مليار و400 مليون مسلم.

وأشار المؤشر إلى أن التحديات التي تواجه الأقليات المسلمة تختلف من دولة لأخرى وفقًا لاختلاف البيئات والقوانين، غير أنه توجد بعض التحديات والصعوبات المشتركة بين معظم الأقليات، والتي تضعهم في إشكالية الرغبة دائمًا في تأدية شعائرهم الدينية والمحافظة على عاداتهم وتقاليدهم التي تتماشى مع تعاليم الشريعة الإسلامية الصحيحة، والتكيف والاندماج الإيجابي مع المجتمعات الأجنبية.

ولاحظ مؤشر الفتوى أن هناك الكثير من القضايا التي تعاني منها الأقليات المسلمة، مثل أحكام الطهارة حال الاختلاط بالأشخاص الأجانب ممن يقتنون الكلاب، وحكم التجارة في العملة أو البورصة الأجنبية، وكذلك حكم تطبيق القوانين التي تخالف الإسلام .. وغيرها من تلك القضايا التي لا توجد لها ردود أو إجابات في المواقع الإسلامية التقليدية.


"دار الإفتاء المصرية" أبرز المرجعيات .. وتقنيات موقع "إسلام ويب" تدعم الوصول إليه

وأوضح المؤشر أن موقع دار الإفتاء المصرية تصدر الجهات التي تجيب عن فتاوى الأقليات وذلك بنسبة (45%)، وأرجع المؤشر ذلك إلى أسباب عدة؛ أبرزها اهتمام الدار بنشر التساؤلات التي تهم هؤلاء، فمن خلال تبويب "Muslim minority" على موقع الدار الرسمي تُنشر ردود عن كافة التساؤلات التي تهم المسلمين في تلك المجتمعات.

وتمثل ثاني الأسباب في إصدار موقع دار الإفتاء المصرية بثماني لغات عالمية (العربية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والروسية والأردو والتركية والمالاوية) وهذا يجعله قادرًا على استقبال الأسئلة والاستفسارات الشرعية باللغات المختلفة، هذا فضلًا عن اهتمام الموقع بنشر الفتاوى في جميع المجالات.

وأوضح مؤشر الإفتاء أن "موقع إسلام ويب" التابع لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية القطرية جاء ثانيًا بنسبة (25%) من إجمالي نسبة الجهات التي تجيب عن فتاوى الأقليات على مستوى العالم، وذلك بسبب اعتماده اللغة الإنجليزية بشكل رئيس لتكون اللغة الثانية التي يقدم بها خدماته بعد اللغة العربية، وإصدار الموقع بوابة إلكترونية خاصة بشهر رمضان المبارك احتوت على أكثر من (276 فتوى) تضم كافة قضايا الأقليات.

كما لاحظ المؤشر أن "إسلام ويب" يعتمد على تقنيات حديثة في تصميمه وأرشفته وتصنيفه؛ ما يسهل عملية الوصول إلى الفتوى، لذا يظهر في صدارة محركات البحث بالنسبة للفتاوى المتنوعة، فضلًا عن وجوده على قائمة التطبيقات على الهواتف، مضيفًا أن الموقع يُصدر فتاوى غير منضبطة لا تتفق مع صورة الإسلام، وذلك عبر دغدغة عواطف الأقليات المسلمة وإثارة المشاعر الدينية التي من شأنها العودة إلى الموقع مرة أخرى عند الحاجة.

موقع "أسك إمام" وتطبيق "يورو فتوى" أهم المصادر الأجنبية

وأشار مؤشر الإفتاء إلى أن موقع "أسك إمام" الجنوب إفريقي الذي أسسه الشيخ "إبراهيم ديساي" جاء في المرتبة الثالثة بين المرجعيات الإفتائية للأقليات المسلمة، والأول بين المصادر الأجنبية في أخذ الفتاوى، وذلك بنسبة (15%)، مشيرًا إلى أن قلة عدد الفتاوى الصادرة عنه خلال شهر رمضان، جعله يحتل المرتبة الثالثة بعد موقع دار الإفتاء المصرية وموقع إسلام ويب.

وأضاف المؤشر أن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث حاز ما نسبته (8%) من إجمالي نسبة الجهات المصدرة للفتوى على مستوى العالم، ما جعله يحتل المرتبة الثانية أجنبيًّا والرابعة في الترتيب العام، ويرجع ذلك إلى عدم إصدار الموقع الرسمي للمجلس أي فتاوى منذ شهر نوفمبر عام 2018، واعتمد على نشر بعض الفتاوى على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر.

وأكد المؤشر أن أذرع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، مثل الشيخ يوسف القرضاوي، في رئاسة أو عضوية المجلس، كان دافعًا بأن يُتهم بتكوين لوبي إخواني قادر على اختراق إدارات الحكم ومؤسسات الدول، والسيطرة عليها وتوجيهها لتحقيق أكبر قدر من مصالحها الخاصة، لذا حذر المؤشر مرارًا من خطورة مثل تلك التطبيقات وما تنشره من أفكار وفتاوى وآراء متطرفة تنمِّي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب.

أما لجنة الفتوى بألمانيا (وهي تتبع المجلس الأوروبي للإفتاء) فاستحوذت على نسبة ضئيلة تمثلت في (5%) من إجمالي نسبة الجهات المصدرة لفتاوى الأقليات على مستوى العالم، وذلك لعدم مواكبتها بشكل كبير للأحداث المهمة التي تعتمد على تشويه صورة المسلمين بصفة خاصة والإسلام بصفة عامة، وتجاهلها قضية حجاب المرأة خاصة بعد الجدل الدائر حول حظر الحجاب للفتيات المسلمات داخل رياض الأطفال والمدارس الابتدائية.

وأبرز مؤشر الفتوى أن لجنة الفتوى بألمانيا تقابل بشكل مستمر بموجة من الانتقادات مع كل فتوى تقوم بنشرها على صفحتها الرسمية على موقع فيس بوك من جانب الرواد، وهذ يشكِّل قلقًا لدى المستفتين ويدفعهم إلى توجيه التساؤلات إلى المواقع الرسمية في الدول العربية.

وأخيرًا، أوضح المؤشر العالمي للفتوى أن موقع مفتي أونلاين بجنوب إفريقيا، وهو موقع خاص بالمفتي "زكريا مكادا" يستقبل من خلاله تساؤلات المستفتين من الدول المختلفة جاء في المرتبة الأخيرة بين مرجعيات ومصادر الأقليات، حيث لم تتعدَّ نسبة الفتاوى التي نشرها (2%)، ويشغل الشيخ مكادا منصب كبير المحاضرين في علم الفقه والحديث بمدرسة تعاليم الدين بجنوب إفريقيا، لافتًا إلى أن الموقع توقف عن نشر أي فتاوى من منتصف شهر أبريل وحتى نهاية شهر رمضان المبارك الماضي.

فتاوى بالغرب تحتاج مراجعات (فتوى ضرب الزوج لزوجته الناشز نموذجًا)

وأخيرًا أوصى المؤشر العالمي للفتوى بأن هناك فتاوى منشورة ببعض المواقع والمراكز الإسلامية في الدول الغربية تحتاج لبعض المراجعات والتعديل؛ كونها لا تتسق مع الزمان ولا المكان ولا الواقع المعاش في تلك المجتمعات، واستدل المؤشر على ذلك بفتوى مذكورة في موقع المركز الإسلامي بميونيخ (IZM) تُجيز ضرب الزوج لزوجته الناشز (وهي من لا تُطيع زوجها فيما يجب عليها طاعته فيه شرعًا).

وقد سبَّبت تلك الفتوى مشكلة رغم أن العديد من المؤسسات والهيئات الدينية المختصة بالفتوى في العالم الإسلامي تقول بها؛ فالآية القرآنية توضح كيفية التعامل مع الزوجة الناشز، والتي تبدأ بالعتاب (الوعظ)، ثم هجر الفراش (المضاجع)، ثم أخيرًا الضرب، طبقًا لما فُهم من سياق الآية القرآنية.

وقد أثيرت ضجة مؤخرًا بين أبناء المجتمع المسلم في ألمانيا حول تلك الفتوى، حيث أكدوا أن تلك الوسيلة في التعامل مع المرأة الناشز قد تكون مقبولة في المجتمعات الشرقية أو المجتمعات العربية المُتحفظة، غير أنها لن تكون مقبولة بأي حال في المجتمعات الغربية، ولا سيما في دولة مثل ألمانيا؛ كونها لا تتفق مع القانون، ومن ثم يجب على المسئولين عن الموقع مُعالجة مثل تلك الفتاوى، وإعادة فهم السياق القرآني فهمًا عصريًّا.
المؤشر العالمي للفتوى: دار الإفتاء المصرية تتصدر مرجعيات الأقليات المسلمة في العالم
أحمد صلاح خطاب
في أحدث تقاريره الاستراتيجية، كشف المؤشر العالمي للفتوى (GFI) تصدر دار الإفتاء المصرية كأهم مرجعية إفتائية للأقليات المسلمة في العالم، لتتخطى بقية المرجعيات الدينية الأخرى؛ حيث حصدت نوافذ دار الإفتاء المختلفة المركز الأول، تلاها موقع إسلام ويب القطري، ثم لجنة الفتوى بألمانيا، وأخيرًا موقعا أسك إمام ومفتي أون لاين في جنوب إفريقيا.

ولفت مؤشر الفتوى، التابع لدار الإفتاء المصرية، إلى أن ضعف الكوادر الإفتائية، وكذا قلة عدد المراكز الإسلامية المعنية بالفتوى في مناطق وجود الأقليات المسلمة؛ أدى إلى لجوء هذه الأقليات إلى توجيه الاستفسارات والفتاوى المختلفة إلى عدد من الهيئات والمواقع الرسمية وغير الرسمية خارج حدودها.

كما أكد المؤشر أن ضعف مصادر الفتاوى المتاحة باللغات الأجنبية، لا سيما إلكترونيًّا، أدى إلى استخدام تطبيقات الهواتف الذكية مثل تطبيق "يورو فتوى" التابع لجماعة الإخوان المسلمين، فقد أتاح التطبيق لمستخدميه في البلاد الأوروبية الحصول على الفتاوى المتنوعة رغم ما يعتريها من تشدد.

الأقليات المسلمة .. المفهوم والتحديات وأبرز المرجعيات

وقد أوضح مؤشر الإفتاء أن مفهوم الأقليات المسلمة يعني كل تجمع بشري يدين بالإسلام، يعيش في دولة ما كأقلية عددية (أقل من 50 %) مقارنةً بمجموع السكان الآخرين، ولفت المؤشر إلى أنه حتى الآن لا يوجد إحصاء رسمي يبين حجم الأقلية المسلمة على مستوى العالم، ولكن طبقًا لبعض الدراسات الحديثة، يُعدُّ المسلمون "أقلية" في نحو (124) دولة، يمثِّلون حوالي (31%) من إجمالي مسلمي العالم المقدَّرين بنحو مليار و400 مليون مسلم.

وأشار المؤشر إلى أن التحديات التي تواجه الأقليات المسلمة تختلف من دولة لأخرى وفقًا لاختلاف البيئات والقوانين، غير أنه توجد بعض التحديات والصعوبات المشتركة بين معظم الأقليات، والتي تضعهم في إشكالية الرغبة دائمًا في تأدية شعائرهم الدينية والمحافظة على عاداتهم وتقاليدهم التي تتماشى مع تعاليم الشريعة الإسلامية الصحيحة، والتكيف والاندماج الإيجابي مع المجتمعات الأجنبية.

ولاحظ مؤشر الفتوى أن هناك الكثير من القضايا التي تعاني منها الأقليات المسلمة، مثل أحكام الطهارة حال الاختلاط بالأشخاص الأجانب ممن يقتنون الكلاب، وحكم التجارة في العملة أو البورصة الأجنبية، وكذلك حكم تطبيق القوانين التي تخالف الإسلام .. وغيرها من تلك القضايا التي لا توجد لها ردود أو إجابات في المواقع الإسلامية التقليدية.


"دار الإفتاء المصرية" أبرز المرجعيات .. وتقنيات موقع "إسلام ويب" تدعم الوصول إليه

وأوضح المؤشر أن موقع دار الإفتاء المصرية تصدر الجهات التي تجيب عن فتاوى الأقليات وذلك بنسبة (45%)، وأرجع المؤشر ذلك إلى أسباب عدة؛ أبرزها اهتمام الدار بنشر التساؤلات التي تهم هؤلاء، فمن خلال تبويب "Muslim minority" على موقع الدار الرسمي تُنشر ردود عن كافة التساؤلات التي تهم المسلمين في تلك المجتمعات.

وتمثل ثاني الأسباب في إصدار موقع دار الإفتاء المصرية بثماني لغات عالمية (العربية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والروسية والأردو والتركية والمالاوية) وهذا يجعله قادرًا على استقبال الأسئلة والاستفسارات الشرعية باللغات المختلفة، هذا فضلًا عن اهتمام الموقع بنشر الفتاوى في جميع المجالات.

وأوضح مؤشر الإفتاء أن "موقع إسلام ويب" التابع لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية القطرية جاء ثانيًا بنسبة (25%) من إجمالي نسبة الجهات التي تجيب عن فتاوى الأقليات على مستوى العالم، وذلك بسبب اعتماده اللغة الإنجليزية بشكل رئيس لتكون اللغة الثانية التي يقدم بها خدماته بعد اللغة العربية، وإصدار الموقع بوابة إلكترونية خاصة بشهر رمضان المبارك احتوت على أكثر من (276 فتوى) تضم كافة قضايا الأقليات.

كما لاحظ المؤشر أن "إسلام ويب" يعتمد على تقنيات حديثة في تصميمه وأرشفته وتصنيفه؛ ما يسهل عملية الوصول إلى الفتوى، لذا يظهر في صدارة محركات البحث بالنسبة للفتاوى المتنوعة، فضلًا عن وجوده على قائمة التطبيقات على الهواتف، مضيفًا أن الموقع يُصدر فتاوى غير منضبطة لا تتفق مع صورة الإسلام، وذلك عبر دغدغة عواطف الأقليات المسلمة وإثارة المشاعر الدينية التي من شأنها العودة إلى الموقع مرة أخرى عند الحاجة.

موقع "أسك إمام" وتطبيق "يورو فتوى" أهم المصادر الأجنبية

وأشار مؤشر الإفتاء إلى أن موقع "أسك إمام" الجنوب إفريقي الذي أسسه الشيخ "إبراهيم ديساي" جاء في المرتبة الثالثة بين المرجعيات الإفتائية للأقليات المسلمة، والأول بين المصادر الأجنبية في أخذ الفتاوى، وذلك بنسبة (15%)، مشيرًا إلى أن قلة عدد الفتاوى الصادرة عنه خلال شهر رمضان، جعله يحتل المرتبة الثالثة بعد موقع دار الإفتاء المصرية وموقع إسلام ويب.

وأضاف المؤشر أن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث حاز ما نسبته (8%) من إجمالي نسبة الجهات المصدرة للفتوى على مستوى العالم، ما جعله يحتل المرتبة الثانية أجنبيًّا والرابعة في الترتيب العام، ويرجع ذلك إلى عدم إصدار الموقع الرسمي للمجلس أي فتاوى منذ شهر نوفمبر عام 2018، واعتمد على نشر بعض الفتاوى على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر.

وأكد المؤشر أن أذرع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، مثل الشيخ يوسف القرضاوي، في رئاسة أو عضوية المجلس، كان دافعًا بأن يُتهم بتكوين لوبي إخواني قادر على اختراق إدارات الحكم ومؤسسات الدول، والسيطرة عليها وتوجيهها لتحقيق أكبر قدر من مصالحها الخاصة، لذا حذر المؤشر مرارًا من خطورة مثل تلك التطبيقات وما تنشره من أفكار وفتاوى وآراء متطرفة تنمِّي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب.

أما لجنة الفتوى بألمانيا (وهي تتبع المجلس الأوروبي للإفتاء) فاستحوذت على نسبة ضئيلة تمثلت في (5%) من إجمالي نسبة الجهات المصدرة لفتاوى الأقليات على مستوى العالم، وذلك لعدم مواكبتها بشكل كبير للأحداث المهمة التي تعتمد على تشويه صورة المسلمين بصفة خاصة والإسلام بصفة عامة، وتجاهلها قضية حجاب المرأة خاصة بعد الجدل الدائر حول حظر الحجاب للفتيات المسلمات داخل رياض الأطفال والمدارس الابتدائية.

وأبرز مؤشر الفتوى أن لجنة الفتوى بألمانيا تقابل بشكل مستمر بموجة من الانتقادات مع كل فتوى تقوم بنشرها على صفحتها الرسمية على موقع فيس بوك من جانب الرواد، وهذ يشكِّل قلقًا لدى المستفتين ويدفعهم إلى توجيه التساؤلات إلى المواقع الرسمية في الدول العربية.

وأخيرًا، أوضح المؤشر العالمي للفتوى أن موقع مفتي أونلاين بجنوب إفريقيا، وهو موقع خاص بالمفتي "زكريا مكادا" يستقبل من خلاله تساؤلات المستفتين من الدول المختلفة جاء في المرتبة الأخيرة بين مرجعيات ومصادر الأقليات، حيث لم تتعدَّ نسبة الفتاوى التي نشرها (2%)، ويشغل الشيخ مكادا منصب كبير المحاضرين في علم الفقه والحديث بمدرسة تعاليم الدين بجنوب إفريقيا، لافتًا إلى أن الموقع توقف عن نشر أي فتاوى من منتصف شهر أبريل وحتى نهاية شهر رمضان المبارك الماضي.

فتاوى بالغرب تحتاج مراجعات (فتوى ضرب الزوج لزوجته الناشز نموذجًا)

وأخيرًا أوصى المؤشر العالمي للفتوى بأن هناك فتاوى منشورة ببعض المواقع والمراكز الإسلامية في الدول الغربية تحتاج لبعض المراجعات والتعديل؛ كونها لا تتسق مع الزمان ولا المكان ولا الواقع المعاش في تلك المجتمعات، واستدل المؤشر على ذلك بفتوى مذكورة في موقع المركز الإسلامي بميونيخ (IZM) تُجيز ضرب الزوج لزوجته الناشز (وهي من لا تُطيع زوجها فيما يجب عليها طاعته فيه شرعًا).

وقد سبَّبت تلك الفتوى مشكلة رغم أن العديد من المؤسسات والهيئات الدينية المختصة بالفتوى في العالم الإسلامي تقول بها؛ فالآية القرآنية توضح كيفية التعامل مع الزوجة الناشز، والتي تبدأ بالعتاب (الوعظ)، ثم هجر الفراش (المضاجع)، ثم أخيرًا الضرب، طبقًا لما فُهم من سياق الآية القرآنية.

وقد أثيرت ضجة مؤخرًا بين أبناء المجتمع المسلم في ألمانيا حول تلك الفتوى، حيث أكدوا أن تلك الوسيلة في التعامل مع المرأة الناشز قد تكون مقبولة في المجتمعات الشرقية أو المجتمعات العربية المُتحفظة، غير أنها لن تكون مقبولة بأي حال في المجتمعات الغربية، ولا سيما في دولة مثل ألمانيا؛ كونها لا تتفق مع القانون، ومن ثم يجب على المسئولين عن الموقع مُعالجة مثل تلك الفتاوى، وإعادة فهم السياق القرآني فهمًا عصريًّا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.