احتفلت المعارضة التركية بتوجيه ضربة ثلاثية إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم فى الانتخابات المحلية، بعد فوزها بمدن إسطنبول وأزمير، بالإضافة إلى العاصمة أنقرة والتى كانت معقلا للحزب الحاكم طوال 25 عاما. وذلك فيما تأثرت قيمة الليرة التركية بنتائج الانتخابات لتسجل تراجعا جديدا، وهو ما سيزيد من المتاعب الاقتصادية التى تواجهها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان. وأكد كمال كيجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، فى تصريحات للصحفيين، أن مرشحى العدالة والتنمية تقهقروا أمام سياسيى حزبه الذين فازوا فى المدن الثلاث الرئيسية بالبلاد، بالإضافة إلى عدد آخر من مدن تركيا. ومن جانبه، أكد مرشح الشعب الجمهورى أكرم إمام أوغلو، أنه فاز برئاسة بلدية اسطنبول، وأنه حاز 53% من الأصوات. وأضاف أن خصمه على يلدريم ، مرشح العدالة والتنمية، قد فاز بما لا يزيد على 44% فقط. وقد سارع أوغلو بتغيير تعريفه الشخصى على حسابه بموقع «تويتر» للتواصل الإجتماعى بتوصيف نفسه ب «عمدة إسطنبول». وتأتى تصريحات المعارضة التركية، فيما أعلن سعدى جوفن رئيس اللجنة العليا للانتخابات فى تركيا أن عملية فرز الأصوات فى إسطنبول التى مازالت مستمرة قد كشفت عن فوز أوغلو حتى الآن بإجمالى 4 ملايين و159 ألف صوت، مقابل حصول يلدريم على 4 ملايين و131 ألف صوت. وأوضح جوفن أن مرحلة التقدم باعتراض على نتائج الانتخابات قد بدأت بالفعل، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من فرز 31 ألفا و102 من الصناديق الانتخابية فى إسطنبول، وأن إتمام فرز باقى الصناديق وعددها 84 صندوقا سوف يتم تعليقه إلى حين النظر فى الطعون التى بدأ تقديمها بالفعل. وتعتبر إسطنبول، العاصمة التجارية لتركيا وذات ال 15 مليون نسمة، ساحة معركة رئيسية فى سياق السياسة التركية، حيث أنها المحطة الرئيسية التى مهدت لصعود أردوغان سياسيا، وذلك بعد فوزه ببلدية إسطنبول عام 1994 وشغله منصب العمدة حتى عام 1998. وقد شن حزب الشعب الجمهورى المعارض هجوما على وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية واتهمها بالتحيز لصالح العدالة والتنمية فى سياق تغطيتها لوقائع الانتخابات وتفاصيل نتائجها، حيث تعمدت التأكيد ولفترة طويلة بعد بدء عمليات الفرز أن مرشح الحزب الحاكم يلدريم متقدم بفارق ضئيل على مرشح حزب الشعب، وإن قامت «الأناضول» لاحقا بتعديل النتيجة وتأكيد تجاوز المعارض أوغلو نسبة 50% من الأصوات وتفوقه على خصمه بمدينة إسطنبول. وكشفت النتائج شبه النهائية تقدم حزب الشعب الجمهورى بأنقرة بعد حصول مرشحه على نسبة تتجاوز 50% من الأصوات، مقابل 47% لصالح مرشح العدالة والتنمية. وفى أزمير الساحلية تقدمت المعارضة على العدالة والتنمية ب 20 نقطة كاملة.