جاء العيد،استعد الجميع لاستقباله، طقوس البيت المصريالمعتادة، ست البيت تقود ملحمة تنظيف شاملة، مع إجراء التجديدات اللازمة، وإضافة لمسات جمالية، والتفكيرفى (أكلات) العيد، الأب يحاول تدبير المصروفات الإضافية اللازمة، الأطفال يستمتعون باللعب مع الخراف، ويتطلعون لارتداء الملابس الجديدة، والحصول على عيدية بأوراق نقدية لامعة، والتزاور والتنزه مع الأهل والأصحاب. ويسهر الجميع ليلة العيد حتى الصباح، وصدى أغنية (يا ليلة العيد) يغلف تلك الطقوس المصرية الأصيلة،وكأن العيد لا يأتي إلا بعد سماعها. وعندما يحين وقت صلاة العيد، تبدأ أفواج المصلينفى التوافد على الجوامع والساحات،وتصدح تكبيرات المسلمين مدوية. وقد ظهرت منذ سنوات (موضة) توجه البنات والسيدات لأداء صلاة العيد، وقد أجمع علماء الإسلام أن من المستحب خروج الناس جميعا لصلاة العيد لمشاركة الفرحة والسرور، فقد جاء عنأم عطية رضي الله عنها أَنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول((يخرج العواتق وذوات الخدور، والحيض، وليشهدن الخير، ودعوة المؤمنين، ويعتزل الحيض المصلى)). فالدين قد سمح للمرأة بالخروج من بيتها الى صلاة العيدلتشارك فيالخير والذكر والدعاء والتكبير، كلهنسواء البكر، الثيب،الشابة، العجوز،والحائض تخرج مع قريناتها لكن لا تدخل المصلي. وأكد العلماء على ضرورةالتزام المرأة بارتداء ملابس غير ملفتة، وأن تترك التطيب والتزين والتبرج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن وهن تفلات)) كما ينبغى الفصل بين الرجال والنساء درء للفتنة، فتخصص أماكن محددة للنساء يفصلها حائل عن أماكن الرجال، أو كما اتفق المسلمون سلفا وخلفا أن تكون صفوف النساء خلف الرجال، فصلاة المرأة بجوار الرجل دون حائل باطلة عند الأحناف، ومكروهة عند كافة المذاهب. وقد أجازبعض علماء الاسلام فى حالات الضرورة التي يشتد فيها الزحام ويخاف فيها منتيه النساء والأطفال، صلاة أفراد الأسرة بالقرب من من بعضهم البعض، بحيث تصلى المرأةبجوار أحد محارمها، مع التشديد على حرمة التلاصق بين الرجال والنساء. وهنا يشير العلماء إلى أن وجود النساء مع الرجال في مكان واحد ليس حرامًا في ذاته، والحرمة إنما تكون في شكل هذا الاجتماع إذا كان بشكلمخالف للشرع،فالاختلاط المحرم إنما هو التلاصق والتلامس اوارتكاب ما من شأنه احداث فتنة، لا مجرد اجتماع الرجال مع النساء في مكان كمصلى العيد أو الأماكن العامة. وقد دأبت دار الإفتاء المصرية على نشرتنبيها (فيما يخص صلاة الرجال بجوار النساء في مصلى العيد في صف واحد من دون فاصل أو حاجز، فهو تعدٍ صريح على قواعد الشرع الشريف - لا يجوز - وعلى قوانين المحافظة على الآداب العامة المنظمة لقواعد الاجتماع بين الرجال والنساء في الأماكن العامة) لتوعية المسلمين بما هو صحيح. هذا هو رأي رجال الدين فيما يخص خروج النساء لصلاة العيد، نقلته عنهم لأننى لست متخصصة ولا يحق لى الفتوى بلا علم. وفى رأيى أن من ترغب فى اتباعسنة النبي صلى اللهعليه وسلم لابد أن تلتزم بالضوابط الشرعية، أماما نراه حاليا أثناء خروج النساء لصلاة العيد فلا علاقة بتنفيذ السنة، وإنما هو مخالفة واضحة للضوابط السالفة الذكر، فالاختلاط فى الزحام وما ينتج عنه من تقارب وتلامس، وسجود النساء وسط الرجال، كلها أمور لا تتسق وتعاليم الاسلام، وتخالف الفطرة الإنسانية والأعراف الاجتماعية وقواعد الآداب العامة. إن صلاة العيد أصبحت (كرنفالا)لدى بعض النساء، فالملابس ملفتة مثيرة، الزينة والتعطر تزكم العين والأنف، الصخب والأصوات العالية والدعابات والضحكات وغيرها من الأمور الدنيوية مماقد تدل على فرحة العيد لكنها لا تليق بوقت الصلاة. فليحفظ كل مسلم ومسلمة للصلاة حرمتها وقدسيتها، ولا يمنح للمتربصين فرصة لصق سلوكيات فردية بالإسلام. وكل عيد ومصر وشعبها ومحبيها بخير وسلام وأمان.