يبدو أن السلطان العثمانى الموهوم رجب طيب أردوغان يعيش مؤخرًا أسوأ كوابيسه على الإطلاق على المستويين الداخلى والخارجي، فداخليًا لم يكد يفيق من صدمة الهزيمة المذلة على يد المعارضة – لا سيما حزب الشعب الجمهوري- بالمدن الكبرى (اسطنبول – أنقرة- أزمير) فى الانتخابات البلدية وعلو نجم إكرام إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول، إلا وفاجأته «النيران الصديقة» من داخل حزبه «العدالة والتنمية» حين أصدر أحمد داود أوغلو رئيس وزراء تركيا السابق- حليف أردوغان السابق- بيانًا عبر صفحته على الفيس بوك انتقد فيه التحالف بين الحزب الحاكم والقوميين قائلًا: «تظهر نتائج الانتخابات أن سياسات التحالف أضرت بحزبنا سواء على مستوى الأصوات أو كيان الحزب». ويزيد من أزمة أردوغان الداخلية، تلك المعاناة الاقتصادية الشديدة لتركيا بفعل سياساته الخرقاء التى أدت إلى انهيار الليرة، وتراجع عائدات السياحة بشكل ملحوظ، فضلًا عن زيادة معدلات البطالة. وخارجيًا، تلقى أردوغان صفعتين مدويتين: الأولى.. إعلان الإدارة الأمريكية - إثر زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة لواشنطن ولقائه ب «ترامب»- أنها بصدد إدراج جماعة الاخوان المسلمين، على اللائحة الأمريكية ل «المنظمات الارهابية»، وهو الإجراء الذى يتيح للولايات المتحدة فرض عقوبات على كل شخص أو منظمة لها علاقات مع الاخوان. وقد جُن جنون حزب أردوغان الحاكم الذى حذر من مغبة القرار الأمريكى المحتمل ضد «الإخوان الإرهابيين» معتبرًا أنه «سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطى فى الشرق الأوسط.. وستكون له نتائج تعزز معاداة الإسلام فى الغرب وتقوى موقف اليمين المتطرف فى بقية المناطق أيضا»!! أما الصفعة الثانية، فتتمثل فى تحرك الجيش الوطنى الليبى صوب طرابلس العاصمة لتحريرها من الميليشيات الإرهابية (الإخوان- القاعدة – داعش) -حلفاء أردوغان- المتورط فى نقل الدواعش الفارين من سوريا والعراق إلى ليبيا، فضلًا عن إمدادهم بالأسلحة والذخائر عبر طائرات تركية وبدعم مالى مثبت من النظام القطرى الموتور، وهو ما أدى إلى صراخ أردوغان العلنى وإعلانه الفج إن بلاده ستسخر كافة إمكانياتها لمساعدة السراج وحكومة الوفاق على طريقة «يكاد المريب يقول خذوني»!! ولا يبتعد إعلان أردوغان بدعم «ميليشيات طرابلس» عن ظهور أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم «داعش» لأول مرة بعد خمس سنوات من الاختفاء، وهو التنظيم الذى تتواجد ميليشياته علنيًا فى ثلاثة مناطق حول طرابلس!! ويذكرنا الموقف الأردوغانى المناصر للإرهاب فى طرابلس وإدعاؤه بضرورة إحباط المؤامرة على ليبيا بتلك «الغانية التى تتحدث عن الشرف ليل نهار»!!