أكد الباحث الأميركي جوردان كوب، في مقال له على موقع "ذا فيدراليست"، أنه على مدار سنوات، قامت قطر بتمويل ومساعدة الجماعات الإرهابية التي تهدد مصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها، مطالبًا بأهمية الاعتراف بتلك الجريمة القطرية، وتسمية الأشياء بمسمياتها. حيث أشار الباحث إلى ما يعرفه العالم عن قطر، حيث إنها تفتخر كونها ثاني أكبر دخل للفرد على مستوى العالم، علاوة على امتلاكها لواحدة من أكبر شركات الطيران حول العالم، الخطوط الجوية القطرية، وقناة "الجزيرة" التي تديرها الدولة القطرية وتوجه سياساتها، كما لم تكتفِ الإمارة بذلك وحاولت النفاذ بالتمويلات إلى جامعات التعليم العالي في الولاياتالمتحدة، وتبرعت لأجل ذلك بأكثر من 1.5 مليار دولار لبعض الجامعات الأميركية، مثل جامعات ميتشيجان، وكارولينا الشمالية، وتكساس إيه آند إم وكورنيل.
وقال جوردان كوب، إنه رغم هذه الأمور فإن هناك جانبا مظلما حول قطر يتعلق بدعم الإمارة الغنية بالنفط للإرهاب وإيوائها للإرهابيين بصورة كبيرة وغير مسبوقة، وهي الممارسات القطرية التي دفعت الرئيس الأميركي لاعتراف بتمويل قطر للإرهاب، مؤكداً أنه تمويل للإرهاب "على مستوى عالٍ للغاية".
ويؤكد الباحث أنه رغم هذا الاعتراف الواضح، إلا أن إدارات الولاياتالمتحدة، خصوصا إدارات الرئيس ترامب، تغاضت عن هذه الحقيقة بشأن قطر الممولة للإرهاب، وبدلاً من التصدي لتلك الممارسات المدمرة، إلا أنهم كانوا يميلون للاحتفال بعشرات المليارات من الدولارات التي تنفقها قطر على المعدات العسكرية الأميركية، فضلاً عن تمركز الآلاف من القوات الأميركية على أرض قطر وعلى نفقة الدوحة.
ويؤكد مقال "ذا فيدراليست" أنه بغض النظر عن حوافزها الاقتصادية والعسكرية، فلطالما تحدت قطر المصالح الأمنية الأميركية، ودعمت حماس وغيرها من الجماعات الإرهابية، مضيفًا أن هذا الواقع كفيل بأن يوجب على وزارة الخارجية أن تسمي قطر كدولة راعية للإرهاب، كما فعلت بالنسبة للآخرين ممن "قدموا الدعم مرارًا وتكرارًا لأعمال الإرهاب الدولي".
وذكر الباحث جوردان كوب، أنه أولاً وقبل كل شيء، فإن علاقات قطر بحماس، وهي جماعة إرهابية تم تصنيفها على هذا النحو من قبل الولاياتالمتحدة، تظهر بوضوح كواحدة من أكبر الممولين لحماس، حيث قدمت قطر للمنظمة الإرهابية أكثر من 1.1 مليار دولار منذ عام 2012، في حين أن قطر غالباً ما تبرر تمويلها على أنه إنساني، فإن مسار تمويلها، وكذلك تصريحات الأمير القطري الحالية، تشير إلى دوافع حقيقية مختلفة.
وأضاف: أن أمير قطر يرفض اعتبار حماس منظمة إرهابية ويدعم حماس، وخلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، أعلن الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أن "قطر تدعم جميع الشعب الفلسطيني.. نحن نعتقد أن حماس جزء مهم جدًا من الشعب الفلسطيني، وأضاف الباحث أنه "نظرًا لتأييدها لحماس، ابتعدت قطر كثيرًا عن قضيتها الإنسانية المفترضة، بعد أن مولت صراحةً التسلسل الهرمي لحماس".
وأكد أنه رغم أنه تم اعتراضهم من قبل المسؤولين الأميركيين، ففي عام 2014، أرسلت قطر أموالاً لرعاية 44000 موظف من حماس، وفي عام 2016، قامت قطر مرة أخرى بتمويل رواتب موظفي حماس، والتي أراد القائد الأعلى لحماس -إسماعيل هنية- استخدامها لتمويل الجناح العسكري للحركة: "كتائب عز الدين القسام". وبين عامي 2001 و2014 فقط، وجه فصيل كتائب القسام أكثر من 17000 صاروخ على إسرائيل.
ويؤكد باحث "ذا فيدراليست" أن الحقيقة القاسية هي أن قطر سعت إلى تمويل أعضاء حماس في عام 2019. وفي هذه المرحلة، يوجد لدى قطر سجل حافل في رعاية مسؤولي حماس والتدفقات النقدية اللازمة للحفاظ على بيروقراطية حماس وتأسيسها.
ومثلما احتضنت قطر حماس في الخارج، فقد رحبت أيضًا بحماس داخل حدودها، مع توفير الحماية للجماعة. ومنذ عام 2012، كانت حماس تؤوي خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، وأحد أبرز أعضاء حماس.
وعلاوة على ذلك، سمحت قطر لحركة حماس بالاجتماع في بعض أكثر الفنادق شهرة في الدوحة، عاصمة الإمارة. وفي عام 2015، استضاف خالد مشعل مؤتمرًا صحفيا في "فور سيزونز"، وفي عام 2017، كشفت حماس عن ميثاقها الجديد في مؤتمر في شيراتون. وداخل حدودها الخاصة، سمحت قطر لمنظمة إرهابية بالتنظيم وتدشين الحملات في وضح النهار.
وقامت الحكومة القطرية بتمكين ودعم أجندة حماس من خلال نشر مؤتمرات وخطب كاملة لحماس على شبكتها المملوكة للدولة والممولة من الدولة: "الجزيرة"، وكل ما عليك القيام به للتحقق من ذلك هو البحث في قناة الجزيرة مباشر (قناة الجزيرة المباشرة)، وهي قناة يوتيوب من خلالها بثت قناة الجزيرة تغطية مؤتمرات وخطب حماس.
كما شاركت الجزيرة في تغطية تتراوح ما بين الوقفة الاحتجاجية لمؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -وهي جماعة إرهابية ماركسية لينينية تشتهر باختطاف الطائرات وقتل طاقمها- إلى مقابلة كاملة لأحد أعضاء الجهاد الإسلامي الفلسطيني.
ومثلما وفرت قطر الملاذ الآمن والتمويل لحماس، فقد فعلت الشيء نفسه للمنظمات الأخرى المصنفة على أنها منظمات إرهابية سواء في أميركا أو في الخارج. ورغم اعتبار جماعة الإخوان مصدر إلهام لحماس -كما أكدت البحرين ومصر وروسيا وسوريا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- فقد تلقت جماعة الإخوان الإرهابية أكثر من مليار دولار من الحكومة القطرية.
وقامت قطر أيضًا بإيواء 20 من كبار أعضاء طالبان الأفغانية ورعت "أحرار الشام"، وهي ميليشيا سلفية سورية، وقاتلت في السابق إلى جانب جماعة جبهة النصرة الإرهابية. وعلاوة على ذلك، ففي عام 2017، دفعت قطر 360 مليون دولار أميركي لإطلاق سراح رهينتين أسرهما كتائب حزب الله - وهي منظمة إرهابية شيعية إيرانية تشتهر بنصب كمين للقوات الأميركية في العراق. وفي حين أن هذه المنظمات ليست تابعة مباشرة لحماس، فهناك اتجاه سائد بدعم قطر الاستباقي للجماعات الإرهابية.
ويؤكد الباحث في نهاية مقاله أن علاقات قطر بالإرهاب راسخة، وأنه من خلال إيواء وتمويل بعض الجماعات الإرهابية الأكثر شهرة في العالم، أصبحت قطر، وبحسب بأي تعريف منطقي، راعياً للإرهاب، مشددًا على أنه قد حان الوقت لأن تدرك أميركا وبقية العالم الحجم الذي تمثله قطر من تهديد للأمن العالمي، وتصنيف قطر كدولة لتمويل الإرهاب بناء على هذا الأساس.