على طريقة المثل العربى الشهير «رمتنى بدائها وانسلّت»، يواصل السلطان العثمانى المأفون رجب طيب أردوغان ممارسة أعلى درجات «الصفاقة السياسية» بعد أن لاحقته الضربات المتتالية من كل صوب وحدب مؤذنةَ باقتراب نهاية هذا المغرور، لا سيما بعد هزيمة إسطنبول المدوية، واستهزاء «ترامب» به بقمة العشرين باليابان. ومناسبة هذا الكلام، ذلك التصريح الأردوغانى اللولبى- مؤخرًا- بأن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطنى الليبى «قرصان».. أى والله هكذا.. فقد بات قائد الجيش الذى يدافع عن بلاده ويحاول تطهيرها من براثن الميليشيات الإرهابية (الإخوان وأشباههم من داعش والقاعدة ... إلخ) فى طرابلس قرصانًا، بينما أردوغان الداعم لهذه الميليشيات الإرهابية التى تريد بقاء ليبيا هكذا فى فوضى ليس قرصانًا، وهو المتورط - بالدليل القاطع- فى إراقة دماء الليبيين بعد أن أصبحت تركيا ضالعة بشكل مباشر فى معركة طرابلس، بجنودها وطائراتها وسفنها البحرية وجميع الإمدادات التى تصل مباشرة إلى مصراتة وطرابلس وزوارة، بل وصل الأمر بأردوغان نفسه إلى الاعتراف بأنه يزود حكومة طرابلس (السراج وحلفائه الإرهابيين) بالسلاح، وهو ما يمثل خرقًا واضحا لقرارات مجلس الأمن بحظر توريد السلاح إلى ليبيا!!. ويبدو أن وتيرة الجنون الأردوغانى قد زادت بعد أن أصدر الجيش الوطنى الليبى مؤخرًا أوامر باستهداف السفن والقوارب التركية فى المياه الإقليمية الليبية، وذلك بعد أن ساعدت تركيا الميليشيات الإرهابية فى الهجوم على مدينة غريان، التى تبعد 100 كيلومتر عن طرابلس، والتى تشكل طريقًا رئيسًا للإمداد لقوات الجيش الوطنى فى طريقها نحو العاصمة، وهو ما أعقبه قيام قوات الجيش الوطنى الليبى باحتجاز ستة بحارة أتراك فى الأسبوع الماضى تم الإفراج عنهم بعد ذلك سريعًا. والأمر الأكثر غرابة أن أردوغان قد واصل جنونه المعهود بعد لقائه برئيس حكومة الوفاق (المدعومة من الميليشيات الإرهابية) فايز السراج فى إسطنبول يوم الجمعة الماضى حين وصف هجمات الجيش الوطنى على طرابلس ب «الهجمات غير الشرعية»! ومن جانبها، كشفت وسائل إعلام ليبية عن هويات فريق خبراء عسكريين أتراك عددهم 16 يعملون فى غرفة عمليات بطرابلس، ومن بينهم جنرال يدعى «عرفان أوزسيرت» شغل منصب قائد فوج الأكاديمية العسكرية التركية، كما شغل منصب المسؤول عن القطاع العسكرى لمنطقة غازى عنتاب، وتبوأ مناصب فى الاستخبارات العسكرية. إذًا.. اللعب الآن بات «على المكشوف».. أردوغان يستميت لإحكام الطوق على ليبيا لصالح الإخوان والإسلام السياسى بعد أن خسر بضراوة فى مصر، وفى تونس.. والقادم أسوأ للمأفون التركى أحد أبرز أسباب الحريق السورى الذى لم ينطفأ حتى الآن!!.