يحدثنا التاريخ أن كل هلاوس الديكتاتور ستتحول حتمًا إلى كابوس، والسلطان العثمانى الموهوم رجب طيب أردوغان ليس بعيدًا عن ذلك بالطبع جراء ما اقترفت يداه من دعم الإرهاب الإخوانى فى مصر، ودعم داعش فى سوريا، فضلاً عن تحويل تركيا إلى معتقل كبير لكل معارضيه لا سيما بعد الإنقلاب المسرحى الفاشل عام 2016م، والذى أصابه بلوثة لم يبرأ منها حتى اليوم حين شبه نفسه بالنبى الكريم وصحبه الصديق فى رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة مدعيًا أن «الإنقلابيين» لم يروه وهو على متن الطائرة حين دخلوها بحثًا عنه؟!!. وكذلك مايروج له مناصروه واصفين إياه بأنه مبعوث العناية الإلهية لقيادة العالم الإسلامي، وانه قد «تفلت» من عصر الصحابة؟!، وهو الأمر الذى يذكرنا بهلاوس جماعته «الإخوان الإرهابيين» على منصة رابعة حين ادعوا أن جبريل قد نزل على الميدان فى رمضان، وأن الجاسوس محمد مرسى شوهد فى المنام وهو يؤم النبى -صلى الله عليه وسلم- فى الصلاة!! وكل ما سبق مؤشرات على قرب نهاية الديكتاتور العثماني، الذى يرى أنه الوحيد الذى يمتلك الصواب، وهو الوحيد القادر على معرفة صالح الجماعة، وأن أى مخالفة لقراراته تعد من قبيل التعدى عليه؟! ويبدو أن عشاء أردوغان الأخير قد اقترب، والذى بدأت ارهاصاته فى نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة إذ لقى الديكتاتور وحزبه الملاكى « العدالة والتنمية» هزيمة موجعة فى أكبر 3 مدن تضم أكثر من ربع عدد سكان البلاد البالغ 82 مليون نسمة، وهى العاصمة أنقرة، وإزمير، إضافة إلى إسطنبول العاصمة التجارية والثقافية للبلاد. وتمثل المدن الكبرى ثقلاً جغرافيًا وديمغرافيًا هائلًا مما يجعلها دومًا الهدف الأول فى أى سباق سياسي، بحيث يستطيع من يفوز بمفاتيحها أن يبنى لنفسه زخمًا سياسيًا كبيرًا، ولا شك أن اسطنبول تحديدًا تمثل صفعة مدوية لأردوغان، فهى البلدية التى بدأ منها مساره السياسي، ولا يمكن تصور المدينة التى يتركز فيها النشاط السياسى والدبلوماسى ورمز تركيا الحديثة، وهى خارجة عن سيطرة الحزب الحاكم، وهو الأمر الذى يشكل أكبر علامة على تراجع أردوغان وحزبه شعبيًا بعدما اعتبرها المعقل الطبيعى له على مدار ربع قرن سابق!! وقد كانت إسطنبول المحطة الرئيسة التى فتحت الباب لأردوغان للصعود بسرعة الصاروخ بعدما فاز فى الانتخابات البلدية عام 1994م وتولى رئاستها حتى 1998م، وبات الحديث الدائر الآن أن المعارض أكرم إمام أوغلو القيادى بحزب الشعب الجمهورى والفائز بقيادة بلدية إسطنبول هو فرس الرهان القادم لإسقاط الديكتاتور العثمانى وزبانيته.