ينطلق الموسم الكروي الجديد للدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم، الخميس المقبل، وقد زادت القوة التنافسية بعد أن قدمت الهيئة العامة للرياضة في المملكة في الموسم الماضي دعما استثنائيا للأندية، استمر هذا العام بدعم أكبر من خلال تعيين أكثر من 660 مليون دولار كدعم للأندية في تعاقداتها مع المدربين واللاعبين الأجانب، وبناء أندية قوية على الصعيد الفني . وفي الموسم الماضي ، لم يتم حسم بطل الدوري إلا في الجولة الأخيرة بعد أن نجح النصر في حسم اللقب، بعد مطاردة طويلة وقوية مع منافسه التقليدي الهلال، الذي كان يملك أملا في تحقيق اللقب حتى اللحظات الأخيرة، كما أن التنافس كان على أشده في قاع الترتيب لدى الأندية المتنافسة على الهبوط، حيث استمر الخطر يهدد عددا من الأندية حتى جولات الدوري الأخيرة . وانعكس ذلك على قوة الأندية على صعيد دوري أبطال آسيا "البطولة الأقوى في القارة الأكبر على مستوى العالم"، حيث وصلت ثلاثة أندية سعودية إلى الدور الربع النهائي، وهذا يؤكد أن الكرة السعودية تسير في الاتجاه الصحيح، محدثة تطويرا مشهودا ومثمرا في جميع الأصعدة. وقد جاءت القوة التنافسية للأندية السعودية بعد استراتيجية الدعم الكبيرة التي أطلقتها الهيئة العامة للرياضة، اتكاء على ثقة كبيرة من الحكومة السعودية لتطوير كرة القدم التي تعد الرياضة ذات الشعبية الأكبر في المملكة العربية السعودية، ومن المتوقع أن يستمر هذا التطور حتى تصل الأندية كافة إلى تنافسية عالية. وبات الدوري السعودي للمحترفين ينافس أمثاله على المراكز المتقدمة في السوق الرياضية العالمية، بعد أن قفز به الدعم الحكومي؛ قفزات كبيرة من حيث القيمة السوقية بشكل عام والأداء الفني بشكل خاص، حتى أصبح وسيلة جذب رائعة لمختلف عناصر رياضة كرة القدم من مدربين ولاعبين وجماهير، مواصلا السير بخطوات ثابتة نحو تحقيق الهدف الكبير باعتلاء الدوري السعودي قائمة أقوى عشر دوريات في العالم. وكان الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع راعيا لهذا الدعم منذ النسخة الماضية، التي شهد فيها الدوري السعودي للمحترفين تطورا كبيرا على كافة الأصعدة، وراقب العديد من القرارات التاريخية، ومن أبرزها رفع عدد المحترفين الأجانب إلى 8 لاعبين في كل فريق من الفرق الستة عشر المشاركة بدوري المحترفين السعودي. وساهم أكثر من 128 لاعبا شاركوا في الموسم الماضي، برفع حدة المنافسة في جميع مناطق جدول الترتيب، فقد انخرطت أسماء بارزة على مستوى قارة أوروبا وإفريقيا، فضلاً عن أمريكا الجنوبية، حيث بلغ عدد المحترفين الأجانب 109 لاعبين أجانب يمثلون 42 جنسية، و6 قارات مختلفة، كما أن حضور المدربين العالميين أصبح سمة بارزة في الدوري، دفعت بالقيمة السوقية لتخطي أقرانها من الدول الآسيوية المعروفة على مستوى رياضة كرة القدم كاليابان وكوريا الجنوبية. واقترب الدوري السعودي للمحترفين كثيرا من مثيله الصيني الذي يحتل الصدارة، ففي 2018، وقد شهد الإنفاق في سوق الانتقالات السعودية ارتفاعا بنسبة 485.4٪ مقارنة بصيف 2017، كما حل الدوري السعودي للمحترفين سادسا بعد الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى وهي الإنجليزي، الإسباني، الألماني، الإيطالي والفرنسي متجاوزا دوريات عريقة مثل البلجيكي والبرتغالي. كما استقر الدوري في العام نفسه في المرتبة السابعة عالميا ضمن قائمة الدوريات الأكثر قيمة للبث التلفزيوني، حيث تصدر القائمة الدوري الإنجليزي، يليه الدوري الألماني ثم الإسباني. وعلى صعيد متصل، فقد رفع الحضور الجماهيري الكبير في الموسم الماضي، القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين، والذي حقق لأول مرة، رقما تاريخيا تخطى حاجز العشرة ملايين مشجع، وأعطى مشهدا حيا في مدرجات الملاعب السعودية المختلفة، فبعد أن فتح المجال لحضور العائلات السعودية مباريات الدوري بشكل خاص، ارتفعت مؤشرات الجذب لعقود رعاية الدوري السعودي، وتمسكت الشركات التجارية بتواجدها في ملاعب كرة القدم السعودية، مستفيدة من التحديثات الإيجابية، والأنظمة الجديدة التي نقلت الدوري السعودي إلى العالمية. وشكل قرار زيادة عدد المحترفين الأجانب في الدوري السعودي إلى 8 لاعبين في الموسم الماضي، ميزة قوية لمستوى المنافسة، وإثارة بين الأندية ال16 المشاركة في الدوري السعودي، وأسهم بشكل كبير في تحسين أداء الفرق المتوسطة فنيا، ورفع قدرتها على مقارعة أقرانها من الفرق الكبرى. وتضمن قرار زيادة عدد المحترفين الأجانب الذي أعلن عنه في الموسم الرياضي الماضي ضمن مشروع كروي ضخم، أحقية كل ناد بالتعاقد مع 8 عناصر أجنبية، وبدعم حكومي سخي ومباشر من الهيئة العامة للرياضة، مساهما في رفع وتيرة المواجهات، بتواجد الكثير من العناصر الأجنبية المميزة، مما زاد من معدل اللعب الفعلي خلال المباريات بشكل عام. ويتواجد خلال الموسم الرياضي الحالي 109 لاعبين أجانب مقارنة ب 128 لاعبا أجنبيا في الموسم الماضي، بقمصان الأندية المشاركة في مسابقة الدوري السعودي للمحترفين يمثلون أكثر من 40 جنسية مختلفة، و6 قارات ، وهو ما انعكس بشكل إيجابي وسريع على مستوى المنافسة في كافة المسابقات الرسمية. وعلى الرغم من تقليص عدد اللاعبين الأجانب من 8 إلى 7 لاعبين إضافة إلى لاعب واحد من المواليد، في الموسم الكروي الجديد ، إلا أن حجم التأثير للعنصر الأجنبي سيستمر بشكل قوي بما ينعكس على تطور اللاعب السعودي أولا الذي يخدم المنتخبات الوطنية، فضلا عن المحافظة على القوة الإعلامية للمسابقات المحلية في المملكة العربية السعودية من حيث حجم المتابعة إقليميا وقاريا، فضلا عن الدول المتقدمة كرويا بإعلامها ومؤسساتها الرياضية. وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم قد قرر في الموسم المنصرم رفع عدد اللاعبين الأجانب في فرق دوري المحترفين السعودي إلى 8 لاعبين، بدلا من مشاركة 7 لاعبين، على أن يسمح بمشاركة 7 لاعبين في التشكيلة الأساسية، مع إمكان وجود اللاعب الثامن على دكة البدلاء في الموسم الماضي الذي حقق لقبه فريق النصر بعد منافسة شرسة مع الهلال.