لقاءات ثنائية ومصافحات حارة جمعت سموه بقادة العالم خلال القمة الأمير أمام القمة: تمكين المرأة والشباب محوران أساسيان لتحقيق النمو المستدام منذ أن تولى صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد بالمملكة (21 يونية 2017م)، قام سموه بزيارات خارجية متعددة للعديد من الدول العربية الشقيقة وللدول الأجنبية الصديقة، وكلها زيارات وصفت بأنها ناجحة، غير أن مشاركة الأمير فى قمة العشرين باليابان مؤخراً (28-29 يونيو 2019م) رئيسًا لوفد المملكة الرسمى تُعد بلا أدنى مبالغة أنجح زياراته الخارجية على الإطلاق، وهو ما يؤكده هذا الكمّ الكبير من اللقاءات الناجحة التى أجراها ولى العهد مع قادة العالم المشاركين بالقمة، وكذلك المشاركة الإيجابية لسموه فى فعاليات دورة اليابان، وهذا ما أشارت إليه وسائل الإعلام العالمية طوال فترة انعقاد المؤتمر. إبتداء، هناك مجموعة من اللقطات المصورة تصف بدقة هذا الكم من الحميمية على الإنسانية ما بين سمو ولى العهد وعدد من القادة، وهو ما يدلل على مدى التفاهم على المستوى السياسي، وأولى هذه اللقطات ذلك العناق الحار بين الأمير محمد بن سلمان ورئيس وزراء الهند «ناريندرا مودي» الذى غرد عبر حسابه على «تويتر» عن لقائه مع ولى العهد السعودى بالقول: «استعرضنا مع ولى العهد، مجموعة كاملة من العلاقات بين الهند والمملكة العربية السعودية. ستضيف محادثاتنا اليوم قوة كبيرة للعلاقات الثنائية بين بلدينا». فيما وصفت وزارة الخارجية الهندية ولى العهد السعودى بعد لقائه مع ناريندرا مودى بأنه «شريك لا يقدر بثمن». مزحة «ترامب» أما الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فقد كانت له مع ولى العهد عدة مواقف طريفة، ومنها حرصه الشديد على الدخول فى حوار جانبى أثناء التقاط الصورة الافتتاحية لزعماء القمة بينما يراقب الرئيس التركى أردوغان الموقف محاولاً أن يحادث ترامب الذى لم يعره اهتماماَ منشغلاً بالحوار مع الأمير الذى لم ينظر أصلا باتجاه أردوغان!! علماَ بأن الأخير سطا على موقع الرئيس الصينى بدون سابق إنذار حتى يتسنى له الوقوف على يمين ترامب الذى كان على يمين سمو الامير وكان رئيس وزراء اليابان على شمال الأمير. واللقطة الأخرى حدثت أثناء أحد اجتماعات القمة حين كان الامير جالساَ ومربجواره ترامب وربت على كتفه بينما يسير وحين التفت إليه الأميرعلت وجهيهما ابتسامة صادقة . فيما رصدت عدسات الكاميرا مصافحة لافتة بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وولى العهد السعودى حيث جاءت المصافحة خلال التقاط الصورة الجماعية لزعماء مجموعة «العشرين»، وفى مقطع الفيديو يظهر الأمير محمد بن سلمان وهو يتجه لأخذ مكانه لالتقاط الصورة، إلا أنه يغير اتجاهه لمصافحة الرئيس بوتين، حيث تصافحا بقوة وتبادلا الابتسامات العريضة والشد على الأيدي. وتدلل المصافحة بالطبع على قوة وعمق العلاقات التى تربط روسيا والسعودية، حيث اتفق البلدان قبل نحو عامين على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية لتتناسب مع إمكانات البلدين الضخمة. كلمة مهمة إذا جاز لنا أن نطلق على اللقطات السابقة «الإجراءات الشكلية» بلغة القانون، فإن «الإجراءات الموضوعية» تشى بما هو أكثر على أكثر من مسار: أولاً- كلمة سمو ولى العهد أمام القمة بوضوحها وشفافيتها وموضوعيتها حيث قال الأمير: «فى ضوء ما يواجه العالم اليوم من تحديات متداخلة ومعقدة فإن الحاجة أكثر إلحاحا من أى وقت مضى لتعزيز التعاون والتنسيق الدوليين، وتعتمد فعالياتنا فى تحقيق ذلك على قدرتنا لتعزيز التوافق الدولى من خلال ترسيخ مبدأ الحوار الموسع والاستناد إلى نظام دولى قائم على مبادئ ومصالح مشتركة، إن تعزيز الثقة فى نظام تجارى متعدد الأطراف يعتمد جوهريا على إصلاح منظمة التجارة العالمية تحت مظلتها». وأضاف ولى العهد السعودي: «من الضرورى معالجة القضايا الضريبية للاقتصاد الرقمى ونؤكد على أهمية السعى والعمل معا للوصول إلى توافق بشأنها فى العام 2020.. ستتولى المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين فى ديسمبر هذا العام وهنا نؤكد عزمنا على مواصلة العمل لتحقيق التقدم المنشود على جدول أعمال المجموعة وسنعمل مع كافة الدول الأعضاء خاصة أعضاء الترويكا دولتى اليابان وإيطاليا لمناقشة القضايا الملحة فى القرن ال21». الشمولية والعدالة واستطرد الأمير: «وإذ نشيد بالتقدم الذى حققناه فى السنوات الماضية على الصعيد الاقتصادى فإن علينا أن نسعى جاهدين للوصول إلى الشمولية والعدالة لتحقيق أكبر عدل من الرخاء ويظل تمكين المرأة والشباب محورين أساسيين لتحقيق النمو المستدام وكذلك تشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة ولضمان الاستدامة سيكون موضوع التغيير المناخى والسعى لإيجاد حلول عملية ومجدية لخفض الانبعاثات مع جميع مصادرها وتخفيف آثارها السلبية على كوكبنا الغالى وضمان التوازن البيئى العالى تحت أجندتنا لرئاسة المملكة للمجموعة». مشاركات مميزة شارك ولى العهد مع قادة القمة فى جلسة بعنوان « تمكين المرأة اقتصاديًا» وتم خلالها تقديم عدد من التقارير الخاصة بالمنظمات الدولية حول الجهود المبذولة فى هذا الشأن. وتطرق المتحدثون خلال الجلسة إلى أبرز الجهود فى سبيل دعم المرأة اقتصاديًا وأهمية ذلك فى رفع الناتج القومى للدول، وكذلك ضرورة التعاون مع الدول الأقل اقتصادًا فى سبيل محو الأمية التقنية للمرأة، بالإضافة إلى التدريب المهني، وريادة الأعمال للسيدات، وزيادة مشاركة المرأة فى سوق العمل، وإيجاد فرص عمل متساوية. ومن ناحية أخرى، شارك سموه مع قادة ورؤساء وفود دول مجموعة العشرين فى جلسة مصاحبة لأعمال القمة بعنوان « الاقتصاد الرقمي» حيث تناولت الجلسة، أهمية التحول الرقمى ودوره المهم فى المجتمعات بوصفه مصدراً للنمو الاقتصادى والرفاه الاجتماعى فى كل البلدان، وأشارت الجلسة إلى ضرورة النقاش المحلى والعالمى حول تسخير كل إمكانات البيانات المتاحة والاقتصاد الرقمى لتعزيز الابتكار حتى تتمكن الدول والمجتمعات من مواكبة وتيرة التطور فى الاقتصاد الرقمى سريع النمو وتعظيم فوائد التقنية الرقمية الناشئة. لقاءات مثمرة عقد سمو ولى العهد العديد من اللقاءات المثمرة على هامش القمة شملت معظم المشاركين مثل: الرئيس الأرجنتينى (رئيس الدورة السابقة للقمة) ماوريسيو ماكري، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، الرئيس الجنوب إفريقى سيريل رامافوزا، وكذلك الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو، والملكة ماكسيما ملكة هولندا، ورئيس الوزراء السنغافورى لى هسين لونغ. فيما اجتمع ولى العهد مع الرئيس الأميركى دونالد ترمب حيث قال الأمير محمد بن سلمان فى كلمته: «السيد الرئيس أشكرك على ترحيبكم الحار، نحن نبذل قصارى جهدنا لبلدنا المملكة العربية السعودية.. الرحلة طويلة». وتابع: «أنا وشعبى بذلنا الكثير فى السنوات القليلة الماضية، ومعكم قمنا بإنجازات كثيرة على الصعيد السياسى والاقتصادى والعسكري. هذا سيسهم فى المزيد من النمو وإتاحة العديد من الوظائف، وأتطلع لعمل المزيد معاً لبلدينا». بدوره، قال ترمب: «شرف لى أن ألتقى ولى العهد السعودى وهو صديق فعل الكثير لبلاده»، مؤكداً أن ما يقوم به ولى العهد السعودى فى مكافحة الإرهاب فى السعودية هو عمل رائع. بوتين والسيسي كماعقد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اجتماعا هاما فى مدينة أوساكا اليابانية حيث حمّل بوتين فى الاجتماع سمو ولى العهد نقل شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على دعوته لزيارة المملكة العربية السعودية، مبدياً تطلعه لهذه الزيارة. وعبرالرئيس الروسى عن سروره بلقاء سمو ولى العهد، ومناقشة الموضوعات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام والعمل المشترك، كما رحب باستضافة المملكة لقمة دول مجموعة العشرين القادمة، معرباً عن ثقته بأن رئاسة المملكة لأعمالها سيسهم فى حل الموضوعات التى تحظى باهتمام دولي. وقد جرى خلال الاجتماع بحث مجالات التنسيق المشترك وبخاصة ما يتعلق بالتبادل التجارى والاستثمار، والتأكيد على أهمية استمرار التعاون فى المجال النفطي. إلى ذلك، التقى الأمير محمد بن سلمان شقيقه الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية حيث جرى خلال اللقاء، تبادل الحديث حول العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين، إضافة إلى استعراض مجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين الشقيقين منه. كاتبة سعودية، ورئيسة تحرير مجلة «مملكة الاقتصاد والأعمال»